عمار:" أخاف أن تبدأ الحرب البرية قبل عودتي!! "
أبو محمد:" على الأغلب لن تبدأ هذا اليوم، فالأرض موحلة جداً ولا تستطيع دبابات (المركافاه) الثقيلة أن تتقدم فيها"
أبو محمد يتكلم مع أبي مصعب بواسطة اللاسلكي ويشرح له الوضع ويخبره بأنه سيسرح عمار لمدة يوم واحد.
أبو محمد لعمار:" هيا اذهب، معك يومٌ كاملٌ , لا تعد قبل أن تجد لهم المأوى الآمن، هيا انصرف"
يذهب عمار لمنزله فيجد والدته وأخواته عند جيرانهم
الأم تتفاجأ بعمار وتبكي ..
عمار: "لا تبكي يا أماه، عدي وعائد بخير وها أنذا أمامك"
الأم:" دموع الفرحة يا عمار،لقد ذهبت للمشفى فلم أجدك وقال لي الجيران بأنك جئت هذا الصباح بعد أن قصف البيت ثم ذهبت، سألت عنك في كل مكان فلم أجدك يا ولدي، كان عليك أن تطمئن أمك يا عمار"
عمار:" أمي، لا وقت للدموع أنا بخير، هيا سآخذك أنت وأخواتي لبيت عمي في رفح"
الأم: "لقد جاء عمك ليأخذنا لبيته في رفح، وعندما علم بما حدث لك ذهب يبحث عنك ولم يعد حتى الآن "
بعد قليل يصل عمه فيجده أمامه:" الحمد لله على سلامتك" ويؤنبه: "أين كنت، كيف تترك والدتك وأخواتك وحدهن؟ هيا تعالوا معي لرفح قد يكون الحال هناك أفضل وآمن بعض الشيء"
ويأخذهم معه لبيته المتاخم للحدود مع مصر في مدينة رفح ..
يصلون مدينة رفح بشق الأنفس لصعوبة الطرق التي قصف معظمها، حيث يلجؤون لطرق ترابية في بعض المناطق، يصلون وقد أرخى الليل سدوله (بعد صلاة العشاء) ..
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/13/11/3uace1udy.jpg/jpg (http://up1.m5zn.com)
يحاول عمار العودة بعد أن اطمأن على والدته وأخواته وأزاح عن كاهله عبئاً كان يثقله، وأحس بأنه قد تفرغ للجهاد ..
عمه:" ويحك، لن تجد مواصلات الآن، ستبيت معنا الليلة و"الصباح رباح"
عمار:" أين صلاح وباسل؟ "
عمه: "وأين تعتقدهما؟؟ "
عمار: "مرابطان؟ "
عمه:" وهل يوجد شباب لا يرابطون غير بعض المتخاذلين أتباع .. ؟؟ "
عمار: "أنا آسف، لقد سهوت"
عمه: "هيا اذهب للفراش لقد تأخرت، لا تنس بأنك ستعود لترابط في "جباليا" صباحاً"
يذهب عمار وينام في فراش ابن عمه باسل الذي يماثله في السن ..
عمه يوقظه لصلاة الفجر .. ويذهبان معاً للمسجد ..
بعد أداء الصلاة يلقي الشيخ درساً عن الجهاد وفضله ..
يقف شاب ويقاطع الشيخ بلكنة مصرية:" أريد أن أجاهد معكم، أرجوكم أن تساعدوني؟؟ لقد قطعت الحدود من ثغرة أحدثها قصف الطائرات الصهيونية"
يندهش الحضور ويندهش عمار!
يقف عمار ويأخذ الشاب خارج المسجد ...
عمار:" أخي هل أنت مصري؟ "
الشاب:" نعم أنا مصري، أخوك في الله خالد"
عمار:" أخي (خالد)، من الصعب عليك الجهاد هنا، فأنت لا تعرف المنطقة، نحن لا نحارب حرباً نظامية، حربنا هي حرب عصابات، إن لم تعرف المنطقة جيداً ستقع فريسة سهلة للصهاينة، قد لا تستوعب ما أقول، لكن تجاربنا تقول ذلك، إن الله يعلم أنك جئت للجهاد، وقد كتبه لك إن شاء الله"
خالد: "أريد أن أستشهد"
عمار:" أخي لا نريد أن نكون فقط فريسة للعدو ولو بالشهادة، لا نريده أن يوقع فينا خسائر مجانية أخي (خالد) .. كما أن قادة الميادين لا يلحقون بهم إلا المعروف لديهم ويشترط أن يكون من سكان المنطقة، لضمان سلامة المجاهد، حيث أنه يعرف منطقته فلا يقع في الأخطاء التي قد تجعله فريسة للصهاينة"
يخرج عم عمار من المسجد ويطلب من خالد أن يأتي معهم لبيته، ويستضيفه.
عمار:" عمي سأعود للجبهة، خالد أمانة في عنقك"
العم يبتسم:" لا عليك يا عمار، خالد بمنزلة ابني"
ينطلق عمار بعد أن يودع عمه ووالدته وأخواته وزوجة عمه وأبناء وبنات عمه الصغار ..
......................................................................................
30 – 12 – 2008 الساعة التاسعة صباحاً
يصل عمار بشق الأنفس إلى موقعه في (جباليا) شمال غزة ..
يقابله أبو محمد:" أهلاً أهلاً أخي أبا ياسر .. هل كل شيء على ما يرام إن شاء الله؟ "
عمار: "الحمد لله لقد أخذهن عمي معه لبيته في رفح"
أبو محمد:" الحمد لله،هكذا تستطيع أن تتفرغ للجهاد وأنت مطمئن"
عمار:" ألا يوجد أخبار جديدة؟ "
أبو محمد:" لقد تم إطلاق أكثر من 30 صاروخاً على المغتصبات حتى الآن "
"وقد وصلنا هذا الخبر الآن:
¥