تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان المشايخ يضربون بالأمثال تقرب لنا حقائق لذة اللغة يقولون انظر مثلا إلى كلمة "جنة" جَنَّ معناها ستر جنّ الليل إذا أظلم وستر ويقول انظروا هذا الستر الموجود في مواد متعددة اشتُقت من هذه المادة الأساسية. الجنون من ستر العقل والجنين مستور بالبطن والجنة لأن أرضها قد سترت بالزرع والبستان يسمى جنة لأنه يستر من يدخل فيه والمِجَن هو الدرع والمجنّة هي المقبرة والجنّ لأنهم يستترون عن الأعين {يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف} كل هذا من مادة واحدة. كنت أدرس قصار المفصل {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) الناس} وقال طالب {الجَنّة}! قال اللغة العربية صعبة فالجَنة والجِنة فرق كبير. قلت هذا أيضا موجود عندكم. مثلا park ما معناها "موقِف" وما معنى bark معناها "نباح" فضحك الطالب. أحدهم كان يمشي ويريد أن يسأل الشرطي عن الموقف فسأله بلفظ bark فقال له الشرطي إنبح في أي مكان.

تعليق الأخطاء على الغير

{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} إن كل ما أصابكم يرجع إلى أنفسكم

ونفسك ذُمّ لا تذمم سواها بشرٍّ فهي أولى من ذممت

إذا وقع أحدكم في مصيبة يبدأ يعلق أخطاؤه على الآخرين والمفترض دائما-حتى تربويا- كلما وقعت في مصيبة حاسب نفسك أنت لأنها هي الجهة التي يمكنك أن تتصرف فيها وإعتبر أن الآخرين ليس لهم علاقة بالأمر بهذا تربي نفسك. وهذا هو المقصود بالآية. الله يريد أن يربي المسلمين المؤمنين أن يراجعوا أنفسهم دائماً ويراجعوا الخلل، هذا الجيش الذي يقوده الرسول صلى الله عليه وسلم وموجود به العشرة المبشرين بالجنة ماذا تريد أشرف من هذا الجيش؟ ومعهم جبريل وعدد من الملائكة الكرام وبالرغم من ذلك وقعوا في تقصير بسيط جدا وهو أنهم اجتهدوا إجتهادا في غير مكان. فأصابتهم سماها الله مصيبة وقد سبق أن نصركم الله من قبل في بدر. بالرغم من ذلك الخلل في أنفسكم. دائما راجع نفسك وخططك سواء في أمور الدنيا وأمور الدين وفي الأمور التربوية.وما أكثر مشاكلنا في حياتنا الاجتماعية التي نحتاج أن نراجع فيها أنفسنا (قل هو من عند أنفسكم) راجع نفسك كما ذكرنا في الحلقة السابقة عن ابن سيرين الذي يراجع ذنوبه قال أنا شمت برجل قبل أربعين سنة فابتليت بهذا. وما أكثر هذا في حياتنا اليوم. أنا استفدت من هذه وأجيب بها من يسألني. كثير من النساء يشتكين من أسرهن وأزواجهن فأقول سأبدأ بك أنت وأنت معترفة أنه توجد مشكلة ولا أعرف تفاصيلها، هل تفعلين كذا؟ هل أنت مقصرة في كذا. من خلالها أكاد أحل نصف المشكلة إن لم يكن كل المشكلة. أنا لا أملك الطرف الآخر الذي قد ينكر كل هذا الذي تقولين بيدي أن اصلح من أمامي، الطرف الذي أمامي أبدى الشكوى. أنت يا أختي افعلي كذا وكذا وستلاحظين تحسناً في النتائج. هذه قاعدة الآن في تطوير الذات يكتبون فيها الكتب. أنت المسؤول عن تصرفاتك، لا تعلق أخطاءك على الآخرين نبحث عن شماعة نعلقها عليها. يعتذر شخص عن عدم حضور صلاة الفجر فأقول نم مبكرا فيقول ميكروفون المسجد ضعيف. الشاهد هو {{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}} يجب أن تكون قاعدة للجميع أنت المسؤول عن تصحيح أخطائك.

وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير