ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[22 Dec 2010, 08:41 م]ـ
يقول الأخ حسين: "بل كان لا يحسن يكتب، بأبي هو وأمي ونفسي"، ولم ينفرد الأخ حسين بهذه الحجة فقد سمعناها من مختصين. فالرسول عليه السلام كان أمياً فكيف له أن يوجِّه الكُتّاب؟!!!!!! إذا كان هذا تصورهم عن رسول يؤيد بالوحي فلا شك أننا في مشكلة.
بارك الله فيك، الله - عز وجل - قادر على أن يجري ذلك على يد نبيه صل1 تعليما بالوحي، أو آية معجزة!
هذا ما لا مراء فيه أبدا، وقد أخطأتَ حين ظننت بإخوانك السوء بأنهم في غفلة عن ذلك، معاذ الله!
لكن: كيف تثبت أن ذلك وقع منه صل1 أصلا؟! بوحي كان أو معجزةً؟!
وإلا لزمك القول أيضا بأنه صل1 احترف الزراعة والصناعة والعمارة والحساب والهندسة والنجارة والحدادة، كل ذلك بالوحي! وكان هذا منك لمجرد الظن والوهم لا غير، دون دليل واحد يُثبت أن ذلك وقع منه صل1 وحصل! وهل يُنصر دين الله وكتابه بمجرد الظن؟! ولِم لا نؤمن به - إن ثبت - وقد آمنا بما هو فوق ذلك وأكبر؟! .. هذا الخطأ الأول.
أما الخطأ الثاني: فحين ظننت أني أستدل على عدم التوقيف بمجرد أميته صل1! ارجع إلى المشاركة وأعد قراءتها.
صحيح أن هذا قد يُعضد القول بعدم التوقيف، لكنه لا يصلح دليلا وحده عليه.
حتى قول عثمان رض1 للنفر القرشيين، لا يصلح وحده دليلا على عدم التوقيف!
بل يبطل القول بالتوقيف لكونه لا دليل عليه يذكر، وبأنه لم يرد عنه صل1 أنه تدخّل في عمل الكُتّاب وصنعتهم أبدا، كما لم يتدخل في صنعة الحدادين والنجارين، إذ كل هذا ليس من شأنه صل1، ولا من شأن الأنبياء قبله، وليست هذي الصناعات من دين الله الذي ترشد إليه الرسل، حتى نقحم فيها القول بالابتداع والاتباع!
هذا غير الشواهد والآثار التاريخية التي تثبت أن هذا هو نظام الكتابة الذي كان في زمانهم، بما عثر عليه من نقوش وغيرها مما حمل نفس ظواهر الرسم التي وجدت بالمصاحف. والأصل في مسألتنا هذي أن نحتكم لمستقر العادة وما علمنا من حالهم إن عدمنا الدليل الصريح، حتى نجد دليلا يثبت أن هذي العادة قد خُرقت تعليما بوحي أو آية أجراها الله عز وجل على يديه، وهو القادر سبحانه على كل شيء! فكيف وقد اجتمع مع عدمنا الدليل عليه = وجود الأدلة والشواهد على نقضه ومخالفته؟!
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[22 Dec 2010, 09:34 م]ـ
والأخ عصام يتحدث عن إجماع الصحابة على الرسم، ثم يقول إن الإجماع ليس بنص، ولا أدري إن كان يعلم أن الإجماع هو مصدر من مصادر التشريع، وإذا حصل الإجماع لا نحتاج إلى دليله نصاً. وكيف يُجمِع الصحابة على غريب الرسم الذي يخالف أغلب الرسم القرآني ويخالف اصطلاح العرب ثم يكون هذا الإجماع من غير اتباع. وكيف يجمع الصحابة على رسم الكلمة الواحدة بأكثر من رسم؟!
تقول أخي عصام إنني خيرتك بين أمرين أحلاهما مر، وإليك عبارتي:"هل هو عبث الصحابة في الرسم - حاشاهم - أم اتباع، أم ماذا؟ "، فلماذا تغمض عن الخيار الثالث وهو قولي: أم ماذا؟. هل المسألة مجرد جدل، إذا كان الأمر كذلك فنحن في غنى عن الخوض.
أما التهرب من الإجابة فمتروك الحكم فيه لمن يطّلع على المداخلات، لأنه لا يليق أن نطرح السؤال الوحد بألف صيغة حتى يصلنا الجواب.
كلمة لأاذبحنه مجرد مثال، وأرى أننا أصبحنا نلجأ إلى التشكيك في الرسم حتى لا نقر بالحقيقة!!!
اعلم وفقك الله يا أخ سنان أني:
-لا أشكك في الرسم بل أعتبره من أجل الآثار الإسلامية. كيف ونحن لا نحفظ القرآن إلا برسمه ولا نقرئه إلا كذلك؟
-ولا أجهل أن الإجماع من مصادر ثبوت الأحكام الفقهية. ولكن أنت جعلته منشئاً للأحكام الشرعية ينسخ الموجود ويثبت المعدوم؛ كما يظهر لي من كلامك! وقد أكون مخطئاً.
-ويبدو أنك لا تعرف أن الإجماع وقع على ستة مصاحف على الأقل، لا مصحف واحد؛ بدليل سؤالك: "وكيف يجمع الصحابة على رسم الكلمة الواحدة بأكثر من رسم؟! ". فاعلم أن الخلاف موزع على مصاحفهم رضي الله عنهم.
- المضي في تقرير اصطلاحية الرسم، وهو الذي يتساوق مع النصوص ... سيأتي على القول بالإعجاز العددي من أساسه؛ ويجعله في درجة البحث عن حكمة الصحابة باعتبارهم بشراً مجتهدين أصابوا وأبدعوا. وهو مجال رحب فسيح، لا نكير فيه، ولا لز ولا مماحكة.
والله المستعان.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Dec 2010, 10:29 م]ـ
أخى فضيلة الشيخ الكريم – والذى لم يعرف قدره بعد أحد ممن حاوره – سنان الأيوبى
جزاك الله خيراً على هذا الطرح العلمى المتميز، والذى هو جدير بعلمكم وحكمتكم والتى أعرف عنها الكثير من قبل ومنذ سنوات بعيدة، وأعتذر منكم عما لقيتموه هنا من جدال حاد، ولكن تلك طبيعة الشباب كما تعرف، فهؤلاء الأخوة الأفاضل فى عنفوان الشباب، ولذا ترى الحمية والحماس يغلبان على حواراتهم، ولكن ظننا فيهم أنهم أخوة أفاضل وأكارم، وأنهم مع الأيام سوف يكونوا أكثر حكمة وأشد نضجاً فى معالجتهم للمسائل العلمية العويصة، والتى منها المسألة الراهنة
أكرر شكرى و إعتذارى لشخصكم الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥