تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد الطيار: لاشك أن من الروابط أن عبادة الله سبحانه وتعالى لا شك أو تمام العبودية هو الذي يحقق حسن المعاملة التي ذكرها الله سبحانه تعالى.

د. الخضيري: واستقبال أيضاً هذه الأوامر وتنفيذها على وجه التمام والكمال.

د. مساعد: والتعبد يكون لمن حقق التوحيد أيضاً.

د. الخضيري: أيضاً تذكرت آيات سورة البقرة (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)) ماذا بعدها؟ (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (239) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ) لاحظ جاء بالأمر بالصلاة وسط المعمعة – معمعة الحديث عن العدد والطلاق وما يحصل بين الأزواج والزوجات – لأجل أن يذكّر الناس بأنهم عبيد لله في كل الأحوال وعليهم أن يتقبلوا هذه الأوامر من أوامر الله في المعاملات الزوجية كما يتقبلوها في عبوديتهم لله عز وجل عندما يسجدون له ويعبدونه.

د. عبد الرحمن: جميل جداً، وهذا هو رابط رائع جداً بين هذه الآية العظيمة لأن الأمر بعبادة الله وعدم الإشراك به أمر عظيم قامت عليه الديانة كلها، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء بالإسلام جاء بهذا – بتوحيد الله وعدم الإشراك به – لكن أن يُقرن هذا بالأخلاق وبالمعاملات التي تقع بين الناس والتعاملات، هذه الحقيقة نحن نغفل عنها كثيراً.

ولهذا استمعت الحقيقة إلى ألبوم أشرطة قديماً بعنوان الأخلاق في القرآن الكريم للشيخ الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد - ود. عبد الستار من أساتذة التفسير المتميزين حقيقة جزاه الله خيراً - فكان تكلم في هذا الألبوم يمكن عشرة أشرطة عن الأخلاق في القرآن الكريم وكيف جاء سياقها وقبل ذلك تكلم الأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه دستور الأخلاق في القرآن الكريم تكلم كلامًا عظيمًا جداً ومن ضمن النقاط الأساسية التي ذكرها دراز في كتابه قضية أنه القرآن الكريم يأتي فيمزج الأخلاق بالعقيدة والعبادة، فبينما يتحدث عن التعامل الآن مع الزوج وزوجته والخلافات الزوجية يأتي مباشرةً بتوحيد الله وعدم الإشراك به، بينما يتحدث عن الطلاق يأتيك بالمحافظة على الصلاة، فيها دلالة وإشارة إلى أن أمور الإسلام كُلٌّ لا يتجزأ.

د. مساعد.: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً (208) البقرة).

د. عبد الرحمن: نعم، (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ (85) البقرة) وأن هذا الصنيع الذي يصنعه البعض يأخذ ما يشاء ويترك ما يشاء ليس من الدين في شيء، حتى في قوله سبحانه وتعالى في سورة المطففين (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1)) يتكلم عن التعاملات في البيع والشراء (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)) ثم انظر كيف ينقلك (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)) مباشرة نقلك من الموازين في السوق إلى يوم القيامة، ربطك باليوم الآخر والبعث ويوم القيامة.

د. الخضيري: لاحظوا معي يا مشايخ، ما قال في هذه الآية اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئاً، الذي يظهر لي في التذكير بالألوهية، ولذلك جاء النهي عن الضد (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) فلما جاء النهي عن الضد ناسب أن يُختار اسم الألوهية دون الربوبية. مثلها قوله (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ (64) آل عمران) لاحظ أنه جاء بلفظ الجلالة الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير