تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدلائل والشواهد , ألا يدلك على أن القرآن قد حُفِظ كما نص الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر}. يقول تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً) ثم تفاجأ بأنه من أكبر الوظائف الذي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو مِنة من وظائفه أن يتلو القرآن، هل سيتهاونون في هذا الكتاب؟! لقد بذلوا كل شيء ليحافظوا عليه, فهو غاية الغاية. إذا تركوا ذلك فكأنهم لم يحققوا الهدف الذي بعث من أجله الرسول والهدف الذي أنزل به القرآن. بل إن الدليل التاريخي قاطع على أنهم كانوا أحرص الناس على جمعه وعلى حفظه. بين وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبين جمع القرآن في مصحف لم يتجاوز سنتين وقد كان جمعه في القلوب منتشرا.

معنى المِنة

{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً} أليس الإمتنان بالعطية مذموم؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} من 264 البقرة .. هذا لأن الذي يمنّ ليس هو المتفضل الأصلي وهو مجرد واسطة لإيصال هذا الخير للغير , في حين أن منّة الله علينا فهي المنة الحقيقية. له المنة في كل تفاصيلها وفروعها. الله هو صاحب المنة هو الذي تفضل وأعطى ولذلك قال {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات} إذن الفائدة أن الله له أن يمن على عباده بما يشاء. يمنّ عليك بأن رزقك وخلقك وبعث إليك الرسول صلى الله عليه وسلم ويمن عليك أن هداك للإيمان ولله المنّة. مثل هذه قضية الكبر. هذه قضية كانت تُشكل عليّ كيف أن الله نهانا عن الكِبر وقد جاء في الحديث {(ومن بغى على أخيه وتطاول عليه واستحقره حشره الله – تعالى – يوم القيامة في صورة الذر، يطؤه العباد بأقدامهم، ثم يدخل النار، ولم يزل في سخط الله حتى يموت، ....... ) الراوي: أبو هريرة و ابن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: المطالب العالية - الصفحة أو الرقم: 3/ 134 خلاصة الدرجة: موضوع}. وهو سبحانه وتعالى يصف نفسه بالكبر. لكني وجدت بالتأمل أن ذم الكِبر لنا لأننا ضعفاء ماذا نحن؟ ومم خُلقنا وماذا نحمل وإلى ماذا نصير؟ أما الله سبحانه وتعالى فهو الغني الكامل في غناه السيد الكامل في سؤدده الصمد الذي يصمد إليه في قضاء الحوائج ,الكبير فهو المتكبر وله الحق في ذلك وليس لأحد أن ينازعه هذا الأمر لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فهو بحقّ الكبير المتكبر والذي يستحق ..

بعض إخوة فرنسيون أسلموا على فطرتهم وكثير من غير المسلمين فطرتهم سليمة بحيث لو وجد من يدله وينصحه لاستجاب. يقول أحدهم: أنا عشت طيلة عمري على النصرانية وكنت أسير في حياتي وصحتي جيدة وأشعر أن هناك من يستحق أن أشكره ولكني لم أعرف من هو ولم أقتنع أنه يمكن أن يكون عيسى لما جرى له من الإبتلاء لا يمكن أن يقدم إلي كل هذا, وأنا أعتقد أنه صلب. حتى وفقني الله وجدت ترجمة لمعاني القرآن فوجدت الإجابة على سؤالي من هو الذي يستحق الشكر في أول الفاتحة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الفاتحة} فقرأت فيها وتأملتها وقلت هذا إجابة السؤال وهو من يستحق أن أقدم له الشكر. فالفائدة الأولى أن الله صاحب المنّة.

ثانياً: يقول في القرآن أن أُرسل الرسول بشيراً للناس كآفة وهنا يختص بالمؤمنين لماذا؟ ما هو وجه التخصيص يا ترى؟ يظهر أن تمام المنة ظهرت على الذين استجابوا. فالكلام على تمام المنّة من لم يستجيبوا أرسل إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً فمنّ عليهم بإرساله لكنهم هم لم يستجيبوا، قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء} جميع العالمين ولكنهم لا يفقهون. لو تأمل الكافر ما وقع من الرسول صلى الله عليه وسلم في حال حياته على الكافرين ودرسها دراسة منطقية إنسانية لوجد تمام الرحمة منه. ولكن هؤلاء يأتون بعداء ولا يأتون بتجرد، كن كافرا ولكن أدرس حياة النبي بتجرد وادرس حياة غيره وانظر الفرق! الرسول صلى الله عليه وسلم كان رحيما وهو يتعامل مع الكفار. انظر إلى الكمال من هم الذين كانت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير