تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الطيار: بالفعل هو وصف (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) (أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَة) وليس ظل فقط وإنما (ظِل ظَلِيل)

د. الشهري: يعني يتحقق فيه أجمل مافي الظل, جاءت الآن الآية

د. الخضيري: عن إذنك يا أبا عبد الله في قوله (جنات) لم يقل جنة ليبين أنّ الذي يناله المؤمن في الآخرة ليست جنة واحدة بل جنات مختلفات, ولذلك قال في سورة الرحمن (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) ثم قال بعدها (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) , قال النبي صلى الله عليه وسلم (جنتان آنيتهما وما فيهما من ذهب, وجنتان آنيتهما وما فيهما من فضة) ليبين أنّ المؤمن في الآخرة له ألوان من النعيم ليس لها منتهى ولا يستطيع أحد أن يحدّها ولعلّنا نوضح هذا بحديث عظيم جدًا أن آخر إنسان يخرج من النّار فيدخل الجنة يقول الله له عز وجل: أُدخل الجنة فيقول كيف أدخلها وقد امتلأت بأهلها؟! فيقال: ادخل فإنّ لك مثل مُلْكِ من ملوك الدنيا ومثله ومثله ومثله ومثله, كم هذه يا شيخ؟!

د. الشهري: خمسة

د. الخضيري: وعشرة أمثاله, وعشرة أمثال الخمسة

د. الطيار: يعني خمسين

د. الخضيري: خمسين ملك من ملوك الدنيا هذا آخر نفر يخرج من النار فيغلق على أهل النار النار وآخر نفر يدخل الجنة! له مُلك مثل خمسين ملك من ملوك الدنيا! إذن يا إخواني ماذا في تلك الجنة من النعيم؟! (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) كأنك أشرت أبا عبد الله قبل قليل إلى أنهار الجنات من ماء, لا

د. الشهري: لبن وعسل

د. الخضيري: لبن وعسل وخمر لذةً للشاربين أنهار, أنا الذي أشكل عليّ هل أنهار الجنة في أخاديد أو هي تجري تحتهم لكن دون أن تبتل بها أقدامهم ما هو؟!

د. الشهري: ما الفرق؟!

د. الطيار: قالوا بلا أخاديد قالوا بلا أخاديد

د. الشهري: ما الفرق؟ يعني هل كون الأنهار تجري بلا أخاديد هذا صفة كمال؟!

د. الخضيري: لكن الآن لاحظ يا أبا عبد الله تجري من تحتها

د. الشهري: وفي آية تجري تحتها

د. الخضيري: التحتية هذه لو قلنا تجري في أخاديد كانت بجوارها أم ماذا؟

د. الشهري: والله ما يظهر لي هذا

د. الطيار: ذكروا تجري تحتها أو من تحتها قالوا باعتبار تجري على أرضها والنسبة باعتبار ارتفاع الأشجار, لكن هل هي في أخاديد أو ليس بأخاديد, الذي أذكر أن بعضهم ذكر أنها بدون أخدود وهذا أكمل والله أعلم

د. الشهري: عجيب , هذه الصفة أكمل لكن لا يقاس عليها

د. الخضيري: ثم ذكر هذه النعمة جنات وتجري من تحتها الأنهار, كان السؤال الذي يؤرق المؤمن هذا النعيم سيزول أو سيبقى؟! لأن أي واحد منا يرزق مثلًا فستانًا جميلًا أو قصراً منيفاً أو أُبّهة من أُبّهات الدنيا, الشيء الذي ينغص عليه عيشه أن يقول متى سأموت أو متى ستفنى هذه النعمة وتذهب مني؟! أما في الجنة لا خوف ولا يعني

د. الشهري: لذلك قال (خالدين فيها لا يبغون عنها حولًا) أول شيء الله قال إنها "أبدًا" والأمر الثاني هم قالوا أصلًا ما نبغي أن نتحول عنها

د. الطيار: ولهذا سبحان الله مثل ما ذكر الدكتور محمد لما أنت تقيس نعم الدنيا يعني هذه النعمة لو رأينا أكمل من أوتي نعيماً في الدنيا أعطي المليارات وسارت الناس في خدمته هل هو قد بلغ الانتهاء في الراحة؟!

د. الخضيري: بالعكس خوفه يزيد والله

د. الطيار: لأن عنده خوفين خوف من أن يَترُك أو من أن يُترك يعني يترك هو هذا النعيم ويموت في أي لحظة

د. الخضيري: فتزداد حسرته لأنه لما يموت وعنده الخير هذا كله هذه حسرة شديدة

د. الطيار: أو أن يسلبها الله سبحانه وتعالى

د. الخضيري: هذا النعيم ويبقى بلا شيء,

د. مساعد: ولهذا لما نرى ما يقول الله في نعيم أهل الجنة مثل خالدين قيها لا يبغون عنها حولًا أي لا يريدون التحول عنها لكمال هذا النعيم الذي هم فيه, ونرى قول الله سبحانه وتعالى (خالدين فيها أبدا) وما فيه من نعيم أهل الجنة يعطينا بالفعل الفارق الكبير جدًا جدًا بين هذا المتناهي وهو نعيم الدنيا, وبين الشيء غير المتناهي وهو نعيم الجنة, ولهذا بالفعل هذا نوع من التأمل الذي يحتاجه المسلم أن يُديره مرة بعد مرة

د. الشهري: كم بقي معنا وقت يا شيخ؟!

د. الطيار: بقي تقريبًا ثلاث دقائق

د. الشهري: لا نريد أن نخرج من الآيات التي كنا فيها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير