د. محمد: لكن لاحظ أبا عبد الله أن إصلاح الزوجة الناشزة أربع طرق: الوعظ, الهجر, الضرب, الطلاق, لكن الطلاق لم يذكره الله عز وجل في الآية لأنه بغيض لله, وإلا فالله قال (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ (130)) , فذكر الطلاق.
د عبد الرحمن: في قوله هنا (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) , نريد أن نتحدث عن هذه أن الله سبحانه وتعالى أشار بالفاء " فإن " إلى أن بمجرد عودة المرأة إلى الطريق الصحيح.
د محمد: أي لا يحل لكم حينها أن تبغوا عليهن سبيلًا, قف أيها الزوج!. والعجيب أن قوله " سبيلًا " يشمل حتى الكلمة التي فيها تذكير بتلك المشكلة، ليس لك حقّ في أن تؤلمها حتى بتذكيرها بأخطائها, (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) والمعنى: لا طريق لك عليها ولا على ماضيها الذي مرّ بها.
د. عبد الرحمن: ولا يلتفت منكم أحد، تطوي هذه الصفحة!
د مساعد: لاحظ: (فإن أطعنكم) ترجع إلى كل حدث. والمعنى: فعظوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا، فعظوهن واهجروهن في المضاجع فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا، فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا.
د عبد الرحمن: إذاً معناه أن الحد الذي ينبغي أن تتوقف عنده عندما تطيعك وترجع عما كانت عليه, ثم يتوقف الأمر. وفي هذا إشارة إلى أنه ليس المقصود من وراء هذا أن تذلها وأن تعود ذليلة صاغرة وإنما إذا لمست منها أنها ندمت, تخيّل واحد يضرب زوجته حتى تعود راغمة إلى ما كان يأمرها به وتتأبى عليه وفي نفسه الزوج الشعور بالنشوة والانتصار فذكّره الله بقوله (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) , أي إن كنت ترى نفسك وأن أنت متعالي على زوجتك فإن هناك من هو أقوى منك وأقدر عليك من قدرتك على هذه الزوجة المسكينة
د. مساعد: هذا من اختيار الأسماء المناسبة للحدث.
د. محمد: ومناسب أيضًا لقضية " واضربوهن " أي إذا ضربتم فإياكم أن تظلموا, فإن إحساسكم بأنكم أعلى منهن وأقدر لا يعني ذلك أن أبدًا الأمر مفتوح فاعلموا أن الله أعلى وأقدر منكم.
د. مساعد: وسبق أن ذكرنا مرارًا أن على تالي القرآن أن يتأمل مثل هذه الفواصل, فيتأمل (عليا كبيرا) ويتأمل الأخطاء التي يقع فيها بعض الأزواج الذين يبغون, فذكّرهم تعالى بقوله: (فلا تبغوا عليهن سبيلا) , وذكرهم بقوله (إن الله كان عليا كبيرا).
د. عبد الرحمن: بقي معنا دقيقتان ونريد نتحدث فيها عن الآية التي بعدها.
د. مساعد: كان عندي ملاحظة, في قوله (سبيلا) في الوقف عليها عندك (قلي) أو (ج)؟
د. عبد الرحمن: (قلي).
د. مساعد: وأنا عندي نفسها, ومعنى ذلك أنهم اختاروا الاستئناف, أي: فلا تبغوا عليهن سبيلا لأن الله كان عليًا كبيرًا, هذا موجِب الوصل.
د. عبد الرحمن: تلاحظون الآية التي كنا نتحدث عنها هنا كانت المسألة كلها مقتصرة على بيت الزوج يعني الموعظة والهجر والضرب كلها لم تُرفَع إلى الجهات المختصة، أما الآن (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)) , لمن الخطاب في الآية؟
د. مساعد: الأولياء،.
د. محمد: المقصود من يلي أمر المسلمين من حاكم أو قاضي ونحوه, يتولى أن يختار رجلًا من أهل الزوج, ورجلًا من أهل الزوجة.
د عبد الرحمن: كأن القضية رفعت للقاضي؟
د محمد: نعم,
د. مساعد: أولياء الزوجين من آبائهم وإخوانهم، العقلاء
د. محمد: الغالب طبعًا أن الناس يترافعون للمحاكم في هذه القضايا والقاضي يختار من يبعث من هؤلاء من هؤلاء, ولكن ما سبب كون الأمر يحتاج إلى الوالي أو القاضي ليترتب على ذلك لوازمه من تنفيذ الحكم, سواء حكموا بالطلاق أو الوفاق فقال (فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا) قيل يريد هذان الحكمان, وقيل إن يريد الزوجان, ولا مانع من إرادة الأمرين, يريد الزوجان إصلاحاً ويريد الحكمان إصلاحًا يوفق الله بينهما، بين الزوجين. ولعل المعنى أعم من كونه يُجمع بينهما, وإنما يوفق الله بأن يرشدهما إلى الصواب لحل هذه
¥