ـ[الباز]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 12:48 م]ـ
اعذروني ولكني لم أستسغ "حتى الذئب يخشى إن عصانا". لم أجد لها مدخلا.
نحوا: أظن أن "إنْ" ضعيفة والأصح "إذا" زيادة في التحقيق.
ومعنى: من طبع الذئب أن يخشى البشر, وهو على حد علمي لا يهاجمه مفردا بل في جماعات, وإذا هاجمه فإنه يهاجم قطيعة عادة فيخطف الماشية ويهرب. ويخشى الصياد ولا يقرب التجمعات السكنية إلا ليلا خلسة. ولذلك فطبع الخشية في الذئب موجود, هذا إذا قلنا أن ما في الذئب "خشية", بل هو خوف غريزي.
ونسبة المعصية إلى ضمير المتكلم الجمع لا أراها مؤدية للمعنى المراد, لأنك جعلتنا بطاشين لكل من يعصينا, في حين أن المعصية المعنية هنا هي لله, وفرق بين أن يخشانا من يعصينا وبين أن يخشانا من يعصي الله, لأن الأولى ربما تصل بنا إلى الظلم, فمعصية العبد في طاعة الخالق أمر مطلوب, أما الخوف من العبد المنفذ لأمر الله في من عصاه فهذه من مستلزمات السلطة التنفيذية في الدولة الإسلامية, فالمنفذ لأمر الله لا يُخشى لذاته, بل للعدل والحق الذي ينفذه, فعمر الفاروق رضي الله عنه لم يكن في ذاته مخشيا, وإنما خيف من السلطة التي وضعت في يديه فنفذ بها أمر الله تعالى.
لو قلت:
نشرنا في المدى\الورى حقا وعدلا = يخاف الذئب منه إذا عصانا
لاقتربت من المعنى المراد.
والله تعالى أعلم.
نقدي خطأ ربما يحتمل صوابا.
أخي الحبيب الأستاذ ضاد
ألف شكر لمرورك العطر الجميل ..
جميل ما تفضلت به من نقد و توضيح
أعتز بمثل هذا المرور الكريم و النقد الأريب ..
و أرجو أن تسمح لي بتوضيح وجهة نظري باختصار ..
(يظهر أن في البيت قصورا إذ لم يرق لمستوى أذواقكم
وعزائي و شفيعي عندكم هو أن القصيدة عمرها أكثر من 15 سنة:))
بالنسبة ل: إن و إذا:
المطلوب هنا عدم توكيد فعل العصيان ولهذا فالأنسب إنْ لأنها تفيد الشرط و الأمر (فكأنها أمر بعدم العصيان)
كما تفيد السرعة في الرد على العصيان بمجرد التفكير فيه أو ارتكابه
أما إذا فهي تفيد التباطؤ و التأخير في الرد -إن صح التعبير-
بالنسبة للذئب:
يرجى مراجعة ردودي السابقة ففيها تفصيل معنى الإشارة للذئب هنا
فالذئب فيه إشارتان تاريخيتان:
الاولى: كف الذئب عن الغنم بسبب العدل (وقد حدث ذلك في زمن عمر بن الخطاب و كذلك عمر بن عبد العزيز) ..
فالذئب حيوان لاحم والبيت لم يمنعه من ممارسة حياته الطبيعية التي جبله الله عليها لكنه يشير من خلال البيت الذي يليه بأنه يعلم أنه إن عدا (أي ظلم وتجاوز الحد -المسموح له به- في أي مكان من الارض فإنه سيلقى العقاب الرادع) .. فكأن ذلك الذئب صار يخشانا فلم يجرؤ على التعدي على أملاك المسلمين بل و لا على أملاك كل من كان يعيش في كنف الدولة الإسلامية ..
وهذه الإشارة تعني أنه إذا كان الذئب غير العاقل يخشى عصياننا فكيف بالعقلاء؟؟
الثانية: خوف الذئاب البشرية المتربصة (من منافقين و كفار وغيرهم) من مجرد التفكير في العدوان ..
و ينطبق عليها تقريبا نفس ما قلناه عن الذئب الحقيقي مع فرق بسيط هو أن خشيتهم من سطوتنا حقيقية و ليست رمزية ..
أما مسألة الخوف منا:
تقريبا قد أجبتَ بنفسك عن سؤالك ..
فالخوف منا أو خشيتنا هي خشية المنفذ لأمر الله -الذي وهبه الله هذه السلطة-
و أنت تعرف أخي ضاد أن من يخشى الله هم المؤمنون وهؤلاء قد طُوي
الحديث عنهم لأنهم يدخلون تحت باب الهدى الذي نُشر و يدخلون طبعا في السلم
باعتبارهم منفذين و ناشرين لهذا السلم ..
أما الذئاب فلو كانت تخشى الله لما كانت ذئابا (ونقصد هنا الذئاب البشرية)
فلا العدل و لا الحق يردعها عن دسائسها ومكرها فهي لا تخشى سوى القوة المادية فقط ..
كما أن خشية غيرنا منا هي هبة من الله منحها لنا لأننا كنا نستحق ذلك
وهي من سنن الله في الأرض ..
و من الاحاديث و الآيات ما يشهد لي مثل حديث تداعي الأمم علينا
حيث أشار الرسول:= إلى نزع المهابة منا:)
ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن
وكذلك آية: ترهبون به عدو الله وعدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم
(ولا تنس كذلك أخي ضاد أن هذه طبيعة الشعر ومنه قول الفرزدق:
يُغضي حَياءً وَيُغضى مِن مَهابَتِهِ**فَما يُكَلَّمُ إِلّا حينَ يَبتَسِمُ)
هذا والله أعلم
ألف شكر لك أخي ضاد هذا الفيض الكريم
و هذا التكرم بتزيين صفحتي بردكم المحبب
الذي أسعد به دائما و لا حرمنا الله إطلالتكم
تحيتي و تقديري
ـ[عبده فايز الزبيدي]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 02:51 م]ـ
الأخ الباز:
سامحك الله حين قلت عني:
أنني عمدتُ إلي أجمل بيتين عندك فغضيت من شأنهما
و ما هذه المحاورة التي تدور إلا بفضل تنبيهي لك لإعادة النظر فيهما و قد أيّد ما ذهبت إليه الأستاذ الجهالين و الأخ الضاد و لم تتهم منهم إلا أنا.
الأخ الضاد:
بخصوص قولك للباز:
(لو قلت:
نشرنا في المدى\الورى حقا وعدلا = يخاف الذئب منه إذا عصانا
لاقتربت من المعنى المراد.
والله تعالى أعلم.)
فأقول أن كلمة المدى هنا لا تخدم البيت بل تزيده غموضاً و تبعده عن ما أريد له لأنكم استخدمتم المدى بالمعنى العامي الذي انتشر بين الناس في هذا الزمن.
و إلا فالمدى تعني الغاية و تأتي غالباً مضافة نقول: مدى الحياة
و قد أحسن الشاعر في هذا العصر الحديث حين قال:
أخي جاوز الظالمون المدى=فحقّ الجهاد و حق الفدا
و بخصوص الورى فما قدمت حلاً لمسألة الذئب المختلف عليها؟
¥