أخرجه البخاري في صحيحه, كتاب بدء الوحي, باب حسن المعاشرة مع الأهل, حديث رقم 5189
بُثّت الحلقة بتاريخ 19 رمضان 1431 هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Nov 2010, 03:23 م]ـ
الحلقة العشرون:
د. محمد الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مشاهدي الكرام مازلنا في هذه السورة العظيمة سورة النساء نتفيأ ظلالها وننهل من معينها ونقبس من أنوارها ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها وسائر كتابه العظيم. وصلنا إلى قول الله عز وجل (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا). قبل أن نتحدث عن هذه الآية ونقف على معالمها ونفسر معانيها ونقبس من أنوارها نستمع نحن وإياكم إلى تلاوتها فإلى هناك
(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36)).
بعد أن استمعنا إلى تلاوة هذه الآية الكريمة نريد أن ندير الحديث حولها مع الشيخين الفاضلين د. عبد الرحمن الشهري ود. مساعد الطيار الأستاذين الكريمين بجامعة الملك سعود، د. عبد الرحمن استفتح الحديث حول هذه الآية.
د. عبد الرحمن الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. تقدم الحديث معنا في الآيات السابقة عن الحقوق، ومرّ معنا حقوق اليتامى وحقوق الزوجات وحقوق الأزواج على بعضهم البعض وحقوق الورثة، ثم جاء الحديث هنا عن حق الله سبحانه وتعالى في قوله سبحانه وتعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا).
د. الخضيري: أنت تتكلم عن جملة الآية أم تتكلم عن هذا الموطن؟
د. عبد الرحمن: هذا المقطع بالذات، افتتاح الآية بالذات، وإلا الآية كل كلمة منها تصلح أن تكون ديواناً.
د. الخضيري: تسمى آية الحقوق.
د. عبد الرحمن: نعم، آية الحقوق العشرة، علماً بأن السورة كلها هي سورة الحقوق لكن هذه أيضاً خاصة من خاصة، أنها ركزت على حقوق عشرة كل حق منها يستحق أن تفرد فيه الحديث.
د. الخضيري: دعنا نتحدث عن أنه من طرائق القرآن أبو عبد الله أنه يأتي بالأشياء أحياناً مجملة ويأتي بها أحياناً مفصلة وكل ذلك من أجل أن يصل هذا الخير والهدى للعباد فأحياناً تجمله ليجتمع وأحياناً تفصله لتعرف حدوده ويضبط إلى آخره.
د. عبد الرحمن: هذه الآية وهي آية الحقوق العشرة في سورة النساء وهي قوله (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) هذا الحق الأول قدّمه الله سبحانه وتعالى لأنه هو أَولَى الحقوق وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وأول ما يدخل الإنسان في دينه هو بهذه الشهادة.
د. مساعد الطيار: وهو أول واجب على المكلَّف.
د. الخضيري: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ (36) النحل).
د. مساعد: وليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله.
د. الخضيري: وهو أول أمر في القرآن، قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة).
د. عبد الرحمن: تلاحظون أن هذه الآية لم تبدأ بالنداء، فلم يقل الله فيها يا أيها الذين آمنوا اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وإنما جاء الأمر مباشرةً (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) والواو هنا قد تكون عاطفة على ما سبق (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35) وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) فعطف الحديث عن الإصلاح بين الأزواج وهي مسألة أسرية إلى مسألة عبادة الله سبحانه وتعالى لا شريك له، ما هو الرابط يا شيخ مساعد برأيك بين هذه المسألة الأسرية وبين عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له؟
¥