مشاهديّ الكِرام بهذا نصل إلى ختام حلقتنا هذه، نسأل الله - بمنِّه وكَرمه – أن ينفعنا وإيّاكم بما قيل فيها. أيُّها الإخوة المشاهدون هذه عِظات، وعِبَر، ودروس، وأحكام، وحِكَم، لا نريد أن تستمتعوا بها وأن تترنَّموا بسماع ما فيها، وإنّما نريد أن نَخرُج من حلقاتنا هذه بعلمٍ وعمل، أسأل الله أن يُعِينني، ويُعِين أَخَويَّ الفَاضليين، ويُعينكم على القيام بِحقِّ هذه الآيات وأن نكون ممّن يستمعون القول فيَتَّبِعُون أحسنه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 25 رمضان 1431 هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Dec 2010, 09:00 ص]ـ
الحلقة 25
تأملات في سورة النساء (الآيات 47 – 49)
د. الخضيري: السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. مُشَاهِدِيِّ الكِرام، ما زلنا في هذه السُّورة العظيمة سورة النِّساء نتحدّث عن آياتها ونُبيِّن ما فيها من المعاني. وَقَد وَصَلنا إلى ِقَول الله عزّ وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)). تعلَّمنَا فيما مضى أنَّ هذا المقطع يتحَدَّث عن اليَهُود، وَيَذكُر كَثيراً من خِصَالهم، ويُبَيِّن كثيراً من مَخازيهم، وهذه الآية تَبَعٌ لما قبلها. قبل أن نتحَدَّث في هذه الآية ونُبيِّن معانيها، نُحِب أن نستمع إليها، فإلى تِلاوتها نستمع جميعاً مُنصتين خاشعين.
تلاوة من سورة النِّساء آية (47 - 49)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49))
بعد أنِ استمعنا إلى هذه الآيات العَطِرَة الكَرِيمة، نُحِبُّ أن ندخل في هذه الآيات، ومَعي كُلٌّ مِن فضيلة الشِّيخ/ الدُّكتور عبدالرحمن بن معاضة الشِّهري الأستاذ المُساعِد بجامعة الملك سُعُود، والأستاذ الدكتور/ مساعد بن سليمان الطيَّار الأستاذ المُشارك بِكُليَّة المُعلِّمين بجامعة الملك سُعُود، فحيَّا الله الشَّيخين وبَارك فيهما.
المشايخ: حيَّاك الله، وبيَّاك.
د. الخضيري: الحقيقة لا يَفُوتَنِي أن أَشكركما، وأشكر أيضاً الطَّاقم الذِّي معنا يُصَوِّر في هذه اللّيالي قبلِ شهر رمضان من عام واحدٍ وثلاثين وأربعمائة وألف بعد الهجرة النَّبوية وفي هذه الاستراحة الجميلة المباركة لأخينا الأستاذ ظَافر بن حِلبد، ونحن الآن في هذه المدينة الرائعة الجَميلة البَارِدة الضَّبابية مدينة تَنُومة. دكتور مساعد هلاَّ أعطيتنا شيئاً عن هذه الآية الكريمة التِّي سمعناها قبل قليل.
د. الطَّيار: كما ذكرتم دكتور محمّد أَنَّ الآيات في اليَّهُود، لا تزال تتكلّم عن اليَهُود، يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) وهذا النِّداء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) يَتَكَّرر في القُرآن وهُو نوع من التَّشريف، وهُو أيضاً تنبيه لليهود بأنَّ من أُوتي الكتاب فحَقُّه أن يُؤمن بِمَن سيُؤتى الكتاب بعدهم.
د. الخضيري: استدراك بسيط: النِّداء لأهل الكتاب ما وُجِد إلاّ في هذه الآية لكن وصفهم
د. الطيار: نعم، مثل قوله (قل يا أهل الكتاب)، أيضًا كونهم.
د. الخضيري: (قل يا أهل الكتاب) إذن نودوا هكذا
د. الشهري: النداء بـ (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) لم ترد إلا في هذه الآية، لكن النداء موجود.
د. الخضيري: إذن أنا أخطأت. نحن ندير اللقاء بكل عفوية ونستدرك على بعضنا ونعطي إخواننا المشاهدين درسًا في أنه يجب أن تكون مجالسنا بهذا الشكل وليس إذا قال أخوك كلمة تسكت ولا تستدرك عليه.
¥