تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولهذا النقاش مع أمثال هؤلاء يجب أن يكون مبنياً على إيمان هؤلاء بالله وبما أنزله أو عدمه فإذا كانوا يؤمنون فإذن كأنهم يعترضون على الله وهذا لا مجال فيه للمخاصمة.

والمرأة بطبيعتها تنزعج من مسألة التعدد وإن كانت تؤمن به شرعاً ولهذا قد تسمع منها كلاماً ظاهره قد يكون مخالفاً للشرع وهي لا تقصد هذا وإنما هذا طبعها، فلا يوجد إلا النوادر من النساء اللواتي يرضين بالتعدد. قضية التعدد تثار الآن بشكل كبير ويطعن فيها ويطعن في الشرع الإسلامي وأن هذا انتهاك للمرأة وكرامتها بينما مسألة التعدد هو السبيل الوحيد الذي يحل مسألة العنوسة وحتى طمع الرجل في أكثر من امرأة ففي المجتمعات الغربية حيث التعدد غير جائز فبديل الرجل الذي يطمع في أكثر من امرأة هو معاشرة النساء وقد يكون للبعض مئات اللواتي عاشرهن وانتهت العلاقة بهن وهذه تحصل مع رجال مثقفون وأحدهم طبيب سجل عدد العلاقات التي أقامها مع نساء فبلغت 150 امرأة. فالتعدد من احترام المرأة وتقدير المرأة.

(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً) وقال (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى) يعبر عن الخوف والمفسرون يقولون أنه يعني به العلم فلماذا يعبر القرآن في مثل هذه المواضع عن العلم بلفظ الخوف؟ ورد تعليل جميل لأهل اللغة يقول أن الخوف هو الذي يبعثك على العلم وأن الجهل هو من أكبر أسباب الخوف وأن العلم من أكبر أسباب الطمأنينة فالذي يقودك إلى التعلم شيء من الخوف والبحث عن المعرفة أو الخوف من الوقوع في مخالفة فيكون الخوف دافعاً للتعلم. وقد ذكر العلم في القرآن الكريم في سورة الممتحنة (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ (10)) فعبّر عن فكرة واحدة وهي غلبة الظن لأنه (وإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ) هذا ظنّ لأنه لن تتيقن أنك لن تقسط كما أنك لن تتيقن أنك لن تعدل، فهنا مجال للخوف يعني أنت تخاف فعلاً ويغلب على ظنك أنك لن تعدل ولن تقسط فلك الحق أن تخاف لأنك إن لم تعدل فأنت جدير بالخوف من العقوبة، وهذا من دقائق اللغة فالذي يأتي لظاهر اللفظ وليس عنده تعمق في اللغة سيقع في إشكالات مثل قوله تعالى (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) النبأ) مع أنه جاء متوقعاً حصول الخير والكفار لا يؤمنون بالبعث أصلاً فالحال مع هؤلاء كيف يقال (لَا يَرْجُونَ)؟ مثل هذه التعبيرات وقف عندها علماء اللغة وبينوا دقة التعبير بهذا اللفظ في هذا الموطن في هذا السياق وأن المراد بـ (لا يرجون) لا يخافون لأنه عكس الرجاء وجاء بعكس الرجاء لأنه أريد عكس الرجاء وجاء به لفظ الرجاء. نحن ندعو من يقرأ في التفسير أن يعنى بهذه الأمور عناية تامة جداً وأن يلتفت لمثل هذه الدقائق هذا لكي يفهم بلاغة القرآن العالية. المفسرون ذكروا أن (خفتم) في الآية بمعنى علمتم ولكن لماذا جاء التعبير بالخوف عن العلم هذا لا شك لأنه هذا السر البديع في البلاغة وأنه فعلاً من يغلب على ظنه أنه لن يعدل بين زوجاته فإنه جدير أن يخاف وأن يتوقف.

كيف يعرف الإنسان الأشياء التي ينبغي أن يتحسسها من نفسه حتى يعلم أنه لا يستطيع العدل؟

أولاً: الموارد المالية لما يعلم أن موارده شحيحة فإذا جاء بامرأة أخرى فسيكون هناك مشكلة في الصرف على اثنتين إما أن يعطي هذه ويعطي هذه وإما يزيد لهذه قليلاً وينقص لهذه قليلاً فيبقى في حرج شديد

والثانية: الجانب العاطفي النفسي لأنه قد يكون من النوع الذي إذا أحبّ أسرف في الحب وإذا أبغض أسرف في البغض هذا لا يصلح للنساء ولا يصلح أن يدير بيتاً فقد بيقى الأسبوع والأسبوعين هاجراً لزوجته لأنها قالت له كلمة.

الثالث: البدني أن تكون قدرته على إشباع كل زوجاته جنسياً وهذه قضية مهمة وبعض الناس يستهينون بها فقد يتزوج مثلاً فتاة شابة صغيرة وعنده زوجته الأولى يبقى في حرج شديد فقد يجد شهوته عند الصغيرة وينسى الكبيرة فيخلّ في هذا الأمر وينسى أن هذا حق لله عز وجل أوجبه أن يؤديه لهذه الكبيرة ما دامت زوجته لها حقوق فيجب أن يعطيها حقها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير