تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال " وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج " وكسرها طلاقها وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج. فلييأس كل رجل في أن يتوقع أن تترك المرأة ما فطرها الله تعالى وطبعها عليه من الأمور التي تميل إليها وتحبها فيصرفها إلى ما يريده هو وما يراه مناسباً للواقع وللحياة وللمستقبل وما يتصل بذلك. وهذا يعطينا فقه أن العمل في الممكن، الرسول صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أن هذا هو الممكن فأنت تعمل ضمن الممكن فلا تهدر وقتك ومالك لتجعل المرأة رجلاً إنما عليك أن تهذبها وتناصحها والحياة لا تستقيم إلا بههذ الصورة (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا (30) الروم) أن المرأة بضعفها وهذه الأخلاق التي ذكرها الله سبحانه وتعالى عنها هكذا تستقيم الحياة، حياة المرأة مع الرجل، فحتى المرأة التي تطالب بالمساواة هي نفسها لا تحب الرجل الذي ليس له رأي والرجل الذي يتبعها في كل صغيرة وكبيرة. في بعض البيوت المرأة هي المسيطرة وهي التي تفرض رأيها وهي التي تصرف، هذه المرأة غير سعيدة في حياتها وهي غير راضية عن زوجها قطعاً لأن المرأة تحب الرجل الذي له رأي ويسددها ويعطيها ويمنعها ويكون صاحب كلمة.

في قوله تعالى (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء (1)) استخدام كلمة (بثّ) في غاية البلاغة والبيان، فيها إشارة إلى انتشار خلق آدم وأن كل هذه البشرية التي تبلغ المليارات هي من رجل واحد وقال تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا (13) الحجرات) وكلهم من أصل واحد وهو آدم عليه السلام. قال تعالى في القرآن (فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا (6) الواقعة) وقال (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) القارعة) فسبحان الله فيها معنى الانتشار واضح جداًً. هذا المعنى نستنبط منه معنى دقيقاً تنبه إليه أحد الطلاب النجباء واسمه عبد الله بن سعود الحربي وهو من أنجب الطلاب يدرس الماجستير وكنت قد قسّمت عليهم أجزاء القرآن وكلّفتهم استنباط الفوائد من الآيات فاستنبط من هذه الآية معنى لم أجده لغيره وهو أنه في آخر الآية قال تعالى (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) هنا ذكر الأرحام فيه غرابة، لماذا جاء ذكر الأرحام في هذه الآية؟ قال الطالب: قال في بداية الآية (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) والبثّ فيه إشعار أن ذرية آدم سوف يتفرقون وأن هذه فطرة الله التي فطر الناس عليها أنهم يتفرقون فما دام أن هذه فطرة قد خلق الله الناس عليهم وهي أنهم يتنشرون ويتفرقون وهذه حال الناس فلا تنسوا الأرحام أن تصلوها، صحيح أن هذه الفطرة التي فطر الله عليها الناس وأنهم ينبثون في الأرض سعياً للرزق ربما تجد الوالد الآن وأولاده في انحاء البلاد، فكأن البثّ سبب من أسباب الانقطاع فنبّه على ما يسد به هذا الخلل وهو الانقطاع والانتشار والانشغال بالدنيا ونسيان من تجب عليك صلته ومواصلته من الوالدين والأقارب. ونفهم من هذا أنه تقوى لله عز وجل لأنه أحياناً وهذه حقيقة لا مصلحة لك دنيوية لا في الواقع ولا في المنظور من صلة بعض أقاربك لأنهم نقص عليك، ليس هناك منفعة دنيوية ولا حتى سُمعة لأنه منحطّ السمعة مثلاً عليه سوابق أو مشاكل ولا ترجو منه نفعاً ولكن تفعل ذلك تقوى لله عز وجل لأن الله أمرك بذلك وحثّك عليه وجعل صلتك لهذا الأمر تقوى لله جل وعلا وهو أمر يحبه الله جل وعلا لأن الرحِم تعلّقت بعرش الرحمن وقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال ألا ترضين أن أصِلَ من وصلك وأقطع من قطعك؟ فالصلة ستكون من الله لمن يصل هذه الرحِم وخصوصاً فيمن لا يصلك قال صلى الله عليه وسلم " ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها، الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5991، خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير