تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باسمك اللهم/ ومن المناقشة ينبثق النور، ولعيون أبي طارق، ومن أجل الفائدة لي ولمن أراد، ومن أجل منهجي في استثمار ما يقال عن هذه القصيدة أو غيرها مما كان لي أو لغيري استثمارا أريده أن يزيد في معلوماتي، ومن أراد، آخذا بعين الاعتبار قوله تعالى {وفوق كل ذي علم عليم} وقول أبي نواس:

فقل لمن يدّعي في العلم فلسفة = حفظت شيئا وغابت عنك أشياء

وهذا البيت أوجهه لنفسي، فإلى ألله أشكو ضعف قوتي وقلّة حيلتي وهواني على الناس، ولا أوجهه لك أخي/ الجبلي، لأسباب لا أصرح بها الآن.

هذا، وبعيدا عن الردح الذي لا أحسنه، سأتناول بعض ما جاء في ردّك مما قد يكون في التعليق عليه فائدة:

قلت يا رعاك الله: [وجواب لولا هو كانوا , فأين اللام؟ جوابها ماض مثبت يريد لاما حرمته قوة شعركم منها , لتعود وتثبتها في المعطوف على جواب لولا (لحاولوا)]

وأقول بعيدا عن القصيدة: جاء جواب لولا منفيا بلم، ومنفيا بما، وفي موضع واحد بلا = حسب ما تيسر لي =

$ - فإذا كان النافي (لم) لم يقترن باللام، ولا يستقيم ولا يستساغ اقترانهما البتة، ومنه:

- الحديث: قول عبد الرحمن بن الحارث لأبي هريرة "إني ذاكرٌ لك، أمرا ولولا مروان أقسم عليّ فيه لم أذكره"

- قول عمر بن أبي ربيعة:

أَوْمَتْ بعينيها من الهودجِ = لولاك في ذا العام لم أَحْجُجِ

- قول عمرو بن العاص رضي الله عنه:

أتطمع فينا مَنْ أراق دماءنا = ولولاك لم يعرض لأحسابنا حَسَنْ

- وقول جرير:

ألستم لئاماً إذْ ترومون جاركم = ولولاهمُ لم تدفعوا كفَّ لامسِ

$ - فإن كان جواب لولا منفيا، والنافي (ما): فقد وردت اللام مقرونة بما قليلا، ومن ذلك:

قال حسان:

لولا النبيُّ وقولُ الحقِّ مَغْضبةٌ = لما تركتُ لكم أُنْثى ولا ذَكَرا

وقال عنترة:

وَلَولا صارِمي وَسِنانُ رُمحي = لَما رَفَعَت بَنو عَبسٍ عِمادا

وَلَولا فَتاةٌ في الخِيامِ مُقيمَةٌ = لَما اختَرتُ قُربَ الدارِ يَوماً عَلى البُعدِ

وَلَولا سِناني وَالحُسامُ وَهِمَّتي = لَما ذُكِرَت عَبسٌ وَلا نالَها فَخْرُ

قال قيس بن ذريح:

ولولا رجاءُ القلب أن تَعْطِف النّوى = لما حمَلَتْهُ بينهُنَّ الأضالِعُ

قول جرير بن عطية الخطَفَى، (الديوان 15)

ولولا فضل نائله علينا = لمَا أحيا بنيّ ولا تِلادي

حافظ إبراهيم (1351هـ):

عابوا سكوتي ولولاه لمَا نطقوا = ولا جَرَتْ خَيْلُهم شَوْطاً بميدانِ

$ - وكثيرا غير مقرون:

قال: لولاك ما صمنا ولا صلَّيْنا

والله لولا الله ما اهتدينا = ولا تصدقنا ولا صلينا

وقول الشاعر:

خليليَّ إنّ العامريَّ لغارمُ = ولولاه ما قلّت لديّ الدراهمُ

وقول علي بن أبي طالب (31) رضي الله عنه:

عيناك قد دلتا عيناي منك على = أشياء لولاهما ما كنت تبديها

$ - أما إذا كان النافي (لا) كما لو قلنا: لولا محمد (صلى الله عليه وسلم) لا كان دين ولا يقين، فلم يمر عليّ أسلوب كهذا (ربما لقلّة اطلاعي) = إلا ماكنت أحفظه من الأثر (لولاك لا صمنا ولا صلّينا) وتبين لي بعد ذلك أن الرواية هي (ما صمنا) = وقول مجنون ليلى:

أَبُوسُ تُرابَ رِجلك يا لويْلَى = ولولا ذاك لا أُدْعى مُصابا

وأظنه مصنوعا عليه.

ولو صحّ عربية = وأظنه كذلك مستأنسا بعطف المنفي بلا على المنفي بما في قوله:

(والله لولا الله ما اهتدينا = ولا تصدقنا ولا صلينا) وفي نحوه، ومن قواعدهم أن المعطوف على الجواب جواب = (انتهت المعترضة، وعودة) فإن اقتران اللام بلا ممتنع كامتناعه مع لم، دونه خرط القتاد.

هذا فإذا جئنا إلى ما ذكرتَه = رعاك الله = من أنّ لولا في القصيدة: (جوابها ماض مثبت يريد لاما حرمته قوة شعركم منها).

فأقول معتضدا أدلة كثيرة:

$ - جواب لولا المثبت يقترن باللام كثيرا، وشواهده لا حصر لها، ومع هذا فقد خلا من اللام كثيرا أيضا، وشواهد ذلك كثيرة تصعب على الحصر، منها:

1 - قال زهير:

لَوْلا ابنُ وَرْقاءَ والمَجدُ التّليدُ له = كانوا قليلاً، فما عزّوا، وما كثروا

2 - وقال عنترة:

وكذا سباعُ البرّ لولا شرُّها = دارت بها في الغاب غِرْبان الفَلا

3 - وقال النابغة الذبياني:

لولا بنو عوف ابن بقشة أصبحت = بالنعف أمّ بني أبيك عقيما

4 - قول عبيد بن الأبرص:

وركضك لولاه لقيت الذي لقوا = فذاك الذي أنجاك مما هنالكا

5 - العباس بن مرداس:

معي ابنا صُرَيمٍ دارعان كلاهما = وعُرْوَةُ لولاهمْ لَقِيْتُ الدَّهارسا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير