تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

, نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا حرّها وعذابها

د. الخضيري: خصوصاً إذا علمنا يا دكتور عبد الرحمن أنّ غِلَظ جلد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام, إذا كان هذا غلظ جلد الكافر وثبت في الحديث الصحيح مسيرة ثلاثة أيام يعني أن هذه النار تعمل في هذا الجلد عملاً عظيماً فيقاسي الكافر عذاباً أليماً حتى يحترق هذا الجلد ثم يُعاد بناء هذا الجلد من جديد. يُبدّله الله بجلد آخر حتى يُقاسي العذاب مرة بعد أخرى. يا إخواني ننتبه هذا الكافر لا يُبعث يوم القيامة على نفس الهيئة أو الجسم الذي أنتم ترونه لا بل يُعظّم لأنه إذا عُظّم عَظُمَ عليه العذاب, مقعد الكافر يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وسلم يكون كما بين مكة والمدينة وضرسه مثل جبل أُحُد يعني شيء!

د. الطيار: أحد كم كيلو؟!

د. الخضيري: إذا كان ضرسه مثل جبل أحد, إذن كيف هو بقية جسده؟! إذن هو خلقه عظيم جدًا, ومع ذلك يأتي العذاب فينضجه ويحرق جلده ثم إذا أحرقه لم يذهب إلى الفناء فيرتاح وينتهي كما قال الله عز وجل (لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا) وقال في سورة الأعلى (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى) لا يموت موتاً يستريح به ولا يحيا حياة كريمة يهنأ بها, نسأل الله العافية والسلامة

د. الشهري: لاحظ الختام (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا)! يعني لاحظ أن التعذيب ما هو عن اعتباط وعن جهل, إنما هو عن حكمة وأيضاً عن قوة وقدرة, عِزّة بمعنى القدرة بمعنى الامتناع والحكمة التي تدل على أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئًا سبحانه وأنّ تعذيبه لهؤلاء وأنّ هذه الشدة في التعذيب عن حكمة وعن علم

د. الخضيري: وعزته مقرونة بحكمة وحكمته مقرونة بعزة, ونحن نرى أنّ كثير ممن يؤتون العزة في الدنيا تجد أن العزة تجعلهم لا يكونون من الحكماء بل يكونون من الحمقى أو من ذوي الهَوَج في التصرفات وفي الرعونة يبطش في غير مكان البطش ويُسيء الأدب مع غيره طبعاً لغلبة القوة عليه, وبالعكس تجد الحكيم ضعيفاً, أمّا الله جل وعلا فإنّ عزته مقرونة بالحكمة لا تتخلف عنها مثقال ذرة وأنّ حكمته مقرونة بالعزة لا تتخلف عنها مثقال ذرة

د. الطيار: والعجيب أنّ هذين الاسمين

د. الخضيري: أنّ هذين الاسمين يقترنان كثيرًا في القرآن صحيح

د. الطيار: العزة والحكمة, طبعاً من ألطف ما وقع اقترانهما في قوله سبحانه وتعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)

د. الخضيري: طبعاً كلمة عزيز, آسف، تفضل

د. الطيار: تفضل

د. الطيار: أنا فقط أردت أن أضرب مثالاً بألطف ما وقع في هذا الموطن وسبق طبعاً الإشارة إليها في حلقات سابقة

د. الخضيري: العزيز مأخوذ من أرض عَزاز يعني ممتنعة، يعني ما تغيص فيها الأقدام. فمعنى عزيز يعني ممتنع على من أراده بسوء, ومعنى عزيز قوي, أيضًا معنى القوة وبمعنى أيضًا غالب وقاهر, فمعنى عزيز يعني غالب قوي ممتنع على من أراده بسوء يعني يجمع هذا كله, وحكيم تجمع أيضًا معنيين: حاكِمٌ يحكم على الأشياء بما يشاء سبحانه وتعالى ومُحكِم للأشياء ذو حكمة بالغة، الحكمة

د. الطيار: ثلاثة إذن: حاكم ومُحكم متقن وذو حكمة , وذو حكمة هي التي أشرنا إليها قبل قليل في التفسير. لما قال (والذين آمنوا)

د. الشهري: يعني جاء بالصورة المقابلة كما قال في الآية التي قبلها: (فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ) جاء هنا عكسها

د. الطيار: هذا مثال رابع في قضية التقديم والتأخير المتوالي. قال: (والذين آمنوا) بعض الناس يقول الرابع قد يقول سمعنا لأول مره ونحن في حلقة من الحلقات تكلمنا عند قول الله سبحانه وتعالى لنربط فقط المشاهد في قول (وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ) وبعدها قال (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ) فقلنا يأتي في آيات متوالية ذِكر شيء تقديم شيء وتأخير آخر ثم يقدم المؤخر ويؤخر المقدم فنفس القضية لما قال: (فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) أنت فتحت لي أن نقول لماذا بدأ بالذين كفروا؟ لاحظ سبحانه وتعالى الارتباط

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير