تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 03:37 ص]ـ

أخي ضاد:

لقد أخذ الحديث يتشعب ويتشعب، وقد خرجنا عن الموضوع الأساس، ولا يعني ذلك أني لا أريد التوسع، ولكن أرجو ألا نبتعد كثيرا، لقد كنا نتكلم عن خصائص العربية، التي ميزتها عن غيرها من اللغات، إن ما ذكرته أخي لم أذكره أنا ولا أنت، إنما ذكره العلماء والجهابذة من خصائص لهذه اللغة الشريفة، وما أنا وأنت بجانبهم، لقد ذكروا عدة خصائص ميزت هذه اللغة على غيرها - بعد أن نظروا فيها بعمق وفهم - وماذا عساي أن أكتب أو تكتب في نقض هذه الخصائص، التي اعترف بها علماءهم المنصفين فضلا عن علمائنا، إنها خصائص ميزت هذه اللغة التي اختارها الله لتحمل أجل كتاب عرفناه، ويتكلم بها أهل جنته - إذا صح الحديث -.

إنني لا أنكر ولا ينكر منصف أن العربية هذه الأيام ضعيفة لضعف أهلها، ولكن لا يعني أن ضعف الثاني يقتضي ضعف الأول، لا وكلا!! بل قد يضعف أهلها ولكنها تبقى هي في نفسها قوية، وإن استخدم أهلها العامية فلا يعني أن ننقض قوتها وخصائصها، فهذا شيء وذلك شيء آخر.

وفي الأخير أرجو أن نعرف أن الخصائص للغة العربية شيء، وضعف أهلها شيء آخر،

فإذا ضعف أهلها تضعف ولكن الخصائص التي تميزها لا تزول بضعفهم.

ـ[ضاد]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 02:17 م]ـ

إذا تكلمنا عن المنطق فإن اليونانية أم المنطق, منها وفيها وبها ولد, وفلاسفة اليونان أول من تكلم في المنطق والعقل واللسان وأثاروا العديد من المسائل. أما أن تقول لي بأن العربية منطقية أو أنها لسانا تعلّم المنطق, فهذا طرح لا يقبله عقلي, وإلا فأي منطق في عدم اتباع الفعل لفاعله إذا جاء قبله واتباعه له إذا جاء بعده؟ وأي منطق في وجود أداة تعريف واحدة لكل الأجناس والأعداد؟ وأي منطق في وجود النصب والجزم في الأفعال؟ وأي منطق في وجود كلمات لا تقبل التنوين وأخرى لا تقبل النصب؟ أين المنطق في كل هذا؟ هل معرفتنا لكل هذه الظواهر اللغوية في العربية سبيل لتعلم المنطق؟ أم أن تعلمنا العربية لقراءة الأدب العربي والفلسفة العربية هو السبيل لتعلم المنطق؟ ولو كان الأمر يقاس بما ذكرت لكانت الألمانية أكثر اللغات منطقية, كيف لا وأكبر فلاسفة المنطق في عصور التنوير الأوربية كانوا ألمانا. فهل كان نبوغهم راجعا إلى لغتهم أو إلى اجتهادهم وتحصيلهم؟ واليونانية ملكة النحت بلا منازع, فمنها أتتنا كلمات مثل الفلسفة والفيلسوف والجغرافيا وكل الكلمات الدخيلة التي وضعت للعلوم.

أما ذكاء الأطفال فأنا لم أنف ذكاء الطفل العربي, ولكن نفيت أن يكون ذلك راجعا إلى كونه يتكلم العربية. هذا طرح سخيف. (مع التوكيد أني أعني الطرح لا شخصك الموقر) ولقد سمعته حتى من غير العرب إذا ما مدحوا لغتهم. إن ذكاء الطفل راجع إلى الموهبة الربانية ثم الرعاية اللغوية والفكرية والتحفيز من قبل الوالدين أو المربي, لا إلى لغة بعينها إذا تعلمها الطفل بات ذكيا. وإلا فماذا نقول عن أطفال اليابانيين؟ هل وصل أي طفل عربي أن يكون مخترعا في عمر السادسة مثل أطفال اليابان؟

أنا لسانيا أقنع بأن يكون لنا للأسد اسم واحد وللكلب - أجلك الله - اسم واحد وأن يكون لكل علم وكل مصطلح علمي وكل آلة كلمة عربية. أما أن تكون للحيوانات مئات الأسماء ولا يكون لآلة أستعملها يوميا أو مصطلح أبحث فيه يوميا كلمة عربية, فإن ذلك مما يحز في نفسي ويجعلني أفكر أن العربية لما تخرج بعد من عالم الحيوان إلى عالم العلوم والتقنيات.

الآن إلى الأخ اللبيب:

ضعف القوم يؤدي إلى ضعف اللغة, هذه حقيقة. فإذا ما تخلي قوم عن لغتهم فإنها تندثر أو على الأقل تتوقف عن التطور. وحفظ العربية ليس بسبب قومها, لأنهم تخلوا عنها واستبدلوا بها العامية منذ قرون, بل بسبب الدين. ولولاه لماتت العربية. أما خصائص العربية, فأنا قلت لك أن في العربية ما ليس في غيرها كما أن في غيرها ما ليس فيها. وأقررت بثراء المعجم العربي غير العلمي, وأقررت بأن القرآن جعل منها لغة حضارة. أما النظام اللغوي العربي فهو مثل غيره, ولو لم يكن كذلك لما أمكن ترجمة معاني القرآن إلى لغات أخرى. فكل لغة قادرة على تأدية معاني القرآن بشتى الطرق التعبيرية التي تتوفر فيها, ولا أقول أنها ستبلغ معشار فصاحة القرآن, ولكن أقول أنها قادرة على التعبير عن الفكرة. وهذا يكفيها أن نقول عنها أنها لغة عظيمة.

أرجو أن أكون أوصلت فكرتي وأرى النقاش سيصبح عقيما؛ فلكم أن تروا ما تريدون ولي أن أرى ما أنا به مقتنع. وإني أنصحكم أن لا تأخذكم نشوة خداعة, فإن كنتم تؤمنون أن العربية أفضل لغة فاسعوا إلى إبراز ذلك وإعادة مجد العربية. أما التفاخر بما لا نملك, فأنا لا أحبه. ولكل وجهة هو موليها, وفي الأخير كلنا نريد خدمة اللسان العربي.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 03:33 م]ـ

كان الإغريق يطلقون على اللغات الأخرى" نقيق الضفادع"

بصورة أو بأخرى يحاول البعض أن يقولها عن اللغات غير العربية

لا يمكن الكلام عن مميزات للغة تفوق لغة أخرى ولكن هنالك فروقات بين الأسر اللغوية بشكل عام وليس بين اللغات

وما تختص به الأسرة السامية التي تنتمي إليها العربية هو الأصوات الحلقية وغلبة الجذور الثلاثية للكلمات

أيضا هي لغات تقديم وتأخير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير