ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[22 Dec 2010, 10:48 م]ـ
أخى فضيلة الشيخ الكريم – والذى لم يعرف قدره بعد أحد ممن حاوره – سنان الأيوبى
جزاك الله خيراً على هذا الطرح العلمى المتميز، والذى هو جدير بعلمكم وحكمتكم والتى أعرف عنها الكثير من قبل ومنذ سنوات بعيدة، وأعتذر منكم عما لقيتموه هنا من جدال حاد، ولكن تلك طبيعة الشباب كما تعرف، فهؤلاء الأخوة الأفاضل فى عنفوان الشباب، ولذا ترى الحمية والحماس يغلبان على حواراتهم، ولكن ظننا فيهم أنهم أخوة أفاضل وأكارم، وأنهم مع الأيام سوف يكونوا أكثر حكمة وأشد نضجاً فى معالجتهم للمسائل العلمية العويصة، والتى منها المسألة الراهنة
أكرر شكرى و إعتذارى لشخصكم الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هذا يا حبيبنا الشيخ العليمي!!
أهذا مديح أم هجاء؟!
يبدو أن استجابتي لدعوتك العامة (رقم26) جعلتني مهزلة للأشياخ!!!
هذه آخرتها؟؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Dec 2010, 10:52 م]ـ
مناقشة علمية
من المسلم أنه بانقطاع الوحي انقطع التوقيف، خلافاً للإمامية.
ولو كان الرسم توقيفاً من السماء لما تجوز ابن مسعود وأبيّ وأبو الدرداء وأبو موسى وعائشة ... ، ممن أحرقت مصاحفهم، ولم يحضر أغلبهم الكتبة ... لما تجوزوا في رسم المصاحف باجتهادهم، وحملوها معهم إلى الأمصار، وأقرأوا الناس منها، مخالفين هذا التوقيف (!!) الذي يتعلق بأخص خصائص الأمة، وهو القرآن الكريم، وذلك منذ العهد النبوي إلى العهد العمري أي بمشهد النبي وأبي بكر وعمر وصدر خلافة عثمان (أي قرابة 25 عاماً) .. تجوزاً منهم كان نتيجته اختلافاً تُخشى منه الفتنة، وذلك ما كان ليكون لو كان الرسم وحياً محسوماً قاطعاً ظاهراً؛ لأنه لا اجتهاد مع نص ..
الأخ الكريم عصام
يمكن استخدام نفس أسلوب عبارتك للقول:
ولو لم يكن الرسم توقيفا من السماء فلماذا أُحرقت مصاحف هؤلاء الكرام الذين ذكرتهم؟
أما تجوزهم فى فى الرسم فقد كان رخصة لهم إلى أجل مسمى ومن أجل ضرورة ولحكمة بالغة فى حينه، كان رخصة وتم ايقافها على يد الخليفة الراشد عثمان رضى الله عنه، مثلما أوقف الفاروق عمر – رضى الله عنه – نصا قرآنيا يتعلق بسهم المؤلفة قلوبهم، وكما أوقف حد السرقة فى عام الرمادة، وكما أبطل رخصة نكاح المتعة فى قول البعض، ولم يحدث هذا كله إلا بعد انقطاع وحى السماء كما تقول
ثم إن التعلل بانقطاع الوحى لا يصلُح دليلاً لك لنفى التوقيف عن رسم المصحف، وهذا لأن التوقيف كان هو الأصل بالفعل قبل حدوث هذا التجوز فى الرسم وقبل انقطاع الوحى
نعم أخى، التوقيف كان هو الأصل، ثم حدث التجوز كرخصة مؤقتة، ثم تم الرجوع إلى هذا الأصل مرة أخرى فى عهد عثمان رضى الله عنه، أما قبل عثمان فكانت القراءة بالأحرف السبعة رخصة مؤقتة اقتضتها الأحوال وأملتها الظروف كما قال بذلك الجمهور
أما ما البرهان على أن هذا التوقيف كان هو الأصل؟ فإليك هذا البرهان المبين:
قال الله تعالى: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه"
فتلك شهادة من الذى أنزل القرآن ذاته – جل وعلا – بأن القرآن إنما أُنزل بلسان قوم النبى والذين هم قريش على وجه الخصوص
فأى شىء أكبر شهادة من الله؟!
وللعلم فإن هذا البرهان القرآنى على نزول القرآن فى أول الأمر بلسان قريش خاصةً لم يخرج من كيسى أنا، وإنما تجده مبثوثاً فى العديد من كتب التراث الإسلامى، أقول هذا حتى أقطع طريق الجدل مسبقاً على أى مجادل
وأما البرهان على أنه قد تم الرجوع ثانيةً إلى هذا الأصل بعد رخصة التعدد فإليك إياه:
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ
والذى يدلك على أن تعدد المصاحف فى الرسم كان رخصة عارضة ما بين الأصل وبين الرجوع إليه ما يلى:
قال أبو شامة: يحتمل أن يكون قوله (أى عثمان): نزل بلسان قريش، أي: ابتداء نزوله، ثم أبيح أن يقرأ بلغة غيرهم
¥