تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: نعم، لأنّ بعض النّاس يظن أنّ كلمة الوجوه والنّظائر إسمان لشيء واحد، الحقيقة من الأشياء التي تعجبّت منها أنّه وردت المعاني الثلاثة في آية واحدة وهي الآية التي تلي هذه الآية (فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ (أيّ عفيفات) غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ) أيّ تزوَّجن) فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ (أيّ الحرائر) مِنَ الْعَذَابِ). فاجتمعت المعاني الثَّلاثة في الآية الخامسة والعشرين وأنا أظن والله أعلم أنّه ما يوجد نظير ذلك في القرآن،

د. الشهري: أن ترد كل الوجوه في آية واحدة، ما أتوقع!

د. الخضيري: وهذا يؤُكِّد لنا الحقيقة أهمية الاعتناء بهذا العلم خُصوصاً طالب العلم، وأيضاً للعاميّ أن يعرف ما هي حقيقة اختلاف المعنى في هذا الباب. بالمناسبة يا دكتور عبدالرَّحمن هل يعني هذا أنَّ الكلمة بهذا المعنى وهذا المعنى وهذا المعنى مختلفة تماماً من كل وجه؟

د. الشِّهري: لا طبعاً، لا بد أن يكون بينها معنىً مشترك، يعني الإحصان وهو مأخوذ من المنعة، مثل الحصن وهو البيت المنيع، كما في قوله سبحانه وتعالى (وظنُّوا أنَّهم مانِعتهم حُصونهم من الله) فالحِصن هو المكان الآمن الحَصين الذي يمنعك من أعدائك. فهذا المعنى وهو معنى المَنعة موجود في هذه المعاني كلِّها، المرأة المتزَّوجة هي في حصن بزواجها، هي في حِصن حصين في أسرتها، والمرأة العَفيفة أيضاً هي من عَفافها في حِصن حَصين، وكأنَّ هذا العَفاف وهذا الخُلُق، وهذا الحَياء الذي يمنعها أشبه ما يكون بالحِصن الحَصين الذِّي يمنعها من الوقوع في الحرام، والوُقوع فيما يُخالف هذه العِفَّة، وأيضاً حُرَّة ولا شكَّ أنَّ الحُرِّية حِصن يمنع الحُرّة من أن تُمتهَن ومن أن يُتعَدى عليها بخلاف الأمَة التي تكون أقل من هذا الجانب.

د. الخضيري: فصار هناك جامع لهذه المعاني مختلفة تجتمع في معنى المنعة. في قوله (إلا ما ملكت أيمانكم) بيَّنا أنّ فيها شرف اليمين، كيف أنّه نُسب المُلك إلى اليمين، والمقصود أنّ الإنسان ملكها جميعًا، قال (كتاب الله عليكم) ما معنى ذلك؟.

د. الشِّهري: في قوله سبحانه وتعالى (حُرِّمت عليكم، حُرِّمت عليكم، حُرِّمت عليكم) لا شك أنّ هذه الحقيقة أحكام يترتَّب عليها كما تفضَّلتم بِناء أُسَر، ويترتَّب عليها أنساب فالله سبحانه وتعالى بعد أن انتهى من سَرد هذه المُحرّمات قال (كتاب الله عليكم) أي أنَّ هذا الذِّي تقدَّم هو فرضٌ مِن الله سبحانه وتعالى عليكم، وكتابٌ كتبه عليكم سبحانه وتعالى، يعني كتب عليكم تحريم نكاح هذه الأصناف كلِّها.

د. الخضيري: ويمكن أن تكون بمعنى إلزموا كتاب الله عليكم.

د. الطيّار: نعم هذا من جهة الإعراب، يعني كما قال كأنّه فرض الله عليكم فيما سبق لأنّه أتى بعدها (وأحِلّ لكم ما وراء ذلكم).

د. الخضيري: (وأُحِلَّ لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا من النِّساء).

د. الشِّهري: طيب قد يقول قائل ما الذِّي بقي؟

د. الخضيري: كُلِّ النِّساء.

د. الشِّهري: جميل، هل الذين بقوا بعد هذه الأصناف الخمسة عشر أكثر؟

د. الخضيري: طبعاً بلا شك.

د. الشِّهري: جميل جِدّاً. لأنّ بعض النّاس قد يظن أنّ هذا التعداد حُرِّمت عليكم أمّهاتكم، وبناتكم، وأخواتكم، وعمّاتكم، وخالاتكم، يقول ما الذّي بقي؟

د. الخضيري: نقول له أُنظر إلى الشّارع الذي تسكن فيه من أوّله إلى آخره الأكثر فيه من النِّساء الموجودات أنّهُنّ حلالٌ لك. قال تعالى وأُحِلّ لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم) الحقيقة فيه ملحظ، لمّا عدّد المحرّمات دلّ ذلك على أنّ هذا العدد قليل، في العادّة ما يُعدّد إلاّ القليل، ولذلك لمّا قال الله عزّ وجل مثلاً في تحريم المطعومات: (حُرِّمت عليكم الميتةُ والدَّم ولحم الخِنزير وما أُهِلَّ به لغير الله) وفي المائدة قال (حُرِّمت عليكم الميتة والدَّم ولحم الخنزير وما أُهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذةُ والمتُردِّية) عدَّد تسعة تقريباً، ما وراء ذلك كثير جِدّاً فلمَّا عدَّده الله دلَّ على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير