«أَضَلَّ أعرابيٌّ الطريقَ ليلا، فلما طلعَ القمرُ اهتدى، فرفع رأسه إليه مُتَشَكِّرا، فقال: ما أدري ما أقول لك؟ وما أقول فيك؟ أأقول: رَفَعَك الله؟ فقد رَفَعَك، أم أقول: نَوَّرَك الله؟ فقد نَوَّرَك، أم أقول: حَسَّنَك الله؟ فقد حَسَّنَك، أم أقول: عَمَرَك الله؟ فقد عَمَرَك، ولكنني أقول: جعلني الله فداك».
لو قلت ما قاله الأعرابي لما وفيتك حق ما قمت به من جهد وتحفيز.
بقي أن أطالبك بإطلاعي على كتبتِه من أمثال جاريتِ فيها ما قرأتِه، وحتماً ستضيفين إليها ما لم أستطتع إضافته.
دمت مستبدة على الحرف تطوعينه كيف شئت ..
ـ[المستبدة]ــــــــ[12 - 02 - 2009, 11:02 م]ـ
الأستاذ الأديب المبدع /فواز:
إن كان هذا حالكم،فكيف بتلميذتكم الفقيرة بعد هذا.
لا خيلَ عِندكَ تُهديها ولا مالُ = فلْيُسْعِدِ النُّطقُ إن لم تُسعدِ الحالُ
و الله إني خجلت من ثناء لا أستحقه، فليت إني عند حسن ظنكم حفظكم الله.
أمّاّ أنا فحين أعجز ـ وقد أعجزني شكركَ ـ لا أجد ملاذا إلا برفقة أحمد!
فلا شكر بعد شكره،إن لساني بعد قراءة حروفك الكريمات يقول:
كالبدرِ من حيثُ التفتَّ رأيتَهُ = يُهدي إلى عينيكَ نورا ثاقِبا
كالبحر يقذفُ للقريب جواهرا = جودا ويبعثُ للبعيدِ سحائِبا
وهذا انعكاس كتابك الفريد:
كالشمس في كبد السماء وضوءُها = يغشى البلادَ مشارقا ومغاربا
لن يقف أمام شمس كتابك غربال المنع!
في الحقيقة لقد زهوت بحروفك النبيلة أيما زهاء:
ما دار في الحنك اللسان وقلبت = قلما بأحسن من نثاك أنامل
بقي أن أطالبك بإطلاعي على ما كتبتِه من أمثال جاريتِ فيها ما قرأتِه، وحتماً ستضيفين إليها ما لم أستطتع إضافته.
أمّاّ الإضافة: فليس ... ومالك في المدينة!
وأمّا الأولى: هي خربشات نثريّة، دفع بها وهج حروفك،
كنتُ أقرأ المثل مرةً وأخرى وأعجب لتلك الصياغة،ثمّ أفكّر،أين كنتَ؟
إلى أيّ عصر عُدتَ لتأت بهذه القطعة النادرة، كيف خرجتْ من زحام هذا العصر ولوثه.
أتأمل كل سطر،كل مثل،كيف انحنت الحروف برفقتك.
وبعد هذا تطلب أن تنظر في أمر خربشات. يا سيّدي لن أرتدي الحماقة هذه الليلة،
فأنت تريد أن تضحك،وأنا سأمنع هذا عنك!
فإن كان (المُطّلِعُ) غير ناظم الفوائت فقد .. أما صاحبها فلا، ففي قابل الأيام قد
يؤلف فائتا آخر،وبالتأكيد لن أسلم،وقد يعنونها:
(أقزمُ من مقلّد /ة)
وقد يقول فيه:
(أقزمُ من مقلّد /ة)
وَيُضْرَبُ هذا المّثَلْ،في مَنْ أَخَذَهَا العجلْ،وقَامَتْ تَنْظِمُ حَرْفَا،
وَتَجُرُّ آخَرَ جَرّا،تَظُنّهَا تَكْتُبُ إِبْدَاع، وَأقلّ ما يقال:ضَيَاع.
وأصلُ المثل:أنّ فتاة من (الديرة)،بدأت تفكر في حيرة،كيف أحاكي أستاذي،
ليصفّق يرعاني،فأنا والحق جديرة، وحروفي حلوة ورفيعة،
خطت،كتبت،نادته، أَنْهِيْتُ حرفا مادتُهُ، فوائتُ مثل قرأتْه،
ذهبت إليه فرحة،وللمدائح منتظرة، خذ مني يا (قدموس)،
أبدعتُ عبرا ودروس،قرأ وقرأ ...
ثم ما لبث أن قرأ، ثم نظر إليها وقرع*1
وتنتظرين يا بائسة أن تعيّني على المائدة، أنت من الجامعة مفصولة،
ولا تحلمي بالتدريس في أنحاء المعمورة،لا جعل لك شيطانا في مكان،أوَهذا آخر الزمان،
تأتني بخربشات أطفال،ثم تقول علّق يا أستاذ فواز*2.
أستاذي الكريم،كنتُ أكتب الآن ردي،ولا أدر عما كتبته فوق. وعلى عجل،سأعتمد الردّ في وجل.
لأني إن نظرتُ إلى ما كتبتُ، فسأمزّق
كلّ ما أحضرتُ، والفصيح ينتظرني، وللآمال يدفعني.
وكفى يا أستاذي لن أزيدْ.
وفقك الله وبارك فيك،ولتعذر كل ما قد يزعجك فوق.
و ننتظر أن تبلغنا بأسماء الدور التي ستطبع البقيّة من مؤلفاتك.
هامة امتنان،،
[ line]
•1/ أمّا هذه فوالله لا أدري لما هي هنا!
•2/ يبدو أني أضعتُ الطريق! وهنا سأتوقّف.
ـ[قدموس]ــــــــ[12 - 02 - 2009, 11:59 م]ـ
الأخت الكريمة المستبدة:
لولا أنني الآن على أهبة سفر وغياب قد يمتد إلى أسبوع لدبجت رداً يليق بما سطرتِه لا فض فوك ..
ولكنني أقول في عجل: ما قرأته من استحضارك لأبيات الشعراء ومن مجاراتك الأمثال ينم عن كاتبة قديرة يُنتظر منها الكثير ..
أما بقية كتبي التي لم تطبع فسأنظر في أمرها لأنشرها إلكترونيا ما دامت تجربة الأمثال أثبتت لي نجاحها، وسأزودك بها قريباً على كل حال، فقط سأعيد تنسيقها لتصبح جاهزة، وهذا يحتاج إلى بعض الأسابيع.
أكرر شكري وامتناني مرة أخرى، وآمل أنني وإياك استطعنا أن نثري صفحة الأمثال بما يفوقها.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 08:50 م]ـ
م التحميل و تمت القراءة ....
بوركت على هذا الطرح المبدع الممتع , الذي عبّر عن خلجات النفوس , و واقع المجتمع المنحوس , بأسلوب أدبي جيّاش , فاق لغةً و أسلوباً و طريقةً طاش ما طاش.
نتمنى أن تخصّ الفصيح بإبداعاتك دائماً ...
¥