تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عام الفيل]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 10:22 م]ـ

المدير في معمل الحاسب الآلي في الدور الثاني يطّلع على الأجهزة الحاسوبية الجديدة مع العامل (البنغالي) والمدرس المصري ..

هشام المصري: بص حزرتك .. هي الأقهزة عاوزه متابعة يومية .. حتى تبئئ زي العسل ..

المدير: احرص عليها يا أستاذ هشام أول بأول .. فأنت من سيكون المسئول الأول والأخير عليها .. فهي تحت مسئوليتك .. فاحذر من عبث الطلاب ..

البنغالي يرفع رأسه بعد أن انتهى من صيانة الحاسب الأخير: شوف مدير هذا كل جهاز جاهز .. أنا يركب كل شيء ميه ميه.

والله مدري عنك يا البنغالي .. الله يستر لا تسرقنا بس (المدير يسر في أذن الأستاذ هشام) ..

الأستاذ هشام: هههههههههههه ههههههههه خخخخخ خخخخ

انتهت الضحكة ..

وخلال لحظات لا تُحسب بالساعات الألمانية ..

خرقت أذن المدير موجة صوت عالية جدا .. تناديه باسمه .. يا أستاذ حسااااااام .. يا أستاذ حساااااااام .. أين أنت؟؟ صوت متقاطع .. يا أستاذ حسااام ..

نهض المدير من مكانه بسرعة البرق ..

كوب الشاي سقط على الأرض .. ولم يتكسر طبعا .. لأنه ورقي ..

الكرسي انقلب على ظهره .. أوراق الطابعة تناثرت ..

دواة الحبر الجديدة في المعمل الجديد تدحرجت ولوّنت البساط .. باللون الهلالي ..

البنغالي انتفض من يده السكروب الأصفر .. والشاكوش الصغير ..

المصري يردد ربي يستر .. ربي يستر ..

خرج المدير إلى الممر القريب من المعمل .. ويده على قلبه .. خلفه الأستاذ هشام يجري: ربنا يستر .. ربنا يستر ..

البنغالي داخل المعمل لم يخرج (خائف) .. !

المدير .. ضرب الباب برجله .. حتى يُمهد له الطريق .. قلبه يخبره بأن هناك أمرا قد حصل ..

فالصوت فيه إشارات لوجود كارثة .. يحدث نفسه وهو يركض: ربما يكون هناك حريق .. أو ربما يكون هناك اختناقا .. أو جرما عظيما ..

تفاجأ عندما أطلق المدير بصره إلى أرجاء مدرسته .. بأمواج الطلاب .. وتجمع المعلمين ..

يسأل نفسه:

من أخرج هؤلاء من فصولهم.؟

ولم خرجوا.؟ ومن أذن لهم.؟

هناك كارثة ..

يا أستاذ حسااااام انزل إلى هنا بسرعة .. (صوت الأستاذ عادل من الأسفل) ..

وبطرفة عين المدير في وسط ذلك الزحام .. وبين جموع الطلاب .. يركض نحو زميله عادل ..

ما الأمر ..

الطلاب: هناك طالب يصيح وربما يتشنج بيدي الأستاذ عادل ..

يتشنج!!

ركض المدير .. !

...

.. وكلما جاوز المدير الصفوف كلما اقتربت من أذنيه همهمات الطفل وهو يردد يا مدير .. يا مدير ..

أحاط الخوف بالمدير حسام .. امتلأت خلايا جسده بالرهبة ..

ما به ..

اختطف الأستاذ حسام الطفل من أحضان الأستاذ عادل .. ولمّه بيديه ..

ما بك يا بنيّ .. ؟

ما بك؟

الطفل لا يملك سوى هاتين الكلمتين يا مدير .. يا مدير ..

وبدأ المدير يعطي الأوامر القيادية ..

أحضروا الماء البارد .. اتصلوا بالإسعاف .. أخبروا الأستاذ الشيخ فهد ليأتي ويرقي على ولدنا ..

لا حول ولا قوة إلا بالله ..

يا أستاذ هشام أخبر الوكيل ياسر ليتصل بسرعة على المستوصف المجاور فالطالب في حالة يرثى لها ..

الطالب الصغير ما زال يئن في أحضان مديره ..

بدأ يلهج باسم الأستاذ ياسر والأستاذ فهد .. فرح المدير ظن أن الطفل يريد الأستاذين ..

فقال للأستاذ عادل لو تكرمت يا أستاذ لو أخبرت الوكيل والشيخ فهد أن يحضروا إلى هنا على عجل أرجوووك.

انطلق الأستاذ عادل يبحث عن الأستاذين ..

أين أجدهما.؟ أين مكانهما الآن.؟

يا طلاب ابحثوا معي عن الأستاذين بسرعة .. يا الله يا شباب ..

أنا سأذهب إلى التوعية لعلي أجد الشيخ فهد وأنتم انصرفوا إلى غرفة الوكيل فوق .. هيا ..

يسير الأستاذ عادل إلى غرفة التوعية .. بنفسه صابرة .. ثباته العجيب ..

يمسح عرق جبينه بشماغة الحمراء المسدلة على متنه ..

نفس عميق ااهاااااااااااااهاااااااااااه اه

يردد وهو في طريقه إلى التوعية الإسلامية لا حول ولا قوة إلا بالله ..

بينه وبين التوعية أمتار تعد على أصابع اليد اليمنى .. خطوات واقترب إلى حيث يريد .. يسمع صراخ شديد .. أصوات ترتفع .. تعلو .. ألفاظ غريبة .. تهديدات .. اتهامات .. شتائم ..

يا مطوع .. يا ليبرالي .. يا عميل .. يا إرهابي ..

ماذا؟؟ أيعقل ذلك.؟

الأستاذ ياسر والشيخ فهد!!

علامات التعجب كلها خرجت فوق رأس المربي: عادل ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير