أبو حمزة:" المرحلة الثانية باختصار هي جعلهم يُستدرجون للمناطق السكنية ليلتحموا مع إخواننا المقاومين هناك ثم يتم الانقضاض عليهم من الخلف"
عمار متبسماً باستغراب:" وهل سننقض نحن الاثنان عليهم من الخلف؟!! "
أبو حمزة:" إطلاق رصاصة واحدة عليهم من الخلف قد يزعزع صفوفهم بل سوف يزعزعهم بالتأكيد، وهل تعتقد أنه لا يوجد غيرنا هنا؟ "
عمار:" أيوجد غيرنا هنا!!!؟ ولماذا لم نرهم ولم نحس بهم؟ "
أبو حمزة:" نعم يوجد إن بقوا أحياء، .. أما لماذا لم نرهم فهي مسألة بديهية ... لو كنا رأيناهم أو أحسسنا بهم، لكان من السهل أن يرانا ويراهم الصهاينة .. فكل مجموعة تعمل منفصلة عن الأخرى .. وكل مجموعة لديها تعليمات بأن كل من يظهر لك أثناء المعركة هو عدوك .. فكثيراً ما يتوغل الصهاينة متنكرين بزي المقاومة أو المواطنين العرب العاديين .. ويطلق عليهم (المستعربون , أو القوات المستعربة) ".
عمار:" نعم، نعم أخي أبا حمزة سمعت عن هذه القوات كثيراً لكنني لم أرهم .. وسمعت أنهم كانوا يتسللون للمناطق السكنية بزي عربي لاغتيال المقاومين".
أبو حمزة:" أنصت أخي أبا ياسر .. أعتقد أن القوات الراجلة تتقدم، اسمع، كأن قطيعاً من أغنام يمر من هنا" ..
عمار:" قطيعاً من الخنازير" ..
أبو حمزة يضحك بصوت منخفض:" نعم نعم، قطيعاً من الخنازير .. هاقد بدأت الدبابات تتحرك .. بعد قليل ستصبح هذه القوات في الجانب الآخر وعندما يبتعدون مائة متر سنبدأ بقنصهم من الخلف" ..
عمار: "هذا فرصتنا لنوقع فيهم خسائر كبيرة .. فلنستخدم المدافع الرشاشة " ..
أبو حمزة:" بهذه الطريقة سنهلك لا محال .. دعنا نقنصهم من الخلف عند بدء اشتباكهم مع إخواننا المجاهدين، فتتفرق صفوفهم ويفقدون أعصابهم، فينقض عليهم إخواننا وقد يوقعون فيهم خسائر أكبر من التي سنوقعها نحن" ..
عمار:" لكنني لا أعتقد أنهم سيغامرون في الاشتباك المباشر معهم .. ولا أظنهم سيتقدمون أكثر من مائة متر" ..
أبو حمزة:"عظيم يا عمار لقد أصبحت محللاً عسكرياً، هذا متوقع جداً فهم لم يتقدموا خلال الخمسة عشر يوماً السابقة أكثر من خمسين متراً حرصاً على حياتهم .. لكنهم إن أحسوا بالأمان فسوف يتقدمون .. فإخوتنا في الخلف لن يطلقوا النار إلا في حال تيقنهم بأنهم وقعوا في شرك التقدم بلا عودة إلا على النقالات"
عمار: "إنهم يتقدمون بسرعة لقد اختفى صوت القطيع (قطيع الخنازير) "
أبو حمزة:" أعتقد أنهم توقفوا .. أعطني المنظار الليلي" ..
عمار يحضر منظاراً ليلياً ويعطيه أباحمزة ..
أبو حمزة ينظر للخارج بواسطة المنظار الليلي:" ها ها .. لقد استرخوا واستلقوا على الأرض" ..
http://www11.0zz0.com/2009/05/06/21/630923281.jpg (http://www.0zz0.com)
بدأت الدبابات في إطلاق القذائف على الأماكن السكنية ..
عمار ينظر للخارج ويرى ما يحدث:" أخي أبا حمزة لا أستطيع الانتظار مكتوف اليدين" ..
http://www11.0zz0.com/2009/05/06/21/782802620.jpg (http://www.0zz0.com)
أبو حمزة: "وما بوسعك أن تفعل!!؟ هل ستبدأ بقنصهم؟ "
عمار:" لا، أفكر بأن نخرج من هنا ونحصد ما نستطيع حصده منهم، فكل قذيفة يطلقونها بالتأكيد تقتل عدداً من أهلنا المدنيين نساءً وأطفالاً"
أبو حمزة:" أخي أبا ياسر نحن ننفذ خطة، لا تدع العاطفة تغلبك .. قد نستطيع أن نقتل منهم عدداً كبيراً، لكننا سنفقد سلاح الإزعاج" ..
عمار:" ماذا تقصد بسلاح الإزعاج؟ "
أبو حمزة:" أقصد أننا لو خرجنا لهم وقتلنا منهم ما قتلنا سوف نقتل بالتأكيد، وهذا سيخلصهم من عقدة الخوف من الخلف .. فخوفهم من الخلف يجعلهم لا يشعرون بالأمان مما يجعلهم أكثر عرضة للخسائر من الناحية الأمامية .. أخي عمار: يجب أن تعلم أن هناك خسائر منظورة تستطيع رؤيتها وهناك خسائر غير منظورة قد لا تراها ولكنها أشد وقعاً عليهم .. عموماً: إن استمروا هكذا للصباح فسوف ننقض عليهم إن شاء الله ونقتل منهم من نقتل ولا يهم إن قتلنا، سنحاول أن يكون ثمن موتنا كبيراً ما استطعنا إن شاء الله .. فلن يجدي الانتظار إن لم يتقدموا" ..
عمار:" وماذا سنعمل طيلة الليل؟ فما زلنا في أوله، هل سنبدأ في قنص الجنود؟ ".
¥