د. الشهري: طبعاً الآية التي ذكر الله فيها جزاء المؤمنين المصدقين جاءت في مقابل الآية التي ذكر الله فيها جزاء المكذبين الكافرين أليس كذلك؟! فقال (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا) هم كفروا كفروا بماذا يا رب؟! قال كفروا بآيات بعلامات بأشياء بينات واضحة وآيات من؟! قال (آياتنا) ولك أن تتخيل كيف كانت هذه الآيات المنسوبة إلى الله تعالى, من الوضوح أليس كذلك؟! وضوح وحجة واضحة, قال (كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ) ثم يقول في الآية الثانية (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) هناك قال (سنصليهم ناراً) هنا قال (سَنُدْخِلُهُمْ) ولاحظ الفرق بين سنصليهم وسندخلهم
د. الخضيري: (سوف نصليهم) وهنا (سندخلهم)
د. الشهري: هنا عبر بالصلي إشارة إلى العذاب والإهانة وهنا قال: (سندخلهم جنات تجري من تحتها)
د. الطيار: أيضاً تسويف هناك "سوف" وهنا "سـ"
د. الشهري: للإشارة إلى أنّ سرعة إكرام المؤمنين بإدخالهم إلى الجنة. قال (سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) دائمًا تلاحظون في القرآن الكريم أنه يصف الجنات بأنها تجري من تحتها الأنهار, فيها إشارة إلى أنّ الماء يا إخواني من علامات النعيم أليس كذلك؟! كيف حياتك أنت بدون ماء أعوذ بالله تصبح حياة الناس جحيم بدون ماء أليس كذلك؟! لا يستطيعوا أن يعيشوا, في الآخرة أيضا قال تجري من تحتها الأنهار,
د. الطيار: ثلاثة يجلين الحَزَن
د. الشهري: ثلاثة تجلو عن القلب الحزن الماء والخضرة والوجه الحسن
د. الطيار: نعم وهذا كله متحقق
د. الشهري: قال (تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا) تذكرون في الأول عندما تحدث عن الحدود (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) قال (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا) فتكلمنا عن لماذا قال في أهل الجنة خالدين فيها؟! للإشارة إلى أنّ من كمال نعيم أهل الجنة أن يكون مع أصحاب له في الجنة (على سرر متقابلين) ثم قال: (خالدين فيها أبدا) إشارة إلى كمال النعيم يعني لا تهتم ولا تحمل الهمّ. قال: (لهم فيها أزواج مطهرة) لماذا شيخ محمد يكرر دائمًا أزواج مطهرة أزواج مطهرة, في الدنيا الأزواج ما هم مطهرات؟!
د. الخضيري: طبعاً لا شك أنّ من يعلم أزواج الدنيا أو يعرفهن يعلم أنّ من أعظم أسباب النقص فيهن وعدم كمال الاستمتاع بهن عدم الطهارة, بمعنى أنّ المرأة في الدنيا يصيبها الحيض والنفاس ويخرج منها أكرمكم الله يعني البول والغائط والمخاط وغير ذلك من الأشياء التي تتقذر منها النفوس, أمّا الأزواج في الجنة فهنّ في طهارة كاملة طهارة تنتظم نوعين: طهارة حسية وطهارة معنوية, أمّا الطهارة الحسية: فهي فيما ذكرنا وغيرها أيضًا, وأمّا الطهارة المعنوية: فهنّ ليس عندهن غيرة وليس عندهن حسد وليس عندهن كبر ولا نشوز على أزواجهن ولا التفات إلى غير الزوج وخصوصاً أنه ذُكر في هذا الآيات أو في هذه السورة بعض ما يحصل من النساء من الخلال التي تكدر صفو الحياة الزوجية (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) فهنا (لهم فيها أزواج مطهرة)
د. الشهري: (وندخلهم ظلًا ظليلًا) يعني صورتان متقابلتان: صورة أهل الجنة وصورة أهل النار وكيف يدخلونها هؤلاء قال (سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) وقال هنا (سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا) ثم يقول (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً)
د. الخضيري: لما ذكر الأزواج وكانوا السَكَن للإنسان في الدنيا ناسب أن يذكر بعده المكان الذي يستظلون به كأنه أيضًا سكن ثاني, كما أنّ الإنسان يأنس بالمكان الذي يستظل به أيضًا يأنس بالزوجة التي يركن إليها فجمع لهم هذا وهذا
¥