تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعض الناس من خلال هذه الآية يتخذ التطبيقات الخاطئة ذريعة لمنع الحكم أو الاعتراض عليه ونقول أنه يجب أن نفصل بين الحكم والتطبيقات، الذي حكم هو الله سبحانه وتعالى لا إشكال فيه البتة ولكن يشتبه في التطبيقات. ونجد في كثير من القضايا أن التطبيقات غير الصحيحة لقضايا الإسلام تنجر على الإسلام وهذا خطأ. لما نأتي إلى قانون وضعي مثل قضية الإشارة التي وضعت لتنظيم الناس والإشارة قد تكون مشكلة أحياناً فلا يمكن أن يقال ألغوا جميع الإشارات إذا كان التطبيق لبعضها خاطئاً!

والعجيب أن قضية تعدد الزواج في الإسلام قد تكون القضية الأولى التي يعترض بها الغربيون والنصارى وأعداء الإسلام على الإسلام ففي أي مجمع تذهب إليه في أي جامعة أوروبية تلقي درساً أو محاضرة أو يتاح لك فرصة للكلام تجدهم يطرحون سؤالاً واحداً: لماذا يبيح الإسلام التعدد؟ وهذا إهانة للمرأة، فنقول لهم ليس الإسلام وحده جاء بالتعدد وإنما كل الشرائع السابقة فيها تعدد وفي الإنجيل والتوراة وحتى في الجاهلية وحتى الآن في افريقيا عندهم تعدد، سليمان عليه السلام وداوود كان لهم عدة زوجات والإسلام ما جاء إلا بقصرهم على أربعة، ولذلك لما أسلم غيلان كان عنده عشراً فقال له صلى الله عليه وسلم أمسك أربعاً وسرّح سائرهن. الإسلام جاء وهذه قضية معروفة ومتعارف عليها فهذا شيء مستغرب كيف يغفل عن هذه الحقائق الموجودة عند السابقين وحتى عند الوثنيين الآن ولم نسمع أحداً اعترض على الوثنيين لكن هناك مسألة أن هذه علامة أن الإعلام شوه هذه المسألة بشكل عجيب وأكثروا الأفلام والمسلسلات أن الذي يعدد رجل فاشل ظالم منحرف وأن الأصل الزواج بواحدة لدرجة أن المرأة ترضى أن يكون لزوجها عشيقات ولا يكون له زوجة! وهذا التعدد كان موجوداً في آبائنا وأجدادنا وكانوا يجمعون بين ثلاث أربع نساء في بيت واحد ويحل مشاكل كثيرة.

أراد أحدهم أن يبين أن الإعلام هو السبب محاربة التعدد وهو بريطاني أنشأ مسرحية اختلق مشكلة حلها لا يكون إلا بالتعدد لكن كلما جاؤوا يتحدث بالمشكلة يصلون إلى التعدد فيتوقفون ويرجعون، مثلاً رجل عنده امرأة وهذه المرأة أصيبت بشلل كامل وهو في صحة شبابه، ما الحل؟ تجده يأتي بخادمة ثم يأتي بحل ثاني وثالث وفي كل هذه المشاهد يكون الحل المناسب هو التعدد ويظهر في النهاية أنهم أعرضوا عن حل التعدد لمعنى حضاري، لأنه موجود في الإسلام نحن نحاربه فقط لا غير وإلا في الحقيقة هو حل لحالات عديدة. وذكر أحد المحللين الاقتصاديين الألمان أن الحل الوحيد للأزمة الاقتصادية الموجودة الآن هو الاقتصاد الإسلامي فلما قيل له لماذا لا توصي باعتماده قال لا أستطيع! (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم (109) البقرة) بيّن سبحانه وتعالى أنه مهما كنا منفتحين معهم فلهم طريقهم التي يسيرون فيها ولن يتفقوا معنا. ويؤكد هذه الحقيقة ويرد على الغرب رداً بليغاً أن أكثر من يسلم من الغربيين هم النساء من حين ما تعلم عن العدل والرحمة المفروضة على الزوج تجاه الزوجات من العدل بينهن والإنفاق عليهن وحفظهن أول ما تسلم تقول أريد زوجاً فيقال لها ليس هناك إلا رجل متزوج تقول لا مانع أن أكون الثانية أنا فقط أريد رجلاً يحميني، وقد بلغت الخامسة الثلاثين من عمري وأخذوا زهرة شبابي والآن لا يرغب أحد بالزواج بي وقد أبقى هكذا إلى أن أبلغ الثمانين، بينما في الإسلام هذا لا يوجد ويمكنها أن تتزوج.

في عام 1416 هـ في المجر كان عدد المسلمين الأصليين 500 شخص و90% من هؤلاء نساء لأنه لا يعرف فضل الإسلام وخصوصاً في الحياة الزوجية مثل النساء لأنها ذاقت ويلات الحياة الغربية فلما تسمع أن الرجل مسؤول عنها وينفق عليها وهو القائم على شؤونها تسلم.

محاور الحلقة:

أهمية معرفة سبب النزول في فهم الآيات

رأي الإسلام في تعدد الزوجات

مشروعية البحث عن الطيب من النساء وهو أمر نسبي

طعن أعداء الدين على الإسلام لأنه شرّع التعدد

المراد بالخوف في قوله تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ)

الخوف هو الباعث على العلم والتعلم والعلم من أكبر أسباب الطمأنينة

كيف يعلم الإنسان من نفسه أنه لن يصيب العدل

الرد على من زعم أن التعدد ظلم وتعدي على كرامة المرأة

بُثّت الحلقة بتاريخ 2 شعبان 1431 هـ الموافق 14/ 7/2010م

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2010, 06:09 م]ـ

بارك الله فيك يا دكتورة على صبرك على تفريغ هذه الحلقات، وقد قرأتُ هذه الحلقة كاملة وتذكرت ما فيها من فوائد، وقمت - بعد إذنك - ببعض التصويبات لعلها وقعت لنا أثناء الكلام.

جزاك الله عنا وعن المشاهدين والقراء خيراً ونفع بجهودك، وبارك لك في وقتك وعافيتك.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Jul 2010, 09:06 م]ـ

جزاك الله خيراً مشرفنا الفاضل على مرورك وعلى تصحيح بعض الأخطاء وكنت على ثقة خلال تفريغ الحلقة أني لم أجد صنعاً هذه المرة لأن الصوت كان ضعيفاً على غير عادة وكنت أتوقف كثيراً لأستبين الكلمة فعذراً على ذلك وإن شاء الله لا تتكرر هذه المشكلة في الحلقات القادمة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير