ولعل ما رواه أبي رضي الله تعالى عنه ـ يكون أصرح وأبلغ في المراد ـ قال: قال رسول الله عليه السلام: (صلاة الرجل تطوعاَ حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس بخمس وعشرين درجه"رواه ابن ماجة،وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم3822ـ
فانظر 00 كيف كان إخفاء النافلة عن الناس له هذا الأجر العظيم ألا يدل ذلك فضل الإخلاص , وأن الله يحب المخلصين00؟
................
(7) ـ أنه كلما كان الإنسان صادقاً ومخلصاً في أقوله وأعماله الظاهرة والباطنة فإن ذلك يبلغه منزلة"الصديقية"كما قال النبي صلي الله عليه وسلم:فإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقاً"رواه البخاري (10/ 423) ومسلم رقم (2606)
قال ابن القيم في المدارج (والصدق في الأحوال هو:استواء أعمال العبد ظاهراً وباطناً على الإخلاص، واستفراغ الوسع فيها وبذل الطاقة , فبذلك يكون العبد من الذين جاؤا بالصدق،وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامه بها:تكون صديقيته،
فأعلى مراتب الصدق مرتبة "الصديقيه" وهي:كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم من كمال الإخلاص لله تعالى"إهـ
إنها المنزلة العظيمة 000"الصديقيه" 00 التي تدل على امتلاء قلب صاحبها بالإخلاص لله تعالى000 ومتى يصل المرء إلى أن يكون "صديقاً"عند الله 0إلا بمجاهدة النفس على ذلك 000والصبر 000 يالها من منزله 00هنيئاً أي والله هنيئاً000 لصاحبها
..............
(8) ـ أن الإخلاص من أعظم الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى , لأن العمل إذا كان بعيداً عن الناس فإن ذلك يدل على شدة محبة الله تعالى ,لأن كراهية اطلاع الناس على العمل هو حال المخلصين الذين يحرصون على صفاء عظم محبة الله في قلوبهم عند ربهم , ولم يدفعهم إلى ذلك إلا عظم محبة الله في قلوبهم000 فهم يريدون الزيادة منها حتى تنغمر قلوبهم في بحر الإيمان000
.............
(9) ـ أنه سبب لا نفتاح القلب وتذكره للآخرة ومراقبته لله 0قال الإمام مالك: (من أراد أن يفتح الله له فرجه في قلبه وصلاحاً،فليكن عمله بالسر أكثر منه في العلانية0) أهـ كتاب (الإمام مالك) ص320.
........
(10) ـ أنه سبب لقبول الدعاء، والدليل على ذلك:قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار, وفيها أنهم قالوا:اللهم إن كنا فعلنا ذلك ابتغاء وجهك،فافرج عنا ما نحن فيه 00ففرج الله عنهم" والقصة معروفه وهي عند البخاري ومسلم.
.................
(11) ـ أن الإنسان الذي يعظ الناس ويحدثهم كلما كان صادقاً ومخلصاً لله تعالى في كلامه، فإن الله سبحانه ينزل على كلامه البركة والقبول،وهذا أمر مشاهد بين الناس، فإن الله جبل القلوب على عدم التأثر إلا ممن أخلص لله في تأثيره وحديثه
وأن من يتدبر هذا الحديث يجد عجباً: قال صلى الله عليه وسلم:"إذا تبايع المتبايعان، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما"رواه الشيخان.
فتأمل يا أخي: إذا صدق المتبايعان:بارك الله لهما 0وهذه تجاره دنيوية زائلة 00
فما ظنك مع الله .. إنها التجارة الآخروية ويصدق فيها00 هل يبارك الله له فيها00
..................
(12) ـ أنه سبب للنصر على الأعداء 0والدليل:ما رواه النسائي عن سعد رضي الله عليه تعالى عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها،بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" صحيح الجامع 2388
00إن إخلاص الفقراء سبب لنصر الأمة الإسلامية فما ظنك لو أخلص المسلمين كلهم كيف سيكون النصر؟
.............
(13) ـ أنه ينجي العبد النار يوم القيامة 0
والدليل على ذلك:قول النبي صلى الله عليه وسلم "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله"رواه البخاري.
قال ابن تيمية (10/ 261): (فإن الإخلاص ينفي أسباب دخول النار، فمن دخل النار من القائلين لا إله إلا الله 0 فإن ذلك دليل على أنه لم يحقق إخلاصها المحرم له على النار0) أهـ
(14) ـ أنه سبب عظيم في دخول الجنة 0والدليل: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم (بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش00000 فسقى الكلب،فشكر الله له فغفر له"رواه البخاري (5/ 50) ـ فتح قال ابن حجر:" وفي رواية "فأدخله الجنة") أهـ
¥