وكان ينبغي على المحققين أن يوثقا النقل بالعودة إلى مصدره الأصلي، وإذا فاتهما ذلك،فإن هذا يعد عيبًا كبيرًا مما يجعل العمل المحقق قليل الأهمية، وإليك نماذج من ذلك
أ - " قال الكسائي والفراء: معنى "بسم الله " باسم الإله، وتركوا الهمزة وأدغموا اللام ... "
لم يوثق المحققان () هذا النص، والنص في معاني القرآن للكسائي ()، ومعاني القرآن للفراء () والبحر المحيط ().
ب - "قال الكسائي: كأن الإشارة إلى القرآن الذي في السماء والقول من السماء والكتاب والرسول ... "
لم يوثق المحققان النص () وهو موجود في معاني القرآن للكسائي ().
ج- " وقال مجاهد: " يعمهون " يترددون ".
أشار الشيخ الصابوني في توثيق رأي مجاهد بأن هذا قول ابن عباس والضحاك أيضًا كما ذكره الطبري 1/ 135، وابن كثير 1/ 79 ().
أما الدكتور يحيى مراد فلم يذكر شيئًا عن النص ()،والنص موجود في تفسير مجاهد ().
د - "قال الأصمعي: ولا يسمى هلالا حتى يحجر، وتحجيره أن يستدير بخطة دقيقة".
لم يوثق المحققان هذا النص ().
والنص موجود بمعناه وبعض ألفاظه في معجم الأصمعي ().
هـ - " وكان سيبويه يأبي أن يكون المصدر على مفعول، ويقول: المعتمد خذ ما يسر لك فيه
لم يوثق المحققان هذا النص ()، وهو موجود ببعض ألفاظه في الكتاب ().
و – "قال أبو إسحاق: " بِإِذْنِه " أي: بعلمه"لم يوثق المحققان () هذا النص وهو موجود في معاني القرآن للزجاج" ().
ز: " قال مجاهد: يعني كفار قريش " لم يوثق المحققان هذا النص ()، وهو موجود في تفسير مجاهد () "
ح – "قال أبو إسحاق: الخمر هذه المجمع عليها، وقياس كل ما تعمل عملها أن يقال له خمر وأن يكون بمنزلتها في التحريم ... "
لم يوثق المحققان هذا النص ()، وهو موجود باختلاف يسير في معاني القرآن للزجاج ().
ط – "قال الأصمعي: ويقال: أقرأت الريح، إذا هبت لوقتها لم يوثق المحققان هذا النص () هو موجود مع بعض الزيادة في معجم الأصمعي ().
ي – " قال الأصمعي: ويقال: إن ولد كل حامل يرتكض في نصف حملها فهي مركض "
لم يوثق المحققان هذا النص ()، وهو موجود مع بعض النقص في معجم الأصمعي ().
ك – "وحكى سيبويه: أنت مني فرسخين " لم يوثق المحققان هذا النص ()، وهو موجود في الكتاب ().
ل- "قال سيبويه:وأما الطاغوت فهو اسم واحد مؤنث يقع على الجمع " ().
لم يوثق المحققان هذا النص () وهو موجود في الكتاب ().
م – "وقال الضحاك: كان هذا يعمل به (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً)
فلما نزلت "براءة " لفريضة الصدقة وتفصيلها انتهت الصدقة إليه ". لم يوثق المحققان هذا النص ()، وهو موجود في تفسير الضحاك ().
ن – "قال أبو إسحاق: معناه قد شَمِل بالمسألة، ومنه اشتق اللحاف " قال:ومعنى " لا يسألون الناس إلحافًا"لا يكون منهم سؤال، فيكون إلحاف ولم يوثق المحققان هذا النص ()، وهو موجود في معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج ().
وهناك نصوص كثيرة في التحقيقين وردت بدون توثيق من مصدرها الأصلي أو مصدر فرعي، وقد اكتفينا بهذه العينة التي تبرهن إغفال المحققين عزو النصوص أصلاً؛ إلا أن هناك ملحظًا مهمًّا وهو أن تحقيق الدكتور مراد ترجح كفته في عدم توثيق والعزو، وأن النصوص التي تم عزوها عنده في حواشيه هي نفسها حواشي الشيخ الصابوني وأن الخطأ الذي وقع فيه الصابوني هو نفس الخطأ الذي يقع فيه الدكتور مراد، والسبب واضح في ذلك، وهو ما تتحدث عنه النقطة التالية:
ثانيا: نقول موثقة بإحالة خطأ:
أ- " والجواب عن هذا أن سيبويه قال: إذا قال الرجل: الحمد لله بالرفع، ففيه من المعنى مثل مافي قوله: حمدت الله حمدًا ".
وقد وثق الشيخ الصابوني هذا النص من الكتاب في 1/ 319، 328 ()، في حين لم يوثقه أصلاً الدكتور يحيى مراد ()، وبالرجوع إلى الصفحات التي أحال عليها الشيخ الصابوني لم أجد هناك ما يشير إلى هذا النص، وكلام سيبويه- في النص السابق- ذكره النحاس بالمعني، والذي قاله سيبويه: " واعلم أن الحمدُ لله وإن ابتدأته، ففيه معنى المنصوب، وهو بدل من اللفظ بقول أحمد الله" ().
ب - " قال سيبويه: كأنهم إنما يقدمون الذي بيانه أهم (إليهم ())، وهم ببيانه أعنى، وإن كانا جميعاً يهُمَّانهم ويعنيانهم".
¥