تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لولاكمُ كانوا بأضخمِ دَوْلة ولحاولوا مَثْوى النّبيِّ يُساءُ

وبعيدا عن مرادك بأضخم دولة نرى ضعف التأليف في الشطر الثاني واضحا

وكما قال قمر لبنان

العجز من آخر بيت سأقوم بحذفه إلى أن تجد شطرا غيره أو أكون على غير صواب

منْ ربِّكُمْ أَنْتُمْ لهُ ..............

الكلمة المحذوفة تعني الأنداد

ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 02:44 ص]ـ

إن العاطفة إذا اقتادها الحماس ركز الشاعر على إيصال مشاعره بغض النظر عن طريقة ترجمة هذه المشاعر

1 - ربما تكون محقا وقد عرف عن الشعراء أنهم أمراء الكلام يركبون فيه مراكب غير مقبولة عند علماء اللغة، كما عرف ذلك عن العرب الذين كانوا يستهينون باللفظ ما استقام لهم المعنى، وأنا لم أبلغ هذه المنزلة ولم أرتكب ما توهمت أنت أني أرتكبته من طريقة ترجمة للمعاني لا ترتضيها، وأما ما أفصحت عنه فإليك جوابه.

وهنا لاحظنا من شاعر يمتلك أدوات الشعر غير أته خضع لقيود القافية فجاءت قوافيه مزجوجا بها زجا لمجرد إتمام البيت دون اعتبار للمعنى

2 - كل الشعراء يخضعون لقيود الوزن والقافية هذا أولا، أما ثانيا فكلامك هذا مجرد وجهة نظر، لم أجدها دقيقة من وجهة نظري ولمحت فيها تكلفا وتعسفا، ولم يظهر من تعليقاتك أنك قد أحطت علما باللغة ألفاظا ودلالات بما يمكنك من حكم قاطع جازم كهذا.

وهذه أمثلة

ما اختاركم ربِّي لصَدِّ عَدُوِّهِ لكمُ الخلودُ، وغيرُكُمْ أَشْلاءُ

لمحت للفناء بأشلاء

3 - الشطر الأول فيه جواب لو المتصدرة البيت الأول، أما الشطر الثاني فهو كلام مستأنف أردت به الدعاء بصيغة الخبر، كما أن كلمة الخلود تكتنز الكثير من ظلال المعاني، ويقابلها أن أدعو على أعدائهم وخائنيهم بأن يكونوا أشلاء، ولا يخفى ما تكون عليه الأشلاء مادية أو معنوية من قبح ونتانة.

يا مَنْ أرادَ اللهُ أَلَّا يُخذَلُوا فرباطُهُمْ طُوْبى لَهُمْ وَعطاءُ

إن أردت من طوبى خبرا لرباطهم خرجت من مأزق النحو لنقع في مأزق الحشو اللفظي بإقحام عطاء

4 - لا يوجد إقحام بالنظر إلى أن طوبى يراد بها الجنة، والعطاء يشمل النصر والعلو والرفعة وغير ذلك مما يحظى به المجاهد، وقد كان المجاهدون قديما يطلبون بجهادهم نعما شتّى أشهرها الجنة جزاء في الآخرة والنصر والتأييد والعزة وحتى المغانم في الدنيا، ولا تنسى أن الشعراء يعطفون المترادفات من مثل:

أَزَعَمتَ أَنَّكَ قَد قَتَلـ = ـتَ سَراتَنا كَذِبًا وَمَينا

وهو من التراكيب المستعذبة فما بالك بعطف مختلفين في المعنى.

وإن أردت بجملة: طوبى لهم وقعت في مأزق النحو إذ ما زال رباطهم يحتاج خبرا

5 - أردتُ بها ماذا؟

فكأنّما أنتمْ جُنُوْدُ إِلَهِنا ويَهُودُ مِثْلُ السّامِرِيِّ هَباءُ

التشبيه في العجز لا أراه يصلح خاصة بإدخال كلمة هباء

6 - كأنك لم تسمع بحذف المضاف وإبقاء المضاف عند ظهور المعنى مثل (واسأل القرية)، والمقصود أنهم كعجل السامري الذي عبده اليهود حتى أتى موسى وحرّقه ونسفه في البحر نسفا، وإسرائيل المهيمنة على العالم وكأنهم يعبدونها من دون الله ستحّرق إن شاء الله وتنسف في البحر نسفا، وسيكونون هباء كما كان عجلهم، وكما يقول الله عن أعمال الكافرين (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا).

لولاكمُ كانوا بأضخمِ دَوْلة ولحاولوا مَثْوى النّبيِّ يُساءُ

وبعيدا عن مرادك بأضخم دولة نرى ضعف التأليف في الشطر الثاني واضحا

7 - المراد بأضخم دولة معروف، إنه حلم يهود بدولة من الفرات إلى النيل، وقد كادوا يحققون جزءا منه بعد حرب العام الثالث والسبعين عندما وصلوا إلى الكيلو 101، ويظهر أنهم مكتفون في الوقت الحاضر بتحقيق الهيمنة عبر اتفاقات السلام، وعبر قوى الغرب التي تضرب في كل مكان وتذل العرب والمسلمين، ثم كيف حكمت على الشطر الثاني بالضعف، وقوة الشعر في التواء معانيه وألفاظه، مما يعلمه الناقدون، علما أنه لا ضعف ولا التواء فيه، وما قلتَه أنت دون بيان لمظاهر ضعف التأليف لا يصمد عند الناقد الحصيف.

وكما قال قمر لبنان

8 - قمر لبنان لم يقل شيئا عن العجز، وإنما كلامه عن الشطر الأول.

العجز من آخر بيت سأقوم بحذفه إلى أن تجد شطرا غيره أو أكون على غير صواب

منْ ربِّكُمْ أَنْتُمْ لهُ ..............

الكلمة المحذوفة تعني الأنداد

9 - صدقني لستَ على صواب، ولم تبيّن ملحظك هنا، ولا أعرف كيف تجرؤ على العبث بنصوص غيرك بالحذف أو الإضافة أو التغيير، وهي أمانة في عنق المشرفين!! ومن خوّلك صلاحية كهذه؟؟

وعودة إلى كلامك الغامض فأما إن قصدت أنّ كلمة (الأكفاء) لا تصلح هنا، فأنت واهم ففي استعمالات العامة والفصحاء من معاني الكفء ما يقارب معنى: الجدير بكذا، وقد جاء في اللسان (وفلان كُفْءُ فلانةَ إذا كان يَصْلُح لها بَعْلاً، والجمع من كل ذلك: أَكْفَاء)، وحماس لا شك عندي أنها تصلح لتأييد الله ونصره، وقد أردت وضع كلمة (الجدراء)، وهي جمع صحيح ذكره اللسان لكلمة جدير، ولكني انصرفت عنه لجرس الكلمة الذي لم أستسغه.

أما إن كنت ظننت أن الضمير في (له) يعود على الرب وليس على النصر فقد ارتقيت مرتقى صعبا في الفهم، وصدفت عن الجادة، ولا يحتمل الأمر المناقشة، وتعالى الله عمّا وقر في نفسك وأبرأ إليه منه، ولأن الوقت ضيق سأكتفي بهذه العجالة، مع تحياتي. وشكرا على مرورك الذي دفعني إلى التأمل في القصيدة مع محاولة أن أكون ناقدا بشكل ما لا أدعي أنه حسن بسن، ولكنه وجهة نظر، وكما يردد أخونا ضاد: نقدي خطأ يحتمل الصواب.

:; allh

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير