ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[24 Dec 2010, 06:00 م]ـ
ثانياً:
فهذان أكبر أئمة الرسم القرآني يذكران ذلك في صدري كتابيهما نقلاً عن أشياخهما، قالا بأن ذلك الإجماع إنما هو منعقد على اصطلاح.
ولا داعي للتكثر بذكر أقوال من بعدهم، فكل من بعدهم ناقل عنهم مسند إليهم ناسج على منوالهم رضي الله عنهم أجمعين.
(1) قال إمام الفن ومحرره أبو عمرو الداني ت 444 هـ (المقنع 130):
"هذا الكتاب اذكر فيه إن شاء الله ما سمعته من مشيختي ورويته عن أئمتي من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار: المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وسائر العراق المصطلح عليه قديما مختلفا عن الإمام مصحف عثمان بن عفّان رضي الله عنه وعن سائر النسخ التي انتسخت منه ... ".
(2) وقال الإمام أبو داود سليمان بن نجاح ت 496 هـ (مختصر التبيين 2/ 5):
" ... ونجعله إماماً يقتدي به الجاهل ويستعين به الحافظ الماهر ويزيل عنهم الالتباس في الحروف والكلم والآي لكثرة تشابه الآي والكلم وتكرار القصص، رغبة منهم في اتباع الصحابة رضي الله عنهم واقتفاء آثارهم وامتثال ما اصطلحوا عليه من الهجاء قديماً ... ".
فما رأيكم؟.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[24 Dec 2010, 10:19 م]ـ
كثر الكلام بأن جمهور السلف لا يقولون بالتوقيف. وقد طلبنا نصوصاً منقوله عن الصحابة أو التابعين، فأين هي؟
أبو عمرو الداني من علماء القرن الخامس الهجري، وكتابه المقنع دراسة في رسم مصاحف عثمان وما بينها من اتفاق واختلاف. ولم يتعرض لمسألة التوقيف وما أورده الأخ عصام من نقل عن الداني هو مقدمة ترد فيها كلمة مصطلح في سياق يصعب فيه الزعم أنه بالمعنى المختلف فيه هنا. وها أنا أنقل لك أخ عصام من المقنع:
يقول الداني:" وسئل مالك رحمه الله: هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء؟ فقال: لا إلا على الكتبة الأولى"، ثم يقول عن نفسه:" قال أبو عمرو ولا مخالف له في ذلك من علماء الأمة" انتهى.
والسؤال المتكرر: كيف أجمعت الأمة على عدم جواز مخالفة الرسم الأول؟! ولا شك أن موقفهم هذا يشير إلى حكم شرعي.
وتدبر قوله في تعليل اختلاف رسوم المصاحف:" ... وثبت عنده _ يقصد عثمان رضي الله عنه _ أن هذه الحروف من عند الله عز وجل كذلك منزلة ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة. وعلم أن جمعها في مصحف واحد على تلك الحال غير متمكن إلا بإعادة الكلمة مرتين، في رسم ذلك كذلك من التخليط والتغيير للمرسوم ما لا خفاء به، ففرقها في المصاحف، لذلك فجاءت مثبة في بعضها ومحذوفة في بعضها لكي تحفظها الأمة كما نزلت من عند الله عز وجل وعلى ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا سبب اختلاف مرسومها في مصاحف أهل الأمصار" انتهى
ثم انظر إليه وهو يرفض النقط باللون الأسود حتى لا يلتبس الرسم الأصلي بالإضافات على الرغم من أنها إضافات تُجلّي النص:" قال أبو عمرو: ولا أستجيز النقط بالسواد لما فيه من التغيير لصورة الرسم، وقد وردت الكراهة بذلك عن عبد الله بن مسعود وعن غيره من علماء الأمة".انتهى وإذا كان النقط عندهم مكروهاً فما بالك بتغيير الرسم؟!
فلماذا هذه الحساسية المفرطة إذا كان الرسم كالصناعات؟!!!!
مثل هذا الاحتياط يُحسب لصالح القائلين بالتوقيف حتى يصدر عن الصحابة صريح الكلام بخلافه.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Dec 2010, 10:54 م]ـ
قبل أن نسوق الأدلة من جديد على أنه ليس توقيفاً لا بد أن نسجل أمراً مهماً:
وهو أنكم صرحتم قبلاً أن هناك أحاديث وآثاراً تعضد دعواكم بالتوقيف. وطالب الأخ حسين بأن تأتوا بها بقوله: أين تلك الآثار والأحاديث؟!، فلم تأتوا بأثارة، ولا اعترفتم بخلو وفاضكم من حديث.
فهل عدمتم سنداً تُثبتون به التوقيف؟
هذا أولاً.
صرّح بهذا العبد لله، وليس أخى سنان
ولم نعدم سنداً نثبت به التوقيف كما ظننتم أخانا الحبيب
وإنما صرفتنا بعض الشواغل عن متابعة الموضوع، ليس إلا
وفيما سيلى إن شاء الله ستجد الجواب
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Dec 2010, 11:03 م]ـ
حتى لو سلمنا - جدلا - أن رسول الله صل1 عرف صنعة الكتابة - وليس يطعن في قدره أن لا يعرفها صل1 كما تظنون -:
ما هي الأحاديث والآثار التي تفيد ذلك، بارك الله فيكم؟
قلنا من قبل أننا نرجّح أن النبى – صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكن جاهلاً بقواعد الكتابة طوال حياته، بل نرجّح أنه تلقَّى العلم بها من الله عز وجل عن طريق أمين الوحى جبريل عليه السلام، وليس قولى هذا بدعاً من القول، بل قال به قبلى علماء أفذاذ:
قال الحافظ بن حجر: "كان النبي أمياً وذلك بسبب الإعجاز. ولما اشتهر الإسلام وأَمِنَ الارتياب عرف حينئذ الكتابة "!.
كما قال ابن شيبه: " ما مات رسول الله صل1 حتى كتب وقرأ ".
وقال الطبرسي: " فأما بعد النبوة فلا تعلق به الشك والتهمة، فيجوز أن يكون قد تعلم الكتابة ".
وعلى ضوء هذا يمكن لنا قبول الأحاديث والآثار التى تفيد أنه عليه الصلاة والسلام كان يوجّه كتبة الوحى فى رسم القرآن وكتابته، ومن ذلك ما روى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أنه قال:
كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دعا رجلاً إلى الكتابة كان يقول: «ألقِ الدواة، وحَرف القلم، وجوِّد بسم الله الرحمن الرحيم، أقم الباء، وفرِّج السِّين، وافتح الميم، وجوِّد الله، وحسِّن الرحمن الرحيم، فإن رجلاً من بني إسرائيل كتبها فجودها فدخل الجنة».
وأعرف مسبقاً أنك سوف تقول عنه " إنه حديث ضعيف "، مع أنى وجدتك متوقفاً إزاء هذا الحديث، حيث توجهت إلى من أورده لك بهذا السؤال:
" جزاكم الله خيرا أبا مقداد .. هل تصح هذي الرواية عن أنس - رضي الله عنه -؟ "
ولكنك لم تتلق جواباً عن سؤالك هذا، وكان ذلك فى ملتقى أهل الحديث، وهذا هو رابط مشاركتك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=936269&postcount=7
ولكن حتى لو افترضنا كونه ضعيفا، فهذا لا يمنع من الإستئناس به، وأنظر تفصيل هذا فى مشاركتى التالية إن شاء الله
¥