" فائتُ الأمثال "
مذ أن حصلتُ على نسخة منه
كنتُ أقبلُ عليه كل ليلة،لأنهل منه،فتقفز بعض الأعمال، ولأنني لا أودّ أن يتقاسم معه الوقتَ أيّ لاجئ ..
جعلتُ له ليلة البارحة وقتا وملاذا،استبدّ بالوقت لوحده من الغلاف إلى الغلاف.
كل حرف فيه خضع لتأملٍّ أسره.
أديبنا الكريم:
رائع أنت بحق أستاذنا.
ليس لديّ ملحوظات أمام إبداع كهذا، بل:
لله درّها من فوائت!
أعجزُ أن أجمع لك تلك الحروف التي كنتُ أجدها أمامي بعد كلّ مثل!
في الحقيقة كنتُ مختلفة مع نفسي كثيرا.
فحينا أضحك وحينا أحزن.
وحينا أحوقل،وحينا أولول.
وحينا تعتلي حروفي تقاسيم تجرُّ عربة الدهشة.
وحينا تجرّ استفهاما.
.حينا أتلوّن مع الحدث .. وحينا لا أرى إلا الأبيض والأسود .. وحينا أرى الرمادي يقف بينهما!
كل ذلك وابتسامة لا تفارق المحيّا.
حقيقة كنتُ مختلفة كثيرا.
لكني أؤكد أنني كنتُ متفقة معها جدا.
على قراءة جديدة ثريّة أضافت لي.
متفقة،على أنني سأتابع لهذا المبدع كل ما ينطق به حرفه.
متفقة على أنني قرأتُ شيئا أثار قلمي لمحاكاة قلمه.
متفقة أنني أمام تميّز سافر الجمال،هذا التميّز الذي
كنتُ أبحث عنه. بحثتُ وثرثرتُ حينا لبعض الرفيقات:
متى سيهدي زماننا أدباء يعيدون الماضي،ففي المقامات،
والرسائل أفانين في الأدب نودُّ أن تعود بحلّة حديثة ..
لله دركم.
وفي الحقيقة ــ أيضا ــ إنك لتقرأ للبعض .. فتجد أدبك
قد توشّح حروفه يريد الخروج من بوتقته،وما هذا إلا لوجود المبدع الذي
يشرع النوافذ أمام نورا قد خبا وهجه في محجر كسلك ..
وسأسركم سرا .. لقد أجبتُ بعض هذه الفوائت،بشيء حاول محاكاتها.
وقفت مثلا عند:
"لا أجحد من أنثى "
"أشفع من واو"
"أشكل من حداثي"
"أرخص من دال"
"كانت خربشات لا تعدو النثر"
... لكنني استدركت ــ والحمد لله ــ فلا داع لأن يتشوّه جمالها بما قد ثرثرتُ به!
وتأمّلت كثيرا كثيرا تلك الأمثال الفائتة.
وحقيقة أخيرة:الكتاب من الغلاف إلى الغلاف
لفّه الإبداع مرورا (كما ذكرتَ) بمن ساهم بحسًّ أو تصويب ابتداءً وانتهاءً بمؤلفه صاحب الكلمة الجريئة البديعة.
بحق مسامرة أدبيّة جميلة،قرأت منها اليوم على بعض الرفيقات .. فتجاذب بنا كثير من الحديث حولها.
لقد كانت الأمثال تضرب في الصميم ..
ضحكت كثيرا لواقع نعيشه هنا
شر البلية ما يضحك ..
في كثير مما قلت من أمثال:"أشفع من واو، وأشكل من حداثي"و. . . أشفيت حرفا حاول التعبير!
لمَ نهرب من الواقع،هذا هو واقعنا،جميعا نعلم بهذا الحال .. أوَ يختلف إن تحدثنا به .. ؟
الآن اهتديت لإجابة السؤال:لم المنع؟
نحن في عصر لم يزل يخاف من المرآة؟
أستاذي:سأقوم بطباعته في مذكرة،ثم سيكون معي في كل جلسةٍ أدبيّة.
لا أحابي في ذلك مطلقا،لكنّ الكتاب قطعة أدبيّة نادرةٌ ساخرة.
و ننتظر أن نحتفظ به على هيئته التي يجب أن يصدر بها،ولو كان ذلك خارج البلاد،
فنسخة الكتاب
تختلف تماما عن أصيله.
أخيرا آمل التكرّم بوضع روابط لـ:
– عملاق صناديد: دراسة نقدية (تحت الطبع).
– احتدام نسقين: دراسة نقدية موازِنة (تحت الطبع).
ديوانان شعريان (تحت الطبع).
بعد الإنتهاء من طباعتها،أو التكرّم بإبلاغنا عن دور نشرها.
وفقكم الله ننتظر أن يزدان منتدى الأدب بموضوعات تقفز بنا درجات في رحاب أدبيّة ثرية.
ننتظركم في الأدب،فكم هالنا خطب جميل حين قرأنا "قدموس" هنا.
تحيّة،،،
أختي الكريمة:
لا أدري كيف أعقب! قرأت قراءتك ثلاث مرات، ومع ذلك لم أهتدِ لتعقيب يليق بما دبَّجَتْه أناملك سلمها الله.
هل يحق لي أن أتهرب من عجزي عن مجاراتك إلى اتهامك اتهامين:
الأول: أنك ألبستني حلة من الزهو لم أعتد عليها.
والثاني: أنك فضحتني على الملأ بقصوري عن شكرك.
منذ الصباح وحتى هذه اللحظة وشكري لك يجول على لساني وصدري، ولكنه ظل مستعصياً على الحروف .. ليس غير بيت مجنون بني عامر (مُحَرَّفاً) يصف امتناني لك:
وَلَوْ أَنَّنِي أَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّمَا ... شَكَرْتُكِ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيَّ ذُنُوْبُ
أيتها الفاضلة:
جاء في العقد الفريد هذا الخبر:
¥