تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عمر رضي الله عنه يجمع الصحابة يتناقشون في القرآن حتى يقولون {قال معاذ بن جبل: اجلس بنا نؤمن ساعة الراوي: الأسود بن هلال المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تغليق التعليق - الصفحة أو الرقم: 2/ 21خلاصة الدرجة: موقوف صحيح}.

في المجالس أجود من أن تتحدث أنت والناس يستمعون فقط أن تشرك الناس في الحديث فإذا قالوا نريد منك كلمة إجعلها حوارا. إقرأ ىيات وعلّق عليها واطلب آراء الموجودين. في أحد المجالس خرجت مع الإخوان فقلت دعونا نتأمل في آيتين فقط نخرج منها بفوائد إن شاء الله كبيرة في قوله سبحانه وتعالى {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) طه} فقط وقلت ماذا تفهمون من "طه"؟ قال واحد هذا إسم للنبي صلى الله عليه وسلم وقال واحد منهم هذا صحيح واستشهد بأبيات من الشعر (نحن اليمانون يا طه) وآخر قال قرأتها في كتاب. قلت هل مر عليكم أنها من الحروف المقطعة التي في أوائل السورة؟ قالوا لم يمر علينا لكن هذا هو المعنى المشهور، قالوا فلماذا لا تُمد؟ قلت لأن طا وها لا تمد. وفي {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} سألت ما هي الفوائد؟ قال أحدهم إنها ما جاءت لتُشقي بل جاءت لتُسعد. إذا هي سورة السعادة. وهذا إستنباط جيد وصحيح. ثم أن فيها إثبات لصفة علو الله سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن {أَنْزَلْنَا}. أعجب الحاضرين هذا الحوار فجعلناه دوريا. هذه فكرة رائعة لإستخراج الأفكار وتوليدها وإشراك الآخرين. مثلاً الأولاد عندك في البيت دعهم يشاركونك ولديك كتب التفسير نريد للشباب والصغار بدل أن يعرفوا فقط المجلات والألعاب. الناس اشتغلوا بالفضائيات والنت. وبدأت تتقلص قيمة الكتاب. الأسر الناجحة من أسباب نجاحها ربطها بالكتب والقراءة. الحقيقة أصبحنا أمة تلقين. نُلقن ونتلقن. نأخذ الأشياء جاهزة ولا نفكر فيها. نريد أن نحيي الفهم والنظر والتدبر في كل الأشياء وليس في القرآن وحده. يجب علينا أن نفكر في كل ما يتلى علينا وفي كل ما نسمعه وفي كل ما نقوم به. أنتم الآن تصومون لماذا نصوم؟ لماذا شرع الله الصيام؟ لماذا شرعت قراءة القيام؟ لماذا شُرع التسبيح ونحن راكعون؟ لماذا نقول مع المؤذن إذا كبّر الله أكبر وإذا قال حي على الصلاة قلنا لا حول ولا قوة إلا بالله؟ وهكذا. الله وضع هذا بطريقة عجيبة جدا موافقة للعقل ولكننا غافلون. ومن الأمثلة الناجحة أن جعلت هذه سياسة لي في جلسات لجيران المسجد مستمرة منذ 15 عاما كان المراد أن تكون درساً كالعادة واحد يلقي والباقي يستمع. ولكن لماذا لا يشارك الجميع؟ واحد يقود الجلسة لكن الجميع يشارك في أول الأمر لم يكن مستساغا والآن أصبح جزء لا يتجزأ من الجلسة. نتكلم في التفسير أو أي موضوع أو نستضيف ضيفا لابد أن الجميع يشارك أو يبدي رأيه أو يضيف ولذلك الحضور فيها لا يتخلّف لا في الإجازات ولا في الدراسة. قرأنا من خلالها كتبا كثيرة وسافرنا أسفارا من إثر هذه الجلسة.

معنى كلمة أصاب

{أوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) أل عمران} أصاب جاءت بمعنيين في هذه الاية: الأولى أصابتكم بمعنى الجراح والضر وأصبتم مثليها بمعنى نلتم أو أُعطيتم. فالإصابة الأولى فيها شيء ضار والثانية في شيء سار وكلاهما من مادة واحدة ولكن إختلف معناها في آية واحدة. الأولى معنى لازم والآخر متعدي أي أصبتم غيركم مثليها وهم المشركين. تقول سافرت فأصبت خيراً يعني نلت خيراً. فالفعل أصاب يأتي بمعنى متعدي ومعنى لازم (أصاب فلان جائزة). ومعنى آخر أصبت الصواب وأخطأت الجواب. أصبت بمعنى أردت وقصدت كما في قول الله عز وجل {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)} في سورة ص. وقد تكون في سورة ص أصاب بمعنى المطر و الصيّب هو مطر لأنه يصوب من السماء إلى الأرض بقوة أي يتجه. وهذا من الفوائد أن لغة القرآن التفقه فيها من ألذ ما يكون. إبحث في المعجم عن معنى أصاب موجودة في أصل صوَب ثم كيف أستخرجها من القرآن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير