تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن ثم لما أباح لك الزواج أو الجمع هنا حذّرك وقال: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) فلايجوز لك أن تجمع بين أكثر من واحدة (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) وتكفيك! وهذا المعنى يدلك أولًا على شدة رعاية حقوق هؤلاء اليتيمات والنساء والأمر الثاني يدلك على أنه لا يجوز للرجل أن يجمع مع امرأته غيرها إذا كان يعلم من نفسه ويتيقن أنه لن يستطيع أن يعدل لأنه قد نهى عن ذلك مع الخوف والظن فكيف مع اليقين والحقيقة؟! ثم يأتي الحديث الآن عن صداق المرأة (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)

د. الخضيري: طبعًا هو عبّر عن المهر الذي تعطاه المرأة بقوله (صداق) يقال إن ذلك من أجل أنه يبين صدق الرجل في رغبته في المرأة وهو يُظهر ذلك وهذا مما تميز به الإسلام. الآن النظم الغربية لاتقيم للمهر أي وزن، بينهم اتفاق على أن يتزوجها يذهبون إلى القاضي أو إلى المحكمة فيثبتون أن هذه المرأة قد وافقت على الزواج أو الاقتران بهذا الرجل دون أن يكون لديها ولي ودون أن يكون لديها صداق ودون أن يكون هناك أي شيء آخر

د. عبد الرحمن: أهم شيء الحب.

د. الخضيري:إي، والحقيقة أن المرأة تجبر بالمال فهي لايُدخل عليها إلا بمال ولاتطلق إلا بمال كما بينا ذلك في سورة البقرة لما قال الله عز وجل (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) فبيّن أن المرأة المطلقة لها متاع وهو جبر لها وخصوصًا مع ضعفها وبذلها لنفسها ليكون هذا الرجل سيّدًا وآمرًا عليها وقيمًا فإن هذا الرجل يجبره بأن يعطيها هذا المال.

يقول لي أحد الإخوة:حضرنا عقد امرأة أسلمت وكان أحد العرب يريد أن يتزوجها في أسبانيا فلما أرادوا العقد قال العاقد للمرأة:نحن في الإسلام نوجب على الرجل أن يدفع مالًا للزوجة قالت: يعني لماذا؟! يعني أنا قبلت به فلماذا هو يلزم بالمال؟ قال هذا من شرع الله عز وجل يؤمر الرجل بأن يدفع مالًا لهذه المرأة يعني أنت ِ ماذا تطلبين؟ فهي استغربت هذا الأمر لأنها لا عهد لها به وليس من ثقافة المجتمع أصلًا فتتذكر شيئًا تحتاجه لكي تقوله في هذا المجلس قالت: طيب يوفر لي الكتب الجامعية التى أحتاجها لأني الآن أدرس في الجامعة، طبعًا الزوج قال: موافق!

د. عبد الرحمن: طبعًا.

د. محمد الخضيري: الكتب الجامعية كلها تكلف مائة دولار أو شيء من هذا القبيل مباشرة وافق من أجل أن يحسم القضية

د. مساعد:وعاد هي بعد ما تزوج يقول لها: أنت ِ لو طلبت أكثر لكان من حقك قالت: ماعلمت أنا عن هذا.

د. عبد الرحمن ود. مساعد: هذه مثل الأعرابي الذي بال في المسجد

د. عبد الرحمن: والحقيقة هناك في بعض المجتمعات غير المسلمة المرأة هي التى تدفع مهرًا للرجل

د. الخضيري: وهذا يسمى عندهم (الدوطة) وقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي فتوى بتحريم هذه العادة وهي موجودة في بلاد الهند لأنك تجد بعض العمال من المسلمين الهنود الآن يعملون في بلادنا تجده يعمل عشر سنوات من أجل أن يزوج بناته أو أخواته!!! لأن الرجل لايقدم عليها ولايأتي لخطبتها حتى يكون عندها مال تدفعه وهذا من انتكاس الفطرة، هذا الرجل ينبغي أن يكون قيمًا وباذلًا للمال يلزم هذه الضعيفة ووليها بأن تدفع المال له وهذا بلا شك أنه من البغي والظلم العظيم الذي لا يجوز أبدًا أن يقر. في قوله (نحلة) ما هي الدلالة يا دكتور مساعد؟

د. مساعد. طبعًا نِحلة هي العطية التى هي مشوبة بهبة معناه كأنه نحله إياه أعطاه إياه هبة وكونه تورد هذه اللفظة لأنه قال (صدقاتهن) يعني الصداق المعروف (نِحلة) يعني عن طيب نفس، هدية لها.

د. الخضيري: عجيب!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير