تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من كتم علما يعلمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار.الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 1068.خلاصة الدرجة: صحيح}. ماذا يصنع طالب العلم الذي يتعلم ويفني عمره في التعلم ثم لا يبلغ منه شيئا؟!. لا أستطيع أن أفهم ماذا صنع بهذا العلم؟! قد يقول أنا أصلا مقصر, ليس لي حظ من العبادة والعمل كيف أقوم بين الناس وأذكّرهم وأبيّن لهم وأنا أعرف من نفسي الذنب والتقصير وعدم القيام بواجب هذه الكلمة التي أتحدث بها أمام الناس فأخشى أن أكون منافقا، أنا أخشى أن أحمل نفسي تبعة المسؤلية بشكل زائد وأنا مقصر فيما عندي. لو أخذنا بهذه الشبهة الشيطانية ما قام بالعلم أحد. من يزعم أنه غير مقصر أو أنه قد قام بكل شيء؟! هذه حقيقة من حيل الشيطان لهذا قد يقول قائل أين أُخذ عليّ هذا الميثاق؟ نقول أخذ عليك هذا الميثاق بنص الآية كل من أعطي العلم أخذ عليه الميثاق. ما دمت دخلت في سلك أهل العلم فقد دخلت في الميثاق.

أقول وفي نفسي شيء من الحسرة نلاحظ أن بعض من يتصدى للناس قد سؤل قبل أن يتفقه فيما يتكلم به. وهذه خطيرة أيضا وهذه مشكلة أخرى ننتبه لهذا الجانب. فالإنسان إذا أراد أن يتكلم يتكلم بما يعلم كن صادقا مع نفسك. اعرض علمك الذي تتكلم به على من يحسنه وكن صادقا في أخذ ملحوظاته بدون أن تكون في نفسك حرج من ملاحظاته. مرة أنزلت مقالا في ملتقى أهل التفسير عن بعض من يتصدى لعلم التفسير في بعض القنوات وهو لا يحسنه ولم يأخذه عن أهله وكلامه فيه ضعف وأخطاء علمية وأقوال لم يقل بها أحد من العلماء حصل انزعاج واتصل بي بعض الأخوة قالوا أنت ألقيت حجرا في ماء راكد وستثير الناس عليك بهذا المقال. قلت أنا لم أقل فلان ولا علان وصفت أوصافا فإذا واحد ظن أنني أردته أسأله هل أنت تُحضر لدرسك؟ إن قال نعم فقد خرج أنا أنتقد الذين لا يحضرون لدرسهم ولا يأتون الأمور من أبوابها. هل تعرف منهجية التفسير؟ إن قال نعم فقد خرج. من يتصدى للناس يجب أن ينتبه أن يكون على قدر المسؤلية التي وقف عندها أمام الناس ويجب أن يكون عندنا أيضا تقبل لو واحد منا صادفه انتقادات استفدنا منها كثيراً. ولا أقول من باب تزكية أنفسنا ولكن هكذا يجب أن نكون. الحقيقة. نحن نريد أن نضع الأمور في نصابها فنقول إن طالب العلم الذي درس وأصبح مؤهلا ينبغي عليه أن يبلغ وأن يعلم وأن يؤدي الأمانة والمسألة ليست تفضيل لك أن أقدمك وتصبح معروفا بين الناس. نتجاوز عن هذه النظرة ونخلص نياتنا لله سبحانه وتعالى. فمن يقوم بأمر الدين إذا تراجع الناس؟! ومن يقوم بأمر العلم وأمر الحق؟! وفي الجانب الآخر نحذر أشد التحذير فمن تصدى قبل أوانه فقد تصدر لهوانه وقد أساء لنفسه وللعلم وللقرآن. فالمسألة مسألة توازن والموفق هو من وفقه الله سبحانه وتعالى للعمل والبذل والأمة في أمس الحاجة الناس يسألون ويريدون من يبين لهم خاصة في المجتمع نجد كثيراً من الزملاء في الجامعات متخصصون وطلبة علم ولكنك لا تجد لهم أثرا في المجتمع. في مسجدي أجد ستة أو سبعة من طلبة العلم المميزين لم أظفر في يوم من الأيام بكلمة أو درس أو موعظة. لماذا؟ قالوا أنت موجود. كل واحد منكم له مسؤليته الخاصة به، كل واحد منكم عنده مسؤلية يقوم بها ويتصدى لها. أضف إلى ذلك في هذا الزمن في نظري أن الأمر صار أيسر من ذي قبل لأن الوسائل التي يمكن للإنسان أن يقوم بها لأداء هذه الأمانة تعددت. ممكن ألقي درسا أو خطبة جمعة أو حديثا إذاعيا أو تلفازيا ولا أجد دار نشر تنشر لي ولا جريدة الآن عبر الإنترنت يمكن أن تنشر ما تشاء من الخير والعلم وتنبه على الأخطاء وأسرع انتشارا من الجرائد والمجلات وأبقى وأسرع وصولا للناس. الوسائل التي يستطيع الإنسان أن يبلغ بها هذا العلم أصبحت كثيرة إذن الحجة قامت علينا فلنتق الله في هذا الأمر ولا نظن أن القضية أمر مستحب. هي أمانة وواجبة عليك يجب أن تؤديها وأن تقوم بهذه الأمانة خير قيام. أليست هذه من الأسئلة الأربعة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم {لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه.الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2417.خلاصة الدرجة: حسن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير