تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أنّه محصور ويمكن ضبطه، وهذه قاعدة عظيمة جِدّاً وهو أنّ المحرّمات في الغالب في شريعة الإسلام معدودة. يمكن يقول قائل يا دكتور عبدالرّحمن أنتم تقولون أنّه معدودة ونحن نسمع كثيراً كلمة هذا حرام، هذا حرام، هذا حرام!. لمّا تأتي إلى التفاصيل مثلاً تقول العمّات حرام، نعم ترى عمّتك زينب، وفاطمة، وخديجة، وصالحة، ومُنيرة يعني جنس العمّات كلهم لما تأتي للتفاصيل يكون العدد أكبر، فالجنس معدود ومضبوط ويمكن للإنسان معرفته وتعلُّمه حتى لا يُتعدّى على شيء من حدود الله عزّ وجل.

د. الشِّهري: طبعاً تُلاحظون في هذه الآيات يا مشايخ أنّه جاءَ بالتَّحريم والتّحليل باللّفظ المبني للمجهول، فقال (حُرِّمت عليكم) من هو الذّي حرّم؟، وقال: (وأُحِلّ لكم) من هو الذّي أحلّ؟

د. الخضيري: الله

د. الشهري: فلماذا أضمره؟

د. الخضيري: للعلم به لانّه ليس هناك أحد له الحقّ في ذلك إلا الله

د. الشِّهري: جميل، يعني التَّحليل والتحرّيم من صلاحيات الرَّب سبحانه وتعالى، ولا يتدَّخل فيه أحد.

د. الخضيري: ألا له الحُكم والأمر. قالLأن تبتغوا بأموالكم) لمّا قال بأموالكم دلَّ ذلك على أنَّ المرأة لا تُستَحل إلا بمهر، ولذلك من قال: أنا أبداً أنا أزوِّج بنتي من دون مهر نقول ما يحلُّ لك لابد ان يكون هناك مهر للمرأة، ولو أسقطه الوليّ ما سقط يبقى للمرأة مهر مثلها.

د. الشِّهري: إذا أسقطه الوليّ وتكَفّل أن يدفعه؟

د. الخضيري: في هذه الحالة إذا قال أنا سأدفعه ورضي الزّوج بذلك فهذا صلح بينهم. ومثله لو أنّ الزّوج دفعه ثمّ قالت المرأة هو لك، فهنا قد دُفِع، (فإن طِبن لكم عن شيءٍ منه نفساً). وقال (أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين) يعني طالبين الإحصان ولستم باغين لطريق الزّنا الذِّي هو السِّفاح.

د. الطيَّار: لأنه قد يكون الزّنا ببدل مثل الزّواج، ولهذا قيّد فقال (مُحصنين) أيّ طالبين لِلعفّة (غير مُسافحين)

د. الشِّهري: يعني المقصود بها الزّواج، (وأحلّ لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين) يعني متزّوجين (غير مسافحين) على وجه الزّنا.

د. الطيّار: طبعاً لا شك أنَّ الاستطراد في هذا لِكَي يُخرج هذه الصُّورة، وقريب منها قال (إنّما البيع مثل الرِّبا) فليس الزِّنا مثل الزَّواج، فليس مجرّد مسألة البدل أو العِوض والله أنا أدفع مهر لزوجتي إذًا هناك دفع مهر للبغي، فلا يستوي هذا مع هذا، ولذلك جاء الاستطراد والإطالة في التفصيل فقال (محصنين غير مسافحين).

د. الخضيري: طبعاً هذا الحقيقة يُشير إلى مقصود عظيم جِدّاً في الزَّواج يمكن ذكره أبو عبد الله في أوّل الكلام، وهو أنّ الإنسان عندما يفتتح هذا البيت يُريد به المنعة، ما يُريد به المفاخرة أو الجاه والمنزلة، إنّما يُريد به أن يتحصَّن.

د. الشهري: نعم، وهذا من أعظم مقاصد الزّواج "الإحصان."

د. الخضيري: نعم، ولذلك قال النَّبي صلى الله عليه وسلّم: ثلاثةٌ حقٌّ على الله عونهم، انظر حقٌّ على الله يعني الله أوجب على نفسه أن يُعينهم – وذكر منهم- النَّاكح يُريد العَفاف، بعض النّاس يقول هذا الزّواج ما جلب لي إلاّ المشاكل والدُّيون: فأقول له: عندما أردت النِّكاح هل تريد بذلك العَفاف أم أمر آخر؟ إنتبه، إن أردت العفاف فالله سيعينك لأنَّ النّبي صلى الله عليه وسلّم قال: حقٌّ على الله عَونهم، فلننتبه للنِّية في هذا الباب. بعض النّاس يقول أنا تزوجت لأنّها جميلة مثلاً، أو لأني أريد أن أنتمي لهذه الأسرة أو أصاهرهم فيفخر بأنّ زوجته بنت فلان

د. الشِّهري: لو تأملناها والله لاستقامت أحوالنا في كل التفاصيل.

د. الخضيري: نعم والله، ولاكتفينا بهذا الكتاب العظيم والله عن كلِّ كتاب سواه. قوله (فما استمتعتم به منهنّ فآتوهُنّ أجورهُنّ فريضةً) تفضّل أبا عبد الملك؟

د. الطيّار: يعني هذا الآن الذّي هو المهر، فإذا أردتم الاستمتاع بهنّ فلا يجوز لكم ذلك إلا بمهر.

د. الشهري: الأجور يعني المهر؟

د. الخضيري: انظر المهر كيف سمّاه أجراً، مما يدل على أنّه في مقابل الاستمتاع.

د. الطيّار: مثل ما ذكرتم في أول اللقاء (وآتوا النّساء صدُقاتِهنّ نِحلة).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير