تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لعلنا نختم، انتهى الوقت أيها الإخوة، لعلنا نختم بهذه الفائدة اللطيفة التي تفضّل بها الدكتور مساعد الطيّار، وأسأل الله أن يُربّي في قلوبنا وفي نفوسنا المهابة منه سبحانه وتعالى. ونلتقى بكم في الحلقة القادمة، أيّها الأخوة المشاهدين من هذا البرنامج " بيّنات" والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بُثّت الحلقة بتاريخ 2 رمضان 1431 هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Oct 2010, 01:44 م]ـ

الحلقة الثالثة

تأملات في سورة النساء (الآية الثانية)

د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصّلاة والسَّلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مشاهديَّ الكرام هذا هو المجلس الثالث من مجالس سورة النِّساء والذِّي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُبارك لنا فيه وأن يجعلنا وإيَّاكم جميعاً من أهل القرآن الذّين هم أهل الله وخاصّته.

كُنَّا في الحلقة الأولى تحدَّثنا عن الجوّ العام في هذه السُّورة وما يُسمَّى عند علماء التَّفسير بـ" علوم السُّورة"، في الحلقة التي تليها افتتحنا هذه السُّورة وذكرنا مطلعها وهو قول الله عزّ وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ونحن نعترف بأنَّه لا يُمكن لنا أن نُعطيَ هذه الآيات حقَّها، وأن نبسط القول في كل جُزئيةٍ من جُزئياتها ومسألةٍ من مسائلها. اليوم ننتقل بكم مشاهديِّ الكِرام لنتحدّث عن الآية الثَّانية من هذه السُّورة وهي قول الله عزَّ وجل: (وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2). في هذه الآيةكما ترون مُشَاهِديّ، أنَّ الله عزّ َوجل افتتح بِحقِّ هؤلاء اليتامى. كما بيَّنا أنَّ هذه السُّورة كانت سورة الحقوق، بدأت بِحقِّ هؤلاء الضُّعفاء الذِّين يستحقون من العِناية والرِّعاية والعَطف والرَّحمة والشَّفقة ما ينبغي لمثلهم حتى أوصى بهم الرسول صلى الله عليه وسلّم الوصيِة الباَلغة فقال: "أنا وكَافل اليتيم كهاتين". دعونا اليوم مع الشَّيخين الفَاضلين دُكتور مساعد الطيّار، والدكتور عبدالرحمن الشِّهري، نحاول أن نقف على بعض قَضَاياها وموضوعاتها وما فيها من الأسرار والعِبر والدُّروس والأحكام والحِكم ونسأل الله التَّوفيق، تفضّل شيخ مساعد إذا كان لديكم شيء.

د. الطيَّار: بسم الله الرَّحمن الرحيم، الحمدلله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله. أما بعد، فَكَما ذكرتم أخي أنَّ مطلع الآية بَدأ بِحقِّ اليتامى ولأنَّ السُّورة كما ذكرنا في اللِّقاءات السَّابقة تتكلم عن مجموعة من الحُقوق فذكر هنا حقّ اليتامى في أموالهم وواضح منها لمّا قال (وآتوا اليتامى أموالهم) أنّه خِطاب للأوصياء على اليتامى أن يُؤتوا اليتامى أموالهم وسيأتي التَّفصيل هذا في الآيات اللاَّحقة. واليتيم كما هو معلوم هو من مات أبوه وهو دون سن البلوغ، وإيتاء المال لليَّتيم لا يكون إلاَّ بَعد بلوغه الأشُّد كما سيأتي. ووصفُه باليُتم في هذا لأنَّه قارب الخُروج من اليُتم فَلزِمه هذا الاسم، وإلاّ لا يكون يتيماً بعد بلوغ الرُّشد، ولا يُعطى ماله قبل بلوغ الرُّشد، فدلَّ على أنَّ تسمِيَته باليتيم في قوله (وآتوا اليتامى) التنبيه على أنّه قد قارب الخروج من هذا الوصف لأنّه خرج قريبا منه ولكن لا زال هذا الاسم يلحقه

د. الخضيري: بناءً على ما كان عليه.

د. الطيَّار: نعم بناء على ما كان عليه، لأنَّ هذا يقع سؤال عليه كيف يقول (وآتوا اليتامى)، (وإذا بلغ اليتامى) فكيف وصفهم ياليُتم وهو قد بلغ وانتهى فهو التنبيه على سبب التسمية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير