تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صلى الله عليه وسلم مع النساء وأن الصور التي نجدها من ظلم المرأة هذه غالباً تكون بسبب جهل أو بسبب عادات ليست من الإسلام في شيء. وأيضاً هي من الأفراد والأفراد لا يمكن أن يضروا الإسلام ومن أراد أن يحاكم الإسلام فليرجع إلى نصوص الإسلام الصحيحة من الكتاب والسُنّة وما كان عليه الصحابة.

قبل أن نتجاوز موضوع التسمية لماذا سميت السورة بسورة النساء أسماء سورة النساء الثابتة هي "سورة النساء" وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تسميتها سورة النساء، عبد الله بن مسعود لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم إقرأ عليّ فقرأ ابن مسعود فقال فقرأت من سورة النساء حتى إذا بلغت (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41)) قال صلى الله عليه وسلم حَسْبُك. وأيضاً عبد الله بن مسعود لما صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم قيام الليل قال فهممت بأمر سوء، قال لما صلى افتتح بسورة البقرة فقلت يركع في المائة فقرأ حتى ختمها ثم قرأ سورة النساء فقلت يركع في آخرها ثم افتتح سورة آل عمران قال حتى هممت بأمر سوء قال وما هممت به يا أبا عبد الرحمن؟ قال هممت أن أركع بعدها. وأيضاً حديث عمر في الكلالة لما سأل قال سالت الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال تكفيك آية الصيف. لكن الصحابة دار على ألسنتهم سورة النساء ولم يُعرف لها إسم غيره والإسم كان بتوقيف وهذا من السماء التي ذاعت وشاعت ولا نعلم أن أحداً من الصحابة سماها إسماً آخر.

بعضهم يسميها سورة النساء الكبرى أو سورة النساء الطولى، المشهور عند المفسرين أن سورة النساء الصغرى هي سورة الطلاق وأن سورة النساء فقد اشتهر في كتب التفسير أنها سورة النساء الطولى وهذا الوصف صحيح ولا إشكال فيه لكن ليس فيه شيء ثابت فلم نر هذه التسمية في حديث صريح أو نحو ذلك عن أحد من المعتبرين. يبقى ما جاء في حديث إبن مسعود لما جاء في ىيات العِدَدَ (وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (4) الطلاق) بيّن أن هذه الآية الواردة في سورة النساء القصرى نزلت بعد الآية التي وردت في الطولى فحمل هذا بعضهم أن سورة النساء هي سورة النساء الطولى وهذا غير صحيح، الطولى الواردة في حديث ابن مسعود الذي رواه البخاري المقصود به سورة البقرة وهو يشير إلى قول الله تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (234)) هذا ليس فيه إشكال. لكن وصفها بأنها سورة النساء الطولى أرى أنه وصف صحيح خصوصاً أن غالب الأسماء اجتهادية وليست توقيفية وهي وصف للسور. لما قال الطولى عُرِف بأنها سورة البقرة لأنها أطول سورة في القرآن. وسورة النساء إذا أطلقت فهي هذه السورة. ناقش الدكتور عبد الرحمن خليفة فقال: أتجعلون عليها أي المتوفى عنها زوجها -وهذا نص البخاري- إذا كانت حاملاً التغليظ ولا تجعلون لها الرخصة لا نزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى. وأجاد الطاهر عاشور في هذه الفكرة وذكر أنه لا يعرف لسورة النساء إسماً آخر وقال لكن يؤخذ مما روي في صحيح البخاري عن ابن مسعود "إذا نزلت سورة النساء القصرى يعني سورة الطلاق أنها شركت هذه السورة في التسمية بسورة النساء لأن سورة الطلاق مشهورة بسورة الطلاق وهو سماها سورة النساء الصغرى قال وهذه السورة تميز عن سورة النساء الطولى ولم أقف عليه صريحاً ووقع في كتاب بصائر ذووي التمييز للفيروز أبادي أن هذه السورة تسمى سورة النساء الكبرى واسم سورة الطلاق سورة النساء الصغرى ولم أراه لغيره". والفيروز أبادي يحتهد في تسمية بعض السور. ولا شك أن الإسم هذا كونه سورة النساء الطولى بمفهوم المخالفة لكلام ابن مسعود ليس فيه إشكال وما دام وصفاً فالمسألة فيها سعة وخصوصاً أن أسماء السور ليست توقيفية في غالبها، توجد هناك أسماء توقيفية كثيرة لكن الأكثر من الأسماء المتعددة المذكورة في كتب التفسير أنها أسماء اجتهادية ولهذا يقولون الأفضل أن لا نقول أن السورة توقيفية إلا إذا ثبت فيها النص وإما إذا لم يثب فيها النصّ تتوقف ولا تجزم بها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير