تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لهم المنة الكاملة هم الذين آمنوا واستجابوا. {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ}. ولذلك لو تأملت النص في قوله تعالى {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً} مع أنه في سورة الجمعة قال {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} من 2 الجمعة. فهناك ذكر أنه بعثه في الأميين وهنا ذكر أنه بعثه في المؤمنين إذا المنّة على المؤمنين ولكن البعث كان للجميع.

ترتيب الخصائص

(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)

توضح الآية أبرز خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وهي قدوة للمعلِّم والمربي. لماذا قدم التلاوة ثم قال يزكيهم ثم قال يعلمهم الكتاب والحكمة؟. وفي آية أخرى قدّم التعليم على التزكية (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) البقرة)؟ قدمت التزكية هنا لأن لها علاقة بهذه النفسية التي يعالجها بعد المعكرة وما أصابها من الوهن والظن و الزلل فهي مناسبة. التلاوة هي بمثابة البلاغ وهي المهمة الأولى التي طلبت منه وهي الرسالة، طلب منه أن ينذر {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) المدثر}. قل لهم أن هذه الرسالة لكم فتتلو عليهم فتقوم عليهم الحجة. فإذا مَنَّ الله عليهم بالإستجابة يبدأ مشروع التزكية. التزكية قبل العلم لأن القلب إذا أقبل صار العلم له مكان في القلب لكن كيف تُعلِّم والقلب منصرف؟! هذا لا ينتفع ولذلك قال ابن عمر {سمعت ابن عمر يقول: لقد لبثنا برهة من دهر وأحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، تنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما يتعلم أحدكم السورة، ولقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان يقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يعرف حلاله ولا حرامه ولا أمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه وينثره نثر الدقل. الراوي: القاسم بن عوف الشيباني المحدث: ابن منده - المصدر: الإيمان لابن منده - الصفحة أو الرقم: 106 - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على رسم مسلم والجماعة إلا البخاري} البعض يقرأ القرآن بمخارجه ويقرأ الروايات وليس في قلبه من الإيمان مقدار ذرة. وهذا هو الترتيب المناسب لهذه الآية وللآية التي في سورة الجمعة {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} من 2 الجمعة. لكن في سورة البقرة لما ذكر إبراهيم عليه السلام {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) البقرة} قدّم العلم لأن العلم هو الأصل وبه تكون التزكية فالتزكية مبنية على العلم ولكن من حيث الوجود في الواقع تكون التزكية أولا وهي قبول النفس لهذا الإيمان وإقبالها على الله ومعرفتها به ثم يأتي العلم والشرح والإيضاح والتفصيل. وفي الحديث {أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل، إذا عملته دخلت الجنة. قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا. فلما ولي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1397. خلاصة الدرجة: [صحيح]}.

معنى التزكية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير