تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الطيار: لعلّنا بعد هذا التعليق الذي ختم به الدكتور عبد الرحمن الشهري, أيضًا أن نختم أيها الإخوة والأخوات هذا اللقاء, ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للقاءٍ قادم. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

بُثّت الحلقة بتاريخ 27 رمضان 1431 هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Dec 2010, 09:05 ص]ـ

الحلقة 28

تأملات في سورة النساء، الآيات 58 - 60

د. عبد الرحمن الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الأخوة المشاهدون الكرام في كل المكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في هذا اللقاء القرآني المتجدد"بينات"والذي يأتيكم على "قناة المجد" هذه القناة المباركة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيها وفي جهود القائمين عليها. لا زلنا في مجلسنا في "بينات" مع الدكتور مساعد الطيار والدكتور محمد الخضيري نتحدث حول آيات سورة النساء، فقد وقف بنا الحديث في المجلس السابق عند نهاية الآية السابعة والخمسين من سورة النساء وهي قوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا) وسوف نبتدئ -بإذن الله تعالى-في هذا اللقاء بالآيات التي تليها وهي قول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) وقبل أن ندخل في الحديث حول هذه الآيات نستمع إليها مرتلة ثم نعود للحديث عنها –بإذن الله تعالى-

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60))

وبعد أن استمعنا أيها الإخوة المشاهدون إلى هذه الآيات من هذه السورة العظيمة نعود للحديث حولها. كنا تحدثنا يا مشايخ في الحلقات الماضية في سورة النساء وقلنا إن سورة النساء يمكن أن تسمى سورة الحقوق، ومر معنا حقوق كثيرة متعلقة بالتركات، ومتعلقة بالأيتام، ومتعلقة بالزوجات، والصداق، ثم جاء بعد ذلك الحديث عن الحقوق التي نسميها الحقوق العشرة في قوله تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا). ثم تلاحظون الآن تأتي هذه الآية العظيمة التي تتحدث عن أداء الأمانات إلى أهلها، وكأنها تريد أن تلخص السورة من أولها، وأن هذه الحقوق هي عبارة عن أمانات ينبغي على المسلم أن يؤدي هذه الأمانة على وجهها فيقول (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) الحقوق التي مرت كلها أمانات، حقوق الأيتام هي أمانة عند الولي لا بد أن يؤديها، الصداق وحقوق الزوجة هي أمانة عند الزوج يجب أن يؤديها، المحافظة على الأموال ولا تؤتوا السفهاء أموالكم حقوق أيضًا وأمانات ينبغي على المجتمع أن يحافظ عليها، ولذلك النبي –صلى الله عليه وسلم –قال في حديث صحيح قال" إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ" فمعنى هذا أنه ما دام المجتمع محافظًا على الأمانة فإن الساعة لم تأتِ بعد أو لم تقترب بعد، أليس كذلك؟

د. محمد الخضيري: بلى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير