د. الخضيري: لا، نحن لا نتحدث عن التفسير هو الحديث عن أنّ القرآن لمّا اكتشف الناس أن الجلد هو مركز الإحساس, قلنا لهم أنّ القرآن سبق هذا الأمر لبيانه وإيضاحه من خلال هذه الآية, فطبعًا هؤلاء الذين يتحدثون عن هذا الأمر أو اكتشفوه يستغربون أن القرآن أشار إليه وهم ليس لهم به علم مسبق. فيقال إن هذا يعني إعجاز قرآني بمعنى أن القرآن سبق حديثه عن هذه القضية التي لم يكن الناس يعلمونها كل ما علمه الناس في هذا الباب. فما لذي يمنع من كون اعتبار هذا الأمر يعني إعجازاً؟
د. الطيار: هو الأصوب عندي في نظري طبعًا نمط الإعجاز العلمي بني عليه أشياء كثيرة فيها إشكالات, نقول هذا دليل صدق للقرآن، يعني من أدلة صدق القران أنه دلّ على هذه القضية التي لم تدرك عند جميع العالمين إلا بهذه
د. الخضيري: كلمة دليل صدق أنا أبدلها فقط بإعجاز يعني هل في
د. الطيار: طبعًا الموضوع ليس بموضوع يعني لولا لما لابس هذا المصطلح من مشكلات علمية وما بني عليه أيضًا من قضايا عقدية أو حتى قضايا دعوية مزعومة لما كان فيه إشكال, ولهذا الأسلم أن تُربط القضية بما تدل عليه فقط دون التزيد فيها, فقضية إعجاز علمي سيكون فيه تزيد كبير جدًا وسيبنى عليها أن هذا الإعجاز عند من يقول به هل هو قضية ظنية أو قضية يقينية؟! وهل يتحدى به أو لا يتحدى به؟! طبعًا بناء بالنظر بما يقوم به من له عناية بالإعجاز العلمي, ننظر أنهم ينتقلون إلى قضية التحدي ويدّعون اليقينيات في هذا الأمر, مع أننا نعلم أن كل هذه الأمور ظنية, فنقول أنه بني على هذا المصطلح قضايا فيها خطأ كبير وفيها انحراف كبير جدًا عن أصل المسألة فإذن نردها إلى أصلها, فنقول هذا دليل صدق مثل ما نقول (فتمنوا الموت إن كنت صادقين) لم يتمنَ أحد من اليهود الموت فدليل صدق للقرآن, فالقرآن أخبر بهذه القضية وأثبتها العلم هذا دليل صدق القرآن. هذا عندي أسلم نظرًا من أن نقول الإعجاز العلمي ونبني عليه كما قلت كما ذكرت لك بعض القضايا التي فيها إشكال من خلال التطبيقات الموجودة
د. الخضيري: لكن إذا أساء الناس التطبيق يعني هل هذا يؤثر على استعماله الصحيح لها في مواردها أنا ما أرى أن فيه يعني
د. الطيار: لا لأن أول خلل وقع هو أن الإعجاز تعريف الإعجاز العلمي صار تقييدًا خاصًا عند هؤلاء ليس له علاقة بتعريف الإعجاز العلمي عند العلماء السابقين, يعني مثلًا آتي أنا وإياك لقضية معينة اكتشفناها في القرآن ثم لها سابق, والعلماء هي مرتبطة مثلًا بالمكي والمدني وقالوا نصطلح عليها النص الاصطلاح نقطع عليها على المكي والمدني قطعًا كاملًا ثم نبدأ نبني على هذا المصطلح الجديد أفكارنا وعلومنا وأنواع ومعارف متعددة هل هذا الآن سليم علميًا؟! الجواب لا, فهذا من أكبر المشكلات بداية الانحراف هو في انك اجتزأت الإعجاز العلمي وأخرجت له تعريفًا خاصا مستقلا عن الإعجاز المعروف عند العلماء السابقين, ثم بدأت تبني على ما أنت اصطلحت عليه في هذا هذه أنواع المعارف التي تمت كتعريفه، ماذا يبنى عليه من قضية التحدي والقضايا الأخرى ودعوة الغرب بهذا إلى آخره, طبعًا الموضوع يطول لكن نقول وهذه فائدة انتبه لها أن كون القران يدل على بعض ما يكتشف اليوم هذا ليس فيه غلط وليس فيه إشكال هذا كثير ويوجد ولكن هو يتفاوت وهو ظني فقد أدعي أن الآية دلت على هذا المعنى إدعاء مني أنا وظني قد توافقني عليه وقد لا توافقني, ولهذا يجب أن ننتبه لها أن هذه المسألة يجب أن ترتبط بقضية الدلالة الظنية بخلاف السنة, السنة الدلالة فيها صريحة (إذا سقط الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر دواءً) كلام صريح لا يحتاج التأويل. ولهذا القضايا التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في ما يسمى بالإعجاز بالسنة طبعًا هذه مشكلة أخرى لاحظوا دخل الإعجاز في السنة, الدلالة فيه صريحة تمامًا ليست كالقرآن الدلالة فيه ظنية احتمالية, فرق بين دلالة القرآن ودلالة السنة, لكن أياً ما كان هي في النهاية دلالة صدق فلما نضعها في موضعها الطبيعي ما يكون فيه إشكال والإشكالات التي نجدها اليوم في ما يتعلق بالإعجاز العلمي
¥