ولَمَّا كانت الأمة التي أرسل إليها النَّبِيّ أمِّيَّة، وفيهم من لا يقدر على غير لسان قومه، سأل النَّبِيّ جبريل، فأخبره أن القرآن نزل على سبعة أحرف، فكان ذلك تيسيرًا على المكلفين، ليسهل عليهم تلاوة القرآن، وحفظه، والعمل به.
فَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ لَقِيَ رَسُولُ اللهِ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيِّينَ، مِنْهُمُ الْعَجُوزُ وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْغُلامُ وَالْجَارِيَةُ، وَالرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ
ثم إذا كان النبي الكريم لا يكتب، ولم يثبت أنه وجههم في الرسم، لا بإشارة ولا بعبارة .. فمن أين يتأتى التوقيف، فلايبقى إلا أنه قد وكلهم إلى سابق عرفانهم بالكتابة التي تعلموها في الجاهلية أو من أسارى بدر، ونحوه .. وكان يستعيدهم القراءة ليعلم كمال الأداء.
هذا غير مُسلّم به على إطلاقه أخى الكريم، ويرجع ذلك لسببين، هما:
أولاً: ذهب نفر من العلماء الثقات إلى أنه - صلى الله عليه وسلم – لم يُقبض حتى قرأ وكتب
أى أنه قبل العرضة الأخيرة كان فى مقدوره القراءة والكتابة، وأدلتهم على ذلك كثيرة، ولكن يكفيك منها من القرآن الكريم قوله تعالى عنه: " رسولُُُ ُ من الله يتلوا صحفاً مطهرة " (البينة - 2)
والذى يتلو من الصحف يمكنه بالبديهة أن يكتب، ومن ثم كان من اليسير عليه – صلى الله عليه وسلم – أن يوجههم فى الرسم
ثانياً: توجد أحاديث وآثار تفيد حدوث هذا التوجيه، فكيف تقول أخى أنه لم يثبت ذلك؟!
وإذا كان الرسول قد أقر كتّاب الوحي على الكتابة، وهم مختلفون اختلافاً ظهر في حينه (زمن الفتوح)، فبأي صيغة كان ذلك الإقرار؟، ولماذا نجعله دالاً على الإقرار؟، ولانجعله دالاً على الجواز؟ وهو الأولى، والجواز مؤذن بالاختلاف الذي كان.
وإذاكان من باب الإقرار فكيف يقرّ الرسول أمراً في القرآن يؤول إلى الضرر والاختلاف والفرقة، ولو بعد حين؟.
إن كان المقصود بالإختلاف فى كلامك اختلافهم فى أوجه القراءات، فقد أقرها الرسول حينذاك لأنه رحمة الله للعالمين، حيث كان فى عدم إقراره فى ذلك الوقت عنتاً لهم ومشقة وكبد، بينما هو صلى الله عليه وسلم كما أخبر عنه ربه " عزيز عليه ما عنتم، بالمؤمنين رؤوف رحيم "، فكما قلتُ من قبل: كان ذلك رخصة لهم. . حتى حين، وإذا راجعت أحاديث السبعة أحرف تبين لك أن الدافع فى إباحتها كان هو التيسير على الناس، وهنا تتجلى رحمته صلى الله عليه وسلم وتوسيعه على المؤمنين
والله أحكم وأعلم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Dec 2010, 11:05 م]ـ
التوقيف يعني أن رسول الله صل1 أوقفهم على نظام معين للكتابة يوافق أو يخالف ما عهدوه وألِفوه من نظام الكتابة في زمانهم!
وهذا محض باطل لم يرد! بل كان لا يحسن يكتب، بأبي هو وأمي ونفسي صل1!
أما سكوته صل1 عن صنعة الكُتّاب، فهو كسكوته صل1 عن صنعة النجار والحداد صانعي منبره وسيفه صل1.
وكسكوت سائر الناس.
فليس هذا من شأنه صل1، ولا بُعِثت الرسل لمثل هذا!
للأسف يا أخى حسين إنك تُظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمظهر الشخص الجاهل (حاشاه) فى أمر يُعد من أخص خصائص الوحى، وهو كتابة القرآن بين يديه!!
ثم أين ما تقوله أنت من قوله تعالى فى شأنه صلى الله عليه وسلم:
" وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم، وكان فضل الله عليك عظيماً " (النساء 113)
أو قوله تعالى فيه: " كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويُعلّمكم الكتاب والحكمة، ويُعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون " (البقرة – 151)
ففى تلك الآيات الكريمات يبدو لنا الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم لمن حوله، وهو الموجّه لهم، وليس العكس كما ذهبت أنت أخانا الفاضل
ثم إن جهله بالقراءة والكتابة غير مقطوع به أو مجمع عليه، وقد بيّنت هذا فى مشاركة سابقة مستشهداً بآية من سورة البينة، وهى ليست الشاهد الوحيد على إدراكه صلى الله عليه وسلم للقراءة والكتابة قبل وفاته
وفى الختام أقول بصراحة:
لقد كان هذا الموضوع من أكثر الموضوعات التى أصابتنى بالحزن والأسى الشديد من بين كافة موضوعات الملتقى التى طالعتها فيه على مدار ثلاث سنوات
ويرجع هذا إلى الكم الهائل من الجدل الذى زخر به هذا الموضوع، وكنت أرجو أن يكون حوارا ً علمياً نتبادل فيه وجهات النظر بحيدة وموضوعية علمية، ونتعاون فيه من أجل الوصول للحقيقة، أو على الأقل إلى كلمة سواء تجمع بين المتنازعين، ولكن خاب رجائى للأسف، حيث وجدت بعض الأخوة الأفاضل يجادل عن رأيه بحمية وعصبية ويصادر آراء الآخرين وكأنه قد امتلك الحقيقة وحده فلم يبق قول غير الذى يراه!!
حتى إننى أصبحت أخشى أنا الآخر من أن يدفعنى هذا الذى رأيته إلى الزهد فى عرض ما عندى، أو إلى النفور من الملتقى الذى تمنيت ذات يوم أن أشارك فيه!!
والسلام عليكم
¥