تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) آل عمران)

تكلمنا في الحلقة السابقة عن التزكية وثناء الله تعالى على نبيه.

المقصود بـ (الضلال)

(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)) ذكر تعالى امتنانه ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى له أن يمتن على عباده بما يشاء فهو سبحانه صاحب المنّة. نضيف في هذا المجلس كيف عقّب الله سبحانه وتعالى فقال {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} والإشارة إلى الضلال الذي كان فيه العرب والبشرية قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فكأنه هو الذي دل الأمة في هذه الجاهلية وكانت ضالة وتائهة وحائرة حتى أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم فدلهّا. قال تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الزخرف}. وفي مواضع أخرى وصفه الله تعالى أنه هو نفسه صلى الله عليه وسلم كان ضالا فهدى {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى} المقصود بالضلال هنا أنه لم يكن يدري عن هذا الخير وعن هذا القرآن ولا عن هذه التفاصيل الدقيقة. كان صلى الله عليه وسلم يتعبد ويتحنث في غار حراء ويرجو أن يجد من يدله في هذه الحيرة ولذلك قال {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} ولما جاءت التفاصيل في هذه الآية. حقيقة أن نزول القرآن منّة كبرى. هي منة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الأمة كلها. يقولون إذا أردت أن تعفر قيمة الشيء فتخيّل فقده، تصور ما يكون عليه حالنا بدون القرآن؟ يكون بيننا اختلافات وما في ثبات لأنه لا يوجد شىء نرجع إليه. نحن نقول للناس عليكم بالقرآن وبعضهم يقول أنا أرجع إلى القرآن فلا أجد ما تقولون وذلك لتفاوت الناس من حيث العلم والقدرة والفهم. ولكن الأمة كلها من تاريخ نزول القرآن إلى اليوم تعيش على هذا القرآن كلما تمسكت به انتصرت وفتح الله عليها وإذا تهاونت فيه إنتكست. مرت قرون طويلة على المسلمين يقتربون وينتصرون. ويصدق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم {تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الراوي: مالك بن أنس المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 24/ 331 خلاصة الدرجة: محفوظ معروف مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد} لابد أن نتمسك ليس فقط أن نقرأ. وقال (ان تضلوا) معناه أن هو هداية والتخلي عنه ضلال. وأيضاً هذا الوصف الذي عقب به سبحانه وتعالى وقال {لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} هذه الآية فيها إشارة إلى أن البشرية قبل محمد كانت في ضلال وفيها إشارة أخرى أنها إذا تخلت الأمة عن ما زكاهم به يرجعون إلى الضلال وهذا صحيح نجده الآن.

(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى) قد يفهم البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على ملّة قومه ولكنه كان على الحنيفية ولم يكن من المشركين وذلك للتنبيه. كلمة (ضال) تدل على أنه لم يكن عالماً بتفاصيل الشريعة وفسرتها الآية الأخرى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الزخرف}.فالقرآن يفسِّر بعضه بعضا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير