د. مساعد الطيار: وهو رمتني بدائها وانسلّت، وهم الآن أصحاب القوة يتحكمون بك من جهة القوة وليس من جهة العلم، ليست المسألة إحقاق الحق، الحق مع من؟ المسألة القوة مع من؟ والقوي هو الذي يحكم.
د. عبد الرحمن الشهري: لكن أدبيًا حتى أمام العالم أنهم في كتبهم هم أشد الكتب عنصرية وإقصاء للآخر، هو كتاب التلمود هذا
د. مساعد الطيار: لا شك، لكن المفسرون اتجهوا على أن الناس المراد به محمد –صلى الله عليه وسلم –وهذا يكون من العام الذي أريد به الخصوص (أَمْ يَحْسُدُونَ) كان المعنى أم يحسدون محمدًا على ما آتاه الله من فضله وهذا وقع منهم بلا ريب
د. عبد الرحمن الشهري: ما في ذلك شك، صحيح هو يدخل دخولاً أوليًا، نعم أنهم يحسدون النبي –صلى الله عليه وسلم –والصحابة الكرام –رضي الله عنهم- على ما آتاهم الله من الخير ومن الإسلام. ولاحظ أنه قال (عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) وقد أشار في الآيات السابقة قال (وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) والله تفضّل على اليهود وأعطاهم ورزقهم، فكتموا الحق، وأيضًا تفضل على محمد –صلى الله عليه وسلم –وعلى المسلمين فحسدوهم على هذا الفضل أيضًا فقال (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ). أيضًا في هذه الآية إشارة يا فضيلة الشيخ وهو في قوله (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهِ) كأن الذين يستحقون أن يوصفوا بأنهم ناس هم محمد –صلى الله عليه وسلم –وأصحابه، لأنهم هم الذين حققوا هذه الصفة، وما سواهم فإنهم كأنهم ما هم بناس، واضح هذا؟
د. محمد الخضيري: واضح
د. عبد الرحمن الشهري: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا* فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) حتى اليهود هم من آل إبراهيم، أليس كذلك؟
د. مساعد الطيار: بلى
د. عبد الرحمن الشهري: ذرية إسحاق عليه الصلاة والسلام يعقوب بن إسحاق وأبناء يعقوب هم أبناء إسرائيل، أليس كذلك؟
د. مساعد الطيار: نعم
د. عبد الرحمن الشهري: والله سبحانه لم يمتنّ عليهم بما صنعه إسماعيل هنا فلم يقل فقد آتينا آل إسماعيل الكتاب والحكم والنبوة وإنما قال آتينا آل إبراهيم الذين أنتم تدخلون فيه دخولاً أوليًا، ولذلك جاء في الآية التي بعدها فقال (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ) وهم محمد –صلى الله عليه وسلم-وصحابته الكرام ومن سبقهم إلى الإيمان، (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) ومن أمثال هؤلاء اليهود الذين كذبوا بالنبي-صلى الله عليه وسلم-
د. مساعد الطيار: كونه قال (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) يقرِّب أن يكون الناس المراد به محمد –صلى الله عليه وسلم-لأن الكلام هنا واضح متناسق مع إبراهيم والنبوة.
د. محمد الخضيري: لو سمحتم!
د. مساعد الطيار: نعم.
د. محمد الخضيري: قبل قليل الدكتور عبد الرحمن تلا الآية فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكم والنبوة طبعًا هي الكتاب والحكمة، أيضًا في حلقة ماضية قلنا هذه الكلمة فقد آتينا آل إبراهيم واختلطت علينا بالتي في الأعراف (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ) ففقط ننبه عليها حتى أيضًا تلك الحلقة أيضًا
د. مساعد الطيار: صدقت
د. محمد الخضيري: من سمع الآية فلينتبه.
د. مساعد الطيار: وأنا أكّدت قراءته هذه، فنعم فتصوب. الآن عندنا الكتاب والحكمة قال (وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)
د. محمد الخضيري: الكتاب يعني الكتب
د. مساعد الطيار: الكتب المنزلة من الله –سبحانه وتعالى-صحف إبراهيم
د. عبد الرحمن الشهري ود. محمد الخضيري و د. مساعد الطيار: التوراة الإنجيل
د. محمد الخضيري: الزبور، كلها
د. عبد الرحمن الشهري: القرآن
¥