نقصد باصطلاحي: ما اصطلح عليه قوم في لغتهم من طريقة للكتابة، وبذلك يستطيع الكل أن يكتب للكل. ولا يصح أن يكون لكل فرد طريقته الخاصة. ونحن اليوم نكتب كلمة (لكن) دون ألف على الرغم من لفظها، ولذلك نُخَطِّئ من يكتبها لاكن. وكذلك نُخَطِّئ من يكتب لفظ الجلالة كما يلفظ (اللاه). والرسول عليه السلام اختار كتبة يتقنون الكتابة ومنهم زيد بن ثابت.
الأخ حسين يعتبر الكتابة كالصنعة، أي أن موقف الرسول عليه السلام من كتابة المصحف كموقفه من الصناعات. ونحن نخالفة تماماً لأن الرسول عليه السلام لم يتخلف عن الأمر بكتابة آية واحدة وكانوا يكتبون بين يديه ويأمرهم بقراءة ما كتبوا. ولو علم الصحابة أن الكتابة كالصنعة لما حرصوا على النسخ التي كتبت بين يدي الرسول عليه السلام، وكان يسعهم أن يجمعوا القرّاء فيكتبون ما يمليه القراء، لأن القراءة هي الأصل، والكتابة لا تتطابق مع اللفظ.
إذا كانت كلمة قرءن إشارة إلى قراءة من يسقط الهمزة لكتبت هكذا: (قران) تماما كما كتبها الأخ عصام. ولكنها كتبت قرءن. وإذا كان بإمكاننا أن نرجع الاختلاف في الرسم إلى الاختلاف في القراءات نكون قد وصلنا إلى حل، وهو أن الرسم توقيفي لأنه يتبع اللفظ التوقيفي.
ولكن ظواهر الرسم تثبت أنه ليس بإمكاننا أن نرجع كل اختلاف في الرسم إلى الاختلاف في القراءات. ثم من هو الذي قرر أن يفرد كلمات دون غيرها برسم خاص، هل هم الكتبة في عصر الرسول عليه السلام أم الصحابة بعد عصر الرسول عليه السلام؟! ونحن نعلم أن زيداً أخذ في الجمعين عن صحف الرسول عليه السلام. وكيف لكاتب واحد أن يخالف في رسم كلمة بينها وبين مثيلتها بضع كلمات ويتكرر ذلك ويشيع.
تكررت كلمة (شيء) في القرآن الكريم أكثر من 200 مرة، فلماذا كتبت في الآية 23 من سورة الكهف على خلاف الرسم هكذا: (لشايء) وهي تقرأ وصلا ووقفاً كباقي الكلمات (هذا في حدود علمي في القراءات). وإذا كان مرد ذلك للقراءة فماذا نقول في كلمات مثل قارون وسبحان وكتاب (قرون، سبحن، كتب) .... ألخ.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[23 Dec 2010, 10:34 م]ـ
ولا يصح أن يكون لكل فرد طريقته الخاصة. ونحن اليوم نكتب كلمة (لكن) دون ألف على الرغم من لفظها، ولذلك نُخَطِّئ من يكتبها لاكن. وكذلك نُخَطِّئ من يكتب لفظ الجلالة كما يلفظ (اللاه). والرسول عليه السلام اختار كتبة يتقنون الكتابة ومنهم زيد بن ثابت.
بارك الله فيكم، ليس حديثنا عن أخطاء الكتابة، إنما نتكلم عما تسمح به القاعدة وتقره من اختلافات، ولا ينكره العارفون بالكتابة على بعضهم، وذلك كثير جدا، ولم يزل موجودا في جميع كتابات الأمم في كل زمان ومكان! ولا طريق لإزالته أبدا، حتى مع ظهور المجامع ومراكز الدراسات اللغوية، بل أقرته! فكيف بزمانهم؟!
مثل اختلافي معك مثلا في كتابة (إسحق)، قد تكتبها أنت (إسحاق)، أو العكس، وليس لأحدنا أن ينكر على صاحبه.
هذا هو ما عليه مدار كلامي وحديثي كله. فلا محل لحديثكم هنا عن الخطأ واللحن، وعن اختيار الكتاب المتقنين وغير ذلك، فهذا ما لا نماريكم فيه أو نجادل أبدا.
وليس معنى نسخ مصحف من آخر أن يطابقه تماما في كل وجه من هذي الوجوه التي يختلف الرسم فيها، وكلها صحيحة، إذا فرضنا تطابقهما تماما في القراءة واللفظ في كل كلمة.
لأن الرسول عليه السلام لم يتخلف عن الأمر بكتابة آية واحدة وكانوا يكتبون بين يديه ويأمرهم بقراءة ما كتبوا.
مجرد كتابة القرآن بين يديه صل1 لا يدل على التوقيف، وقد تخطينا هذي النقطة وذكرناها مرارا.
السؤال هو: هل ثبت أن رسول الله صل1 تدخل في صنعة الكُتّاب ووجههم إلى نظام معين في الكتابة يتبعونه؟ أم لم يثبت؟
لأن التوقيف يعني أنه صل1 وقّفهم عليه وعلّمهم إياه. هذا هو ما سألت عنه مرارا.
وهو ينطبق على الكتابة وغيرها، بصرف النظر هل فُعل ذلك أمامه صل1 أو لم يُفعل.
ولو علم الصحابة أن الكتابة كالصنعة لما حرصوا على النسخ التي كتبت بين يدي الرسول عليه السلام،
هذا الفهم خاطئ، وهل حرصوا على ذلك طلبا لأوجه الرسم وكيفيته؟! هذا ما لم يقل به أحد أبدا، ولا يُفهم ذلك من الأحاديث أصلا، ولو حتى إشارة.
¥