تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المسلمين ما يقارب العشرين مليون لإقرار هذه الفكرة. يقولون بعدما انتهت الشيوعية علّق كارل ماركس أنا كنت فقط أحلم وأفكر وأنتم جعلتموها صحيحة، وقال هذا لا يمكن في عالم البشر أن هذه الفكرة الشيوعية تنتشر ويكون لها نصف الكرة الأرضية ويتديّن بها الناس بقوة السلاح، سبعون سنة وهي تحكم في الأرض ثم تهاوت من نفسها!.

المقصد أنه مع وضوح هذا عندنا في شرعنا والسنة النبوية واضح جداً وأستغرب كيف يصل المسلم ويتبع مثل هذه النظريات! ولا زال بعض من كان يدرّسنا يؤمن بهذه الأفكار! مع العلم أنها الآن لم تسقط من ناحية علمية فقط بأن الجانب العلمي قد أسقط ولكن حتى من الناحية العقلية لما تنظر إليها فهي متهافتة عقلاً بغض النظر عما جاؤوا به من أدلة وهي ليست بأدلة.

لما قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ (1)) معناها أن مرجع كل هذه البشرية إلى نفس واحدة ولهذا قيل "النساء شقائق الرجال" بمعنى أن الله سبحانه وتعالى بقدره جعل هذه المرأة التي خُلِقت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من ضلع جعل لها طبائع وخصائص مستقلة تناسبها غير طبيعة الرجل ولكن في الأمر القدري والأمر الشرعي فهم على حدٍ سواء. ولذلك من باب الفائدة التي نذكرها أنه حينما نتكلم عما يقال عن مساواة الرجل بالمرأة وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين قال إن هذه الكلمة ليست دقيقة وإنما الصواب أن يقال (العدل) لأن المساواة غير ممكنة والذين يطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة هي مطالبة مخالفة للعقل والواقع ولذا نقول لمن يطالب قبل أن تطالب بالمساواة في الحقوق طالِب بالمساواة في الخلق يعني إجعل الرجل امرأة أو اجعل المرأة رجلاً وهنا تقد المساواة أما أن تكون الطبيعة مختلفة وتريد المساواة بينهم فهذا مستحيل. لا بد أن يكون لكل منهما خصائص ولهذا عبارة الشيخ محمد رحمه الله تعالى "العدل" أن تعطي المرأة ما يناسبها وتعطي الرجل ما يناسبه وهذا هو الذي جاء في هذه السورة.

في قوله تعالى (الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) أشرنا إلى أن حواء خُلِقت من آدم وأنها خلقت من ضلع ويشيع بين الناس أنها خلقت من ضلع أعوج وليس في الحديث ما يدل على أن الضلع أعوج " استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء"، الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3331، خلاصة حكم المحدث: [صحيح] " نحن نستنبط من قوله (وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه) أن الضلع أعوج ولكن الرواية الصحيحة الثابتة في الصحيحين أنها ليست من ضلع أعوج. والعِوَج هنا في الاتّباع والأخلاق وفي التفكير أيضاً تجدها تميل إلى أشياء معينة لا ينظر إليها الرجل وليست هي الأسلم في إدراة دفة الحياة ولكنها الأسلم في إدارة دفّة البيت والأولاد والأسرة وما يتصل بذلك.

قال تعالى (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) هذه الحقيقة لا تعرفها إلا من طريق الوحي وهي أن حواء خُلِقت من آدم ولم تخلق مع آدم وإنما هي منه ولذلك نلاحظ أنها ضعيفة حتى في التكوين لأنها جزء من الرجل وخلقت من ضلع والضلع عظم رقيق ولذلك المرأة تدور دائماً في عالم الرجل باستمرار، يقولون الناس ما خلّوْن إلا تحدثن في الرجال ولكن الرجال قد يتحدثون في النساء وقد يتحدثون في الدنيا والأرض والزرع وحديث "أبو زرع" شاهد في هذا. هذا الضلع لو أخذته ليس كعظم الفخذ أو الساق قاسي صلب، لا، هي لينة تستطيع أن تعطفها يميناً أو يساراً مما يدل على أنها قابلة للاستجابة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أن يؤخذ من النساء كما قال (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) لأن المرأة مهما كانت طبائعها فيها شيء من الخلل والضعف إذا كانت طيبة قبلت التوجيه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير