إنما قصدوا التثبُّتَ من كون ذلك قرآنا حتى ينسخوه، ولم تكن قضيتهم تحري أوجه الرسم فيما يُختلف في رسمه كما مثّلتُ مرارا بكلمة (السموات، السموت) للتقريب، فكان غرضهم إثبات الكلمة، غير مبالين على أي وجه رُسمت، ما دام هذا الوجه صحيحا غير منكر بينهم مما يعرفونه من قواعد الكتابة ونظامها في زمانهم. ولا ورد عنهم أنهم ناقشوا الخلاف في مثل ذلك أو حتى وقفوا عنده.
وكان يسعهم أن يجمعوا القرّاء فيكتبون ما يمليه القراء، لأن القراءة هي الأصل، والكتابة لا تتطابق مع اللفظ.
وما أدراكم أن بعض النَّسْخِ - وربما أكثره - لم يكن إملاءً؟! مع أن هذا هو المتصور عادة في مثل زمانهم، لكن ثبت أيضا بالرواية الصحيحة أن الرجل منهم كان يُمْلي على أصحابه وهم يكتبون! كما كان يفعل رسول الله صل1 حين يملي عليهم شيئا من القرآن أو غيره من رسائل وغيرها. وهذا كاف وحده لإبطال القول بالتوقيف.
وليس شرط النسخ أن ينقل الرجل بنظره من مصحف آخر، وإن وقع ذلك منهم.
ولكن ظواهر الرسم تثبت أنه ليس بإمكاننا أن نرجع كل اختلاف في الرسم إلى الاختلاف في القراءات.
أحسنتم، هذا هو مدار نقاشي معكم الآن، فلنخلّ جانبا مسألة اختلاف القراءات والأحرف، بفرض عدم ورود خلاف فيها مؤقتا، وليكن حديثنا عن الكلمات التي لا يؤثر اختلاف الرسم في أدائها، ولا يؤثر الأداء في رسمها، كبعض الأمثلة التي تفضلت بها من مثل (قرون، وسبحن) وغيرها بفرض عدم اختلاف الأداء.
ثم من هو الذي قرر أن يفرد كلمات دون غيرها برسم خاص،
لم يُقرر ذلك أحد، ولا قصده، وهذا هو موضع خلافنا في هذا الموضوع من أصله! [أعني ما لا يختلف الأداء فيه كما اتفقنا].
تكررت كلمة (شيء) في القرآن الكريم أكثر من 200 مرة، فلماذا كتبت في الآية 23 من سورة الكهف على خلاف الرسم هكذا: (لشايء) وهي تقرأ وصلا ووقفاً كباقي الكلمات (هذا في حدود علمي في القراءات). وإذا كان مرد ذلك للقراءة فماذا نقول في كلمات مثل قارون وسبحان وكتاب (قرون، سبحن، كتب) .... ألخ.
أجبتُ عن مثل هذا من قبل فليرجع إليه. وانظروا كذلك ما أحلتكم إليه في مشاركتي رقم 36 ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=23836#36) .
تنبيه: لا يصح الخلط بين كلامي وكلام الأستاذ عصام في مناقشتكم فيعد رأينا واحدا؛ إذ أتحفظ على بعض ما قال، وفقه الله وإياي وإياكم للحق.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:48 م]ـ
تنبيه: لا يصح الخلط بين كلامي وكلام الأستاذ عصام في مناقشتكم فيعد رأينا واحدا؛ إذ أتحفظ على بعض ما قال، وفقه الله وإياي وإياكم للحق.
رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي، فمن المعصوم؟.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[24 Dec 2010, 12:18 ص]ـ
إذا كانت كلمة قرءن إشارة إلى قراءة من يسقط الهمزة لكتبت هكذا: (قران) تماما كما كتبها الأخ عصام. ولكنها كتبت قرءن. وإذا كان بإمكاننا أن نرجع الاختلاف في الرسم إلى الاختلاف في القراءات نكون قد وصلنا إلى حل، وهو أن الرسم توقيفي لأنه يتبع اللفظ التوقيفي.
ولكن ظواهر الرسم تثبت أنه ليس بإمكاننا أن نرجع كل اختلاف في الرسم إلى الاختلاف في القراءات. ثم من هو الذي قرر أن يفرد كلمات دون غيرها برسم خاص، هل هم الكتبة في عصر الرسول عليه السلام أم الصحابة بعد عصر الرسول عليه السلام؟! ونحن نعلم أن زيداً أخذ في الجمعين عن صحف الرسول عليه السلام. وكيف لكاتب واحد أن يخالف في رسم كلمة بينها وبين مثيلتها بضع كلمات ويتكرر ذلك ويشيع.
تكررت كلمة (شيء) في القرآن الكريم أكثر من 200 مرة، فلماذا كتبت في الآية 23 من سورة الكهف على خلاف الرسم هكذا: (لشايء) وهي تقرأ وصلا ووقفاً كباقي الكلمات (هذا في حدود علمي في القراءات). وإذا كان مرد ذلك للقراءة فماذا نقول في كلمات مثل قارون وسبحان وكتاب (قرون، سبحن، كتب) .... ألخ.
بل كُتبت في المصاحف (ق ر ن) بلا ألف ولا همز. وكتابتي أنا (قرانا) للتوضيح فقط.
أما كتابة (شيء) في موضع الكهف (لشاي) فذكر السخاوي فيما ذكر أنها كتبت كذلك للتفرقة بينها وبين (شتى)، وهي كعلة رسم الألف في (مائة). أي أنها إشارة للضبط.
وأما قولك: "ولكن ظواهر الرسم تثبت أنه ليس بإمكاننا أن نرجع كل اختلاف في الرسم إلى الاختلاف في القراءات" .. فكلام يفتح الباب للفهم الصحيح لاختلافات الرسم حذفاً وإثباتاً من واقع الكتابة والقراءة، وليس من واقع العدد. وهذا هو محل النزاع.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[24 Dec 2010, 09:28 ص]ـ
رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي، فمن المعصوم؟.
بارك الله فيكم، مجرد تحفظي على بعض ما ذكرتم لا يجعله باطلا، أو يعده في عيوبكم، وقد سُبقتم إلى مثله من باحثين أفاضل.
إنما الوقوف عند كل كلمة في الموضوع يثيرها الأحبة قد يُشتته ويخرجنا منه بغير فائدة. وقد تغاضيت عن كثير مما ذُكر فيه لذلك.
وفقنا الله وإياكم لما يحب.
¥