تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن الشهري: أمر آخر عندما قال (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) هناك مرت إشارات أيضًا في الآيات السابقة إلى التحكيم عندما ذكر الخلاف بين الزوجين أليس كذلك؟ قال (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا) جاءت هذه الآية أيضًا لتضع أيضًا القانون (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) ويمكن أن تسمي هذه الآيات أنها من قواعد القرآن أليس كذلك؟

د. محمد الخضيري: بلى

د. عبد الرحمن الشهري: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) هذه قاعدة عامة سواء كانت أمانة لمسلم أو أمانة لكافر فإنه ينبغي عليك أن تؤديها، وكذلك الحكم بالعدل بين الناس. هل لديك يادكتور تعليق حول الصلة بين هذه الآية و ماتقدم؟

د. محمد الخضيري: طبعًا كما أسلفت الحقيقة واضح جدًا أن هذه تأكيد على تلك الحقوق التي أمر بها من أول السورة، والحقيقة أن الأمر بأداء الأمانات في القرآن، وحفظ هذه الأمانات كثير، وأنه يأتي في مقدمة الأوصاف التي يوصف بها الذين يستحقون كرامة الله –عز وجل -في الآخرة. فمنها قول الله –عز وجل- (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ثم قال (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)، لاحظ (لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) وذكر هذا أيضًا في سورة المعارج وأعاده بلفظه لما قال (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) ثم قال (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ) فهذا يدلنا على أن أداء الأمانة ورعايتها من أعظم ما يستوجب رحمة الله –عز وجل-ويستحق به الإنسان الفوز والفلاح في الدنيا وفي الآخرة.

والأمانة إسم عام يشمل كل ما اؤتمن عليه الإنسان قال الله –عز وجل- (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) ما هي الأمانة؟ هي أمانة التكليف، يعني عبادتك لله –عز وجل-، قيامك بحق والديك، صلتك لأرحامك، أداؤك للحقوق الواجبة عليك كما في هذه السورة، وغير ذلك مما اؤتمنت عليه كله مما اؤتمن الآدمي عليه، وكلف به، فالله عرضها على السماوات والأرض والجبال، فكل واحدة من هذه تبرأت من حمله لثقله، وحمله الإنسان، ثم وصف الله الإنسان بأنه ظلوم جهول، فالحاصل أن أداء الأمانة وحفظها ورعايتها من أعظم الأعمال،و لذلك سيأتينا كأن هذا مقدمة لسورة المائدة التي تسمى سورة العقود يقول الله تعالى فيها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ) أمر الله بالوفاء بالعقود وحفظها وصيانتها ورعايتها في سورة الإسراء وهذا مما اشترك فيه القرآن المكي والمدني (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) الحقيقة أن هذا المعنى كبير جدًا، ولذلك أنا ممتن لما ذكرت من كون هذه الآية من قواعد القرآن الكريم، يعني الآيات التي تبنى عليها مسائل كثيرة جدًا ويندرج تحتها أمثلة وآيات أيضًا كثيرة.

د. مساعد الطيار: أيضًا الآية هذه مرتبطة بحال من أحوال النزول؛ فالرسول –صلى الله عليه وسلم- لما فتح مكة ودخل جوف الكعبة لما خرج كان يتلو هذه الآية (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)

د. عبد الرحمن الشهري: منهم من يقول أنها نزلت فيها

د. مساعد الطيار: نعم هناك من يقول أنها نزلت فيها فهي تحتمل أنها كانت نزلت

د. عبد الرحمن الشهري: الآية التي نزلت في جوف الكعبة

د. مساعد الطيار: في جوف الكعبة ويذكرون هذه الآية (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) فخرج رسول –صلى الله عليه وسلم –ومعه مفتاح الكعبة فقال: أين عثمان بن شيبة؟ ثم أعطاه مفتاح الكعبة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير