تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهم كلهم من الضعفاء لكن سميت السورة بسورة النساء لأنها تحدثت في الحقيقة عن جوانب كثيرة تهم النساء من أهمها الإنصاف وهي ما تحتاجه المرأة من زوجها ومن وليّها إن كانت يتيمة أو من والدها إن لم تكن يتيمة، والإصلاح فحقوق النساء ليست فقط في أن تعطيها حقها وإنما أيضاً في أن تصلحها وتربيها وأن تتعهدها بحسن التربية والرعاية حتى إذا تزوجت كانت نعم الزوجة فتكون امرأة صالحة في مجتمعها. فحلّل الدكتور عبد الرحمن خليفة قضية تسميتها سورة النساء واشتملت السورة على موضعين عظيمين دقيقين وهو موضوع إنصاف المرأة وإصلاحها وأن روح الإنصاف والإصلاح يسري في السورة كلها.

في قضية الإنصاف (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ?3?) وفي قضية الإصلاح (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ?34?) هذا إصلاح وإنصاف. ومن الإصلاح (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ?35?) ومن الحقوق الآية التي بعدها (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ?36?) العلماء عدّوا الزوجة من الصاحب بالجنب لأنها تصحب الإنسان أطول صحبة.

وأيضاً من أهم الحقوق فيها الحقوق المالية (الإرث) وهذه كانت في الجاهلية ملغاة ولعلنا إذا جئنا إليها نقف وقفات عند ما يتعلق بحفظ الإنسان للجانب المالي للمرأة، وما ذكره الدكتور خليفة مهم جداً أن هذه السورة تبين لنا رعاية الإسلام للمرأة رعاية خاصة بحيث أنه من تكريمه لها أن سمّى السورة باسمها ونحن نعلم أن تسمية السورة هو نوع من التكريم، كونه يراعى جانب النساء فتسمى هذه سورة النساء وهي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في الحقيقة جانب نحن نغفل عنه لأنه صار عندنا مسلمات ولا ننتبه له لكن بعض الدارسين وخصوصاً من غير المسلمين – ونحن نتكلم عن المنصفين منهم- يسترعي انتباهه كيف اعتنى الإسلام بالمرأة فسمى سورة كاملة طويلة بإسم هذه الفئة وهي فئة النساء وتجد بعضهم يقارن كم عدد آيات هذه السورة بالسور الأخرى ويعمل مقارنات معينة لكي يوصل رسالة أن الإسلام لم يظلم المرأة وأنه اعتنى بها عناية فائقة. آخرون يعرفون هذا الجانب لكن مع الأسف يتجاهلونه ونحن لا بد لنا أن نظهره ونبينه لأن الظلم الذي يحصل على المرأة الموجود اليوم بالصور القديمة إذا لم تكن من منطلق إسلامي نعرف أنها ظلم لأنه وقع فيها خلل لأن ما سماه الإسلام وما شرعته الشريعة لا يمكن أن يكون فيه ظلم للمرأة أبداً. ومن عرف حال المرأة في جميع العوالم ونظر إلى حال المرأة في الإسلام سيرى أنها معززة مكرّمة ولا يوجد ما يُزعم إلا ممن فسدت فطرته أو كان فيه خلل في تصوراته. ومن الطرائف التي تحكى في هذا تنقل عن الشيخ صالح العايد يقول كانت هناك امرأة غربية تناقش مرة عن الإسلام -والغرب للأسف عنده فكرة سيئة أن المرأة مظلومة في الإسلام- فيقول أنا زوجتي عيّنت لها سائقاً برتبة بروفيسور فاستغربت قال نعم ومتى ما شاءت في ليل أو نهار يذهب بها ويقضي لها حوائجها ويشتري لها أغراضها فاستغربت فقال لها أنا سائق زوجتي وأنا أذهب بها. وهذه لفتة من اللفتات الجميلة جداً في اننا نوصل لهؤلاء كيف نتعامل وميف تعامل النبي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير