تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[يا فتى غزة عذرا ...]

ـ[عادل بن أحمد باناعمة]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 07:43 م]ـ

[ size="5"]

السلام عليكم ورحمة الله

ماهذه بقصيدة جديدة .. بل عمرها سنوات .. وُلدتْ يوم مات الطفل (محمد الدرة) ..

ولكنني أقرؤها اليوم فأجدها وكأنما كتبتْ أمسِ في وصفِ أولئك الأطفال .. أطفال غزة ..

أبعثُها من مرقدها اليوم علها أن تكون كفارةً عن عيٍّ أخذ بلساني فلم أتمكن من قول شيء في هذه الفاجعة ..

كنتُ أقول: يافتى غزة عذراً ..

واليوم أقول:ياغزةُ عذرا!!!

إليكم القصيدة ...

[ملاحظة: عسى ألا يكون في الفصحاء من يكفر بالتفعيلةِ فيكفر تبعاً بصاحب القصيدة!!]

==

يا فتى غزّة عذرا

مايزال وجه محمد الدرة شاهدا موجعا على تخاذل الأمة ..

(1)

يا فتى غزّة عُذرا إنْ نأى عنك المحبون وتاهوا في سراديب الظلامْ

غلبوا في ضجة الأحداث صمت المومياءْ

ما رأوا في جرحك النازف جرح الكبرياءْ

كلُّ ما جادوا به دمع سجامْ

والسلامْ!!

يا فتى غزة هاج البحر والربّان نام!!

(2)

يا فتى غزة عذرا إن يكن نصر المحبين تراتيل نشيدْ

وأهازيج قصيدْ

وعبارات من التنديد تهواها يهودْ

ودعايات صمودْ!

يا فتى غزة عذرا

ليس في قاموسنا الكابي مزيد!!

(3)

يا فتى غزة عذرا

نحن سلّمنا المفاتيح وبعنا كلّ أوراق القضية

ورضينا بالدنيّة

وجعلنا دمك المطلولَ للباغي هدية

ورجوناه بأن يعفوَ عن طيش البقيّة!

يا فتى غزة عذرا

أصبح المجرم في ميزاننا الهاوي الضحية!!

(4)

يا فتى غزة ما هذا الصياحْ؟

فيم دوّى صوتك الجارح في كل البطاحْ؟

فيم ناديت؟ وهل أسمعت غير الصخر يا طفل الجراحْ؟

أترى قد كنت ترجو النصر ممن عن لظى الهيجا أشاحْ؟

أم رجوت العون ممن عرضه ذلا مباحْ؟

أم أردت الوثبة الكبرى وقد أقعد من تدعو الكساحْ؟

يا فتى غزة عذرا

لم يعد فينا صلاحْ

(5)

وجهك الذاهل والموت يناديك ويرخي فوق عينيك ذيولهْ

شاهد عدْلٌ على موت البطولةْ

وعلى ذلّ الرجولةْ

أقلع الكبر وغاصت في مدى الذلّ القبيلةْ

وامّحى ماض من الأجداد للأمجاد لم نحفظ فصولهْ

يا فتى غزة عذرا

ضيّع الأحفاد أسرار الفحولةْ

(6)

رعشات الرعب في عينيك ما أبقت مجالا للخداعْ

كشفت عن تاجر الزيف القناعْ

بان فيها الغادر الشاري ومن في الليل باعْ

بان فيها كذب الداعين للسلمِ وكم للسّلْم داعْ

يا فتى غزّة عذرا لم يزل فينا انخداع!!

(7)

لم تكنْ عينيكَ ..

كلا ..

كانتا بحرين من نار ودمْ

كانتا سطرين من سِفر الألمْ

وبقايا من أحاديث الندمْ

كانتا سهمين شكّا القلب والقلب اضطرمْ

كانتا يا طاهر الأردان عنوان العدمْ

يا فتى غزة عذرا

قصّرتْ في حق عينيك الكلمْ

(8)

آه يادرّة يا حلم فلسطين ويا أغنية الأفراح في غزّة هاشمْ

كيف لم تبك الحمائمْ؟

كيف لم تَشْجَ العصافير وتغبرَّ النسائمْ؟

كيف لم تذْوِ الحقول الخضْرُ لم تقفرْ من الورد الحدائقْ؟

كيف لاقت بسمة الفجر الشقائقْ؟

كيف .. ؟ لا كيف ..

لقد ضُيّعت اليوم الحقائقْ

(9)

آه يا درة كم حُلْمٍ قد اغتالتْه في حقد رصاصةْ

كنت ترجو أن يرى الأقصى خلاصهْ

أن تذود البغي عن مغناهُ

تجلو في غد عنه الخصاصةْ

بادرتك الطلقة العجلى فأردتْ كلّ أحلام الطفولةْ

وانطوتْ فيك الحكايات الجميلةْ

والأمانيّ التي كانت أزاهير وأفياءً ظليلةْ

يافتى غزّة عذرا

تحرُمُ الأحلامُ في أرضٍ ذليلةْ!!

(10)

ما بنا اليأسُ

ففي قلب السكون المرّ أصداء الخيولْ

وعلى وقْعِ الحصى الضّارب تخضرّ الفصولْ

قادم من رحم الأحزان فجر لؤلؤيّ الوجه وضّاح جميلْ

وأرى في لجّة الظلماء وعدا بالوصولْ

يافتى غزة صبرا

موتك القدسيّ إيذان بميلاد النخيلْ

(11)

يا فتى غزة أنت السنبلةْ

أنت من يقتات جمر المرحلةْ

أنت

في مضجعك الوادعِ

وعدُ الزلزلةْ

ـ[عاشق القلم]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 12:14 ص]ـ

يسرني أن أكون هنا

والجراح تعيد نفسها ..

وكم تخون القريحة أمام هذه المشاهد .. فتكتب بعجزها أبلغ قصيدة

ويا أستاذي: الكل يؤكد بأنه رأى في هذا الأزمة من بوادر النصر والتغير الجذري للأمة جمعاء - ما يثلج الصدر ويحفز على المزيد

بورك الجرح والمداد

محبك: منصور الحذيفي

ـ[متحدثة بارعة]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 12:24 ص]ـ

بوركتم

لاعدمناكم

ـ[محمد عيسى المالكي]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 03:23 ص]ـ

شيخنا الفاضل

بارك الله فيك وجزيت خيرًا على هذه الرائعة

وإنا لله وإنا إليه راجعون

كان الله في عون إخواننا في فلسطين عامة وفي غزة خاصة

نسأل الله تعالى أن يفك أسرهم ويرحم شهدائهم ويحرر أرضهم.

شكر الله سعيكم

محبكم:

محمد المالكي

ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[14 - 01 - 2009, 10:35 م]ـ

أخي عادل:

وكما يقال (أنكأت الجرح)

تحرُمُ الأحلامُ في أرضٍ ذليلةْ!!

لاعييت ولا فض فوك

ـ[عادل بن أحمد باناعمة]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 03:53 ص]ـ

ولا فضّ فوك ياقلم الخاطر.

وصدقت أخي منصور .. فإن أشعة النور تخترق سدف الظلام وما يعشى عنها إلا كليل البصيرة.

وشكر الله لمن علق من لإخوة والأخواتِ .. وقد تذكرتُ قصيدةً أخرى كتبتها في الطفلةِ (إيمان حجّو) التي كانت أصغر طفلة فلسطينية يقتلها الصهاينة المجرمون .. أما اليوم .. في غزة .. فقد قتلت حتى الأجنة في بطون أمهاتها!!

ولعلي أفردها في موضوع مستقل.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير