تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عندما يقول الله سبحانه وتعالى لنا {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} رسولا, ماذا يصنع يا رب؟ يتلو عليهم آياتك أولا، هذه أول صفة. فالمفترض أن تتوقف مع هذه الصفة،. أنت الآن تتلو القرآن وتحفظ وتحمله معك. ثم قال (ويزكيهم) ينبغي أن نقيس أمورنا ليس بكثرة ما نقرأ بل بما نعمل ونتدبر. هذه الآية لو توقفنا معها واعرض نفسك عليها. أنت تقوم تصلي ثم تنام. ماذا فعلت بينهما ماذا صنعت مع القرآن؟ البعض يمنّ الله عليه بالقرآءة فتجده قبل صلاة الفجر يقرأ وبعد صلاة الفجر يقرأ ويقرأ القرآن بعد كل صلاة، فقلت له ما حالك مع القرآن؟ أنت يوميا تقضي 7 أو 8 ساعات مع القرآن فقال هكذا أنا من يوم أن تقاعدت. قلت ما تقاعدت؟ أنت الآن بدأت عملك الحقيقي مع القرآن. فتنشّط الرجل وصار يتدبر ويسأل ويكتب الأسئلة والفوائد. وهذه رسالة الله إلينا ماذا استفدت منها؟ نحن نقرأ لكن نريد ما يعيننا كيف نقرأ. يجب أن تسأل الناس ماذا استوقفك؟ لتحفزهم. في إحدى المسابقات بين الطلاب في رحلة كان السؤال (هات آية بكيت عندها) فقال أحدهم ما أذكر أني بكيت عند آية من آيات الله، هذا السؤال أثّر في نفسي أثرا كبيرا. هل من المعقول أن هذا القرآن كان يُبكي رسول الله والصحابة وأنا لم يبكيني؟! هذا ديل على أن عندي مشكلة. منهج ممتاز ان تبحث عن البكاء، إبك وحدك ولا تظن أنك عندما تبكي أو تتباكى أنك منافق، لمثل هذا فليبكي الإنسان وعلى حاله فليبكي. تأمل نزول هذه الآيات على الرسول ومعه جبريل ومعه الملائكة وهو يقود الجيش ومعه الصحابة. تأمل المشهد وتقول رضي الله عن هؤلاء وعفى الله عنهم وتتوق نفسك إلى مثل هذه الروحانيات التي عاشها هؤلاء. وفي الآية {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) الإسراء} غاية المدح لأهل العلم وهذه شهادة لمن بكى تأثراً من كلام الله عز وجل أنه صار من أهل العلم. وهذا العلم تظهر ثمرته على الجوارح.

بمناسبة الحديث عن القرآءة الشاذة في قوله (ص والقرآن ذي الذكر) (صادِ) أذكر أن القرآءات الشاذة فيها معاني لطيفة وهي لأهل العلم ولا نطلبها من كل أحد. في قوله تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ) في بعض القرآءات الشاذة وردت (من أنفَسِكم) يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء من أنفس العرب وهو كذلك كما أخبر عن نفسه صلى الله عليه وسلم.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Sep 2009, 02:05 م]ـ

الحلقة 28

15 رمضان 1430 هـ

وصيتين:

في كل يوم نرى أننا ما قلنا شيئاً في كتاب الله عز وجل وفي كل يوم نرى أن الكلام الذي نقوله والدروس والعبر التي نستنبطها شيء يسير مما ينبغي أن يؤخذ من هذا الكتاب العظيم ولذلك أوصي نفسي وأوضيكم أن نجعل هذا الكتاب نبراساً نستضيء به في سائر شؤوننا. وأوصي بوصيتين: الأولى أن نخلص لله جل وعلا في عملنا وفي ما نقول. والإخلاص بوابة الخلاص فلا عمل مقبول عند الله سبحانه وتعالى إلا به نسأل الله أن يجعلنا ممن يبتغون بعملكم وجه الله. والثانية أوصي من يستمع للبرنامج أن يكون مصحفه معه حتى يتابع الآيات ليعرف المعاني ويتوثق منها ويتابع الربط الذي يكون بين المقاطع لأننا أحياناً ننتقل بين الآيات للربط بينها وبيان شدة الاتصال بها. وهذا لا ينفع إلا حافظ أو إنسان يكون مصحفه بين يديه. ولا شك أن الإنسان إذا تابع بهذه الطريقة وأنصت وإستمع أنه يحظى بأجر مجالس الذكر التي قال صلى الله عليه وسلم {لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2700خلاصة الدرجة: صحيح}. ولعل بعضكم من يقول هذا مخصوص بالمساجد لا، هناك لفظ ذكر فيه المساجد ولفظ لم يذكر فيه. وما ذكر في المساجد لا يقيد ما لم يذكر فيه بل يكون من باب ذكر الفرد. فإذا اجتمع الناس في بيوتهم أو المدارس أو المحافل أو المساجد فهم داخلون بإذن الله في عموم هذا الحديث. ونحن نقول هذه أيضاً وسيلة جديدة للإستماع الذي يكون به الذكر.

ما زال الحديث عن الآية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير