الطبيب: "إن شاء الله ستخرج وتقاتلهم وتهزمهم، أمة فيها عمار وأمثاله لن تهزم بعون الله "
الطبيب: "عليك بالراحة التامة , كي تستطيع أن تشارك في المعركة البرية، فلا أعتقد أنها ستبدأ قبل أسبوع أو عشرة أيام، فهم متخوفون من الهزيمة ولا يحتملون الخسائر البشرية لأنهم جبناء، هيا استرح ولا تفكر بشيء "
عمار: "لا عليك يا دكتور"
الطبيب:" نادني (عادل) لقد أصبحنا أصدقاء بل إخوة يا عمار"
عمار يبكي ويجهش في البكاء ..
الطبيب: "ما بك أخي عمار؟ "
عمار وهو يبكي:" لقد تذكرت أخي عادلاً ... لقد استشهد هذا اليوم"
الطبيب:" نحن أناس مؤمنون يا عمار، ألا تذكر قول الله تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)؟ صدق الله العظيم .. أخوك لم يمت يا عمار، نحن الأموات إلى أن يتقبلنا الله شهداء بإذنه تعالى "
عمار:" ونعم بالله يا دكتور ونعم بالله، أرجو ذلك."
الطبيب: "ماذا قلنا؟ ... قل أخي عادل (عااااااااااادل) "
عمار:" أخي عادل أخي عادل، لا تقلق أخي (عادل)، لا أريد أن آخذ من وقتك الثمين .. هيا اذهب وساعد الجرحى والمرضى"
الطبيب:"في أمان الله .. سأراك فيما بعد إن شاء الله، سوف أمر عليك باستمرار، إلى أن تخرج للجهاد في سبيل الله، وتعود سالماً غانماً، وسنظل أصدقاء بإذن الله، بعد النصر المبين " ..
عمار:"إن شاء الله، في أمان الله أخي (عادل) في أمان الله "
ويذهب الطبيب ...
عمار يحدث نفسه:" لابد أن صديقي أحمد قلق عليّ بعد سماع أخبار القصف الصهيوني، يجب أن أكلمه وأطمئنه"
عمار يخرج هاتفه النقال .. ويحاول أن يكلم صديقه أحمد في الخليل، لكنه لم يستطع لأن الشبكة مشغولة بسبب الضغط الشديد عليها .. ويظل يحاول ويحاول لمدة تزيد عن الساعة ..
يأتي أحد الممرضين ويطلب منه أن لا يرهق نفسه، وينبهه بأن ذلك خطر على حياته ...
يرن جرس الهاتف، ينظر عمار للهاتف وإذ به أحمد صديقه ..
عمار بصوت منخفض يبدو عليه العناء والإرهاق:" السلام عليكم كيف حالك يا أحمد؟ "
أحمد: "كيف حالك أنت أخي (عمار)، هل أنت بخير؟؟ "
عمار:" الحمد لله بخير، لقد حاولت الاتصال بك مراراً دون جدوى فالشبكة مضغوطة جداً بسبب الأحداث "
أحمد:" الحمد لله على سلامتك، لكنني أحس أنك لست على ما يرام "
عمار: "أنا بخير والحمد لله .. لم يـ ............. " وينقطع الاتصال ...
يأتي الدكتور عادل ويأخذ الهاتف النقال من عمار وينصحه بألا يرهق نفسه بالحديث عبر الهاتف .. ويذهب ..
يتصل أحمد مرة أخرى ويدق جرس الهاتف وهو مع الدكتور عادل ...
يرد الطبيب:" السلام عليكم "
أحمد:" وعليكم السلام .. أليس هذا هاتف عمار!!؟ من أنت؟ "
الطبيب:" نعم هو هاتف عمار وأنا الدكتور عادل"
أحمد: "من الدكتور عادل؟ "
الطبيب: "أنا الطبيب المسؤول عن علاج عمار"
أحمد: "عمار!!!؟ ما به، ماذا حدث له؟ "
الطبيب: "ألا تعلم أنه قد أصيب؟؟ ألست أخاه؟ "
أحمد بقلق شديد وقد تغيرت نبرة صوته:" نعم أنا أخوه، صديقه أحمد من الخليل، عمار أصيب!!؟ كيف وأين ولماذا؟ "
الطبيب: "عمار أصيب إصابة بسيطة في الهجوم الجوي، اطمئن هو بخير، اعذرني مع السلامة " ويفصل الاتصال ويغلق الهاتف ..
...................................................................................
الأحد 28 – 12 – 2008 ........... الساعة السابعة صباحاً
مدينة الخليل
أحمد ينظم مظاهرة طلابية في مدينة الخليل ..
الصهاينة يطلبون من الأمن الوطني الفلسطيني أن ينسحب من مدينة الخليل ..
تُنفذ الأوامر بدقة وأمانة متناهية
تتصدى القوات الصهيونية للمظاهرة وتطلق على المتظاهرين نيران حقدها
http://www2.0zz0.com/2009/02/09/23/328004143.jpg (http://www.0zz0.com)
يصاب أحمد برصاصة في رأسه وينقل إلى المشفى
..................................................................................
في ذات اليوم الأحد قطاع غزة 28 – 12 – 2008 ... يتم تشييع جثامين الشهداء في جميع مدن القطاع ..... جنازات جماعية كل مجموعة شهداء في مدينتهم ..
http://www2.0zz0.com/2009/02/09/23/282163494.jpg (http://www.0zz0.com)
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/9/09/tevxo32fh.jpg/jpg (http://up1.m5zn.com)
انتهت الحلقة الثانية
يتبع بمشيئة الله
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 07:21 ص]ـ
إن كانوا قد قضوا على عادل، فلا ولن يقضوا على القضية العادلة، وسينهض بها عمار، وتستمر قوافل الشهداء، ولن تقهر أمة فيها أمثال هؤلاء.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 08:18 ص]ـ
تاريخنا الحديث من غزة مبدؤه وسيكون عند النصر على الطواغيت منتهاه!
بوركت أخي الحبيب رعد على الوصف الدقيق.
ـ[الوافية]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 09:33 ص]ـ
كانت حروفك كافية لنقل المأساة أخي رعد، ليتك لم تشفعها بالصور!
نصركم الله على أعداء الأمة،وخفف مآسيكم وضمد جراحكم، وغفر لشهدائكم وعافى جرحاكم، وسلمكم من كل سوء.
¥