تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عام الفيل]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 10:19 م]ـ

4))) .. !

وفجأة ومن غير مقدمات .. يقطع حديثي مع نفسي صوت مزمجر .. !

.. باب الغرفة (التوعية الإسلامية) المقفل يدفعه رجل بشدة وبقوة .. جعل كل نشاطه وقوته في هذا الباب الحديدي .. ! يضربه ضربا شديدا .. !

يكاد ينزعه من مكانه .. !! ويكاد يجعله قسمين .. ! لا ثالث لهما ..

وكعادة الملقوف أيمن يسأل بكل برودة من هناك؟

افتح يا طالب .. الله يفتح رأسك .. !

الطلاب وبصوت واحد .. إنه الوكيل: ياسر .. !!

قفز (ونطّ) ليفتح الباب على عجل .. ومن غير أن يأذن له الأستاذ فهد

-افتح يا ولد بسرعة .. افتحوووووا ..

أيمن الملقوف: حسنا يا أستاذ ياسر .. ها أنا في طريقي إلى الباب ..

الوكيل: افتح يا أيمن الله يفتح رأسك .. يرد أيمن وبصوت منخفض جدا لا يسمعه إلا من حوله .. الله يفتح رأسك أنت .. !! (وش جابك.؟) .. يضحك من سمعه حتى غابت الضحكة عندما اقترب أيمن أكثر إلى الباب ..

تبا لهذا الملقوف أيمن .. كيف يتجرأ وينطق بهذا الكلام ..

دقات قلبي تتراقص مع علو وانخفاض صوت هذا الوكيل .. الأستاذ ياسر ..

يكاد ينفجر جسده من علو صوته .. فصوته عن ألف رجل .. ! أو يزيد .. !

يزمجر .. ويرعد ويزبد .. كأنه منذر جيش .. لو ترى عينيه الحمراوتين كأنها قطعة من نار المجوس ..

بيده عصا تذكرك بدرة عمر .. فكم ضحّى بها طالبا .. وكم دفن تحتها تلميذا .. وكم مزقت كف مهملا كسولا .. وكم أوجعت مشاغبا .. وكم نصرت مظلوما .. ولكم أيضا قهرت مظلوما من أمثالي ..

يا ويح لامست جلده تلك الجلاّدة ..

افتح بسرعة يا أيمن .. الله يأخذ وجهك .. استعجل .. (صوته يدوي بأرجاء المدرسة) .. وما إن لمس أيمن مفتاح الباب .. حتى اندفع الجرم الحديدي الذي كاد أن يطير بوجه أيمن .. ارتدّ إلى الحائط .. التصق الباب بالجدار .. وفي رواية كويتية (الطوفة).!

ومن غير سلام ولا حتى اهتمام ..

أستاذ ياسر: ساعة (عشان) تفتح الباب يا أيمن .. عمى بشكلك ..

تعال إلى هنا .. وضربه على مؤخرته ضربة لو وزعت على طلاب المدرسة لأبكتهم .. ولو قسّمت على تلاميذ التوعية الإسلامية لأهلكتهم .. !

أحس بها ..

أصبح صديقي أيمن هو الطعمة لهذا المفترس ..

لم يتحمل أيمن تلك اللكمة .. أو إن شئت قل القنبلة ..

إرهاب ينسيك العمليات الإرهابية برمتها .. !

بكى أيمن .. لا والله بل صاااح .. لا والله بل .. بل امممم .. لا ادري ماذا أقول لكم .. رمى ببدنه على الأرض .. يصيح من ألم العصا .. لو أبصر حاله عدوا لرحمه .. فكيف بأستاذه ..

أتذكرون بعض جرحى غزة في شاشات الجزيرة .. ربما قريبة منها .. ! أو هي بعينها .. بل هي بعينها .. صدقوني .. !

صديقي أيمن الضحوك البسّام المرح .. يصيح أمامي كالطفل ..

تبا للمعلم الإرهابي ..

لا أخفيكم .. فكم أنا حاقد على هذا الملقوف أيمن لم أوقعني في مواقف محرجة ومربكة .. إلا أني أجد نفسي متعاطفة معه بشكل غير طبيعي ..

تمنيت أن لو قطعت يد هذا الوكيل القاسي الذي يخلو من قلب بشري ..

ما أجرمه .. !

الأستاذ ياسر: ليه ما طلعتوا لفصولكم .. ما شاء الله عليكم .. وش مجمعكم هنا .. ما سمعتم الجرس .. وبدأت خطبة التوبيخ .. والتشميت ..

وأظنه لم ينتبه لوجود الأستاذ فهد لهدوئه ولسمته .. وقد يكون لتعقله ..

ثار الأستاذ فهد ثورة عجيبة محاطة بالحكمة والأدب ..

ما بك يا أستاذ ياسر .. ألا تراني هنا؟ ..

ولم تضرب أيمن بهذه القسوة؟ .. ألا تعرف أن الوزارة تمنع هذا السلوك .. ألا تتق الله في نفسك .. دائما تعاملنا بطريقة عجيبة .. وكأن المدرسة لا يوجد بها سوى طلاب التوعية ..

أرجوك اخرج من هنا واتجه إلى المدير وهناك سنتفاهم معا ..

فكل الحلول يبدو ما عادت تجدي معك ..

الأستاذ ياسر: (وبصوت عالي جدا) ومن أنت حتى تخالف النظام؟

الآن .. وعلى كل طالب يدخل فصله؟ وتراكم أزعجتمونا .. !! يا المطاوعة يا الإرهابية .. !!!!

(حديث يدور في نفس خالد) إرهابية .. من هم الإرهابية .. وهل أنا معهم الآن .. ؟ فكم قتلوا.؟ وكم يتموا.؟ وكم دمروا.؟ وكم أبادوا.؟ وكم خربوا.؟ وكم فجروا.؟ وبدأ يعيد الصور التي في ذهنه من أعمالهم التخريبية .. وتفجيراتهم الإجرامية .. وأقوالهم التكفيرية ..

لا .. لا .. لا أظن أن هؤلاء إرهابيون .. قد يكونون .. لا .. لا أظن .. !

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير