فيكون حبّه لله، ولما يحبه الله، وبغضه لله، ولما يبغضه الله ... وإذا تعارضت الفتنه والهوى مع مايحبه الله فاإنه يقدّم مايحبه الله على مايهواه ... وسبب ذلك لأن قلبه قد ملئ بخشية الله تعالى ومحبته التي تمنعه من الانجذاب إلى ألمحبوبات .. ) اهـ
واعلم ياأخي أن يوسف عليه السلام مانجى من فتنة المر أه إلا بالإخلاص لله تعالى قال تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء اِنه من عبادنا المخلصين.)
قال ابن تيمية
(10/ 602): (فإن قوة إخلاص يوسف عليه السلام وخشيته من الله عز وجل كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها000) اهـ
الله أكبر000 إنه القلب الذي باشرت خشيته الله جوانبه 00 ورسخت محبة الله في عروق جذوره 00 إن يوسف عليه السلام لم يلتفت إلى جمال المرأة 00لأن في قلبه شيء أخر 00شيء يغنيه عن هذه المحبة الزائلة00 إنه الإيمان واليقين بالله00
قال ابن تيميه (10/ 260) (وكلما حقق العبد الإخلاص في قول"لا إله إلا الله" خرج من قلبه تأله ما يهواه وتصرف عنه الذنوب والمعاصي 0 كما قال تعالى} "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين" {
فعلل صرف السوء والفحشاء عنه بأنه من عباد الله المخلصين، وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان") وقال الشيطان" (فبعزتك لأغوينهم أجمعين ـ إلا عبادك منهم المخلصين") اهـ
وقال ابن القيم في تهذيب مدارج السالكين (377)) وإلا فمع كمال الذكر والإقبال على الله والإخلاص له: يستحيل صدور الذنب من العبد كما قال تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين00) اهـ
ونحن في هذا الزمن المليء بالفتن نحتاج إلى ما يصرفها عنا00 وقد علمت فيما سبق أن الإخلاص دواء ناجح في ذلك00 فالله الله في الإخلاص يا من يريد الثبات0
..................
(3) ـ أن الإخلاص سبب لتيسير الأمور للعبد فإن العبد كلما كان صادقاً مخلصاً لله في عمله, فإن الله يفتح له من التيسير الشيء العجيب00 سواء كان ذلك الأمر المطلوب علماً00 أو دعوه00 أو أن تنصرف فتنه وقع فيها العبد00 أو غير ذلك
ولعل أحسن ما يستدل به في هذا المقام:حديث الأعرابي الذي جاء للقتال .. الشاهد ـ أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له: لم أبايعك على أن آخذ غنيمة، وإنما بايعتك على أن يدخل سهم من هنا ـ وأشار إلى رقبته ـ ويخرج من هنا0 فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن تصدق الله يصدقك" فقاتل الأعرابي وقتل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى السهم وقع في المكان الذي أشار إليه الأعرابي في رقبته قال (صدق الله فصدقه الله) والحديث عند الطبراني بسند صحيح (صحيح الجامع رقم3756)
إذن يا من يطلب العلم عليك بالصدق وستجد التيسير0
ويا من يريد إصلاح قلبه عليك بالصدق وسترى ما يسر 0
يا من يريد دعوة الناس عليك بالصدق وستجد القبول والتوفيق 00
يا من يريد الجهاد عليك بالإخلاص وستجد النصر أو الشهادة بمشيئة العزيز الحميد.
..........
(4) ـ أنه به تكمل تكمل العبودية لله تعالى.
قال الإمام ابن تيمية (10/ 198): (وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته 00) اهـ
لأن بالإخلاص تقبل الأعمال وترفع إلى الله0 وكلما قبل العمل ارتفعت المنزلة والدرجة عند الله تعالى لذلك العبد، ولهذا كان من أبرز صفات المقربين والسابقين عند الله هو "إخلاصهم لله"فبالإخلاص ارتفعوا عن الناس وأصبحوا في أعالي عليين000
والله المستعان0
..........
(5) ـ أنه سبب لا ستغناء القلب عن الناس0
قال الإمام ابن تيميه (10/ 198) (ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد ألا إياه، ولا يستعين إلا به، ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له00) اهـ
فيا أخي نحن نحتاج إلى أن نستغني عن الناس ونعلق القلوب بالله تعالى000 وهاهو الإخلاص أكبر معين على ذلك000 فعليك به رعاك الله00
..............
(6) ـ أنه سبب لمضاعفة الحسنات0 والدليل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف00) رواه البخاري (6491) قال ابن رجب في جامع العلوم (2/ 316):
(ومضاعفة الأجر بحسب كمال الإسلام، وبكمال وقوة الإخلاص في ذلك العمل0) اهـ
¥