تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81)) وقبلها (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ (75)) فجاء التأكيد على هذه الأمانات أيضاً في قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) النساء).

أيضاً في جانب التحاكم نلاحظ أنها جاءت في سورة النساء بشكل ظاهر وجاءت في سورة آل عمران، في سورة النساء قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)) وقال تعالى أيضاً في بيان هذا الأمر والتشديد فيه (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65))

في جانب الجهاد أيضاً سورة آل عمران تحدثت عن غزوة أُحُد بشكل واضح جداً وبيّنت الجهاد وما يلزم فيه والتضحيات التي تبذل فيه والشهادة ونصر الله للمؤمنين وفي سورة النساء أيضاً جاء ذكر الجهاد في قوله عز وجل (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)).

وهذه كلها مناسبات في الموضوعات وبعضها مناسبات في الألفاظ أو الجمل من ناحية الابتداء والختم.

وقد ظهر وجه من أوجه الحقوق في سورة النساء وهو حق القرآن نفسه وهو التدبر والاستنباط الذي ذكره الله في هذه السورة في قوله (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)) ثم جاء بعدها (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83)) فدلّت هذه الآية على أن الاستنباط أخصّ من التدبر، التدبر عام ثم الاستنباط لا يحسنه إلا الخاصة وهذا من الحقوق التي يجب الوفاء بها للقرآن حتى ينتفع به فيمكن أن نقول هذه من حقوق الإنسان أن يقوم طائفة من العلماء المتدبرين باستنباط ما فيه من فوائد حتى تعود على المجتمع المسلم بصفة عامة بالنفع.

تأملات في سورة النساء

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1))

بعد هذه اللمحة عن أوجه التشابه بين السورتين لعلنا نبدأ بهذه السورة نسأل الله الإعانة والسداد والتوفيق والإنسان يحرص على أن يكون فيما يقوله مسدداً قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (71) الأحزاب) فجعل تقوى الله أردفها بسداد القول، قال الشيخ بن باز "والسداد من التقوى ولكن لأهميته وعِظَم منزلته خصّه الله سبحانه وتعالى" فتقوى الله تسبق كل شيء حتى السداد في القول قال (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (71)) ولعلّ هذه –والله أعلم- إحدى مناسبات الافتتاح بهذه الآية في الخُطَب وفي خُطبة النِكاح لأن الإنسان يقرأ الآية الأولى في سورة النساء (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير